إنشاء هيئة رقابية مستقلة يمثل لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية

تم توقيع قانون جديد ينشئ جهة تنظيمية مستقلة لكرة القدم ضمن قوانين المملكة المتحدة بعدما حصل "قانون حوكمة كرة القدم" على التصديق الملكي، مما يمنح المشجعين دوراً أكبر في كيفية إدارة أنديتهم.

ويعد هذا القانون نقطة تحول مفصلية في كرة القدم الإنجليزية، حيث يدخل هيئة رقابية لكرة القدم للإشراف على الدرجات الخمس الأولى في كرة القدم (للرجال)، لضمان أن تدار الأندية بشكل مستدام وأن تكون خاضعة للمساءلة أمام جماهيرها.

كما ستحصل الجهة التنظيمية على صلاحيات "احتياطية" لفرض تسوية مالية بين رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم والدوري الإنجليزي الممتاز إذا لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بينهما.

دعم سياسي واسع وتمرير بغالبية ساحقة

وكان مجلس العموم قد أيد خطط إنشاء الجهة التنظيمية المستقلة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث صوت النواب لمصلحة القانون في القراءة الثالثة بـ415 صوتاً مقابل 98 صوتاً، بفارق غالبية بلغ 317 صوتاً.

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر، "إنها لحظة فخر وفاصلة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية".

"بصفتي شخصاً أحب هذه اللعبة طوال حياتي، أعلم تماماً مدى عمق ارتباطها بمجتمعاتنا. فهي المكان الذي تصنع فيه الذكريات، وتلتقي فيه الأجيال".

"قانون حوكمة كرة القدم التاريخي هذا يفي بالوعد الذي قطعناه للمشجعين. إنه سيحمي الأندية التي يعشقونها، والدور الحيوي الذي تؤديه في اقتصادنا".

"من خلال خطتنا للتغيير، نرسم مستقبلاً أقوى وأكثر عدلاً للعبة التي نعشقها جميعاً".

الأزمات السابقة التي مهدت للتغيير

ويأتي هذا القانون تتويجاً لمسار طويل نحو سنه، بدأ عقب محاولة إنشاء دوري السوبر الأوروبي الانفصالي، وسلسلة من القضايا البارزة التي واجهت فيها الأندية خطر الانهيار المالي.

ففي السنوات الأخيرة، عانى مشجعو أندية مثل بيري وماكلسفيلد تاون وديربي كاونتي وريدينغ، وكثير غيرهم، من تبعات سوء الإدارة المتهور والمخاطرة المفرطة والانهيارات المالية داخل أنديتهم.

ويهدف النظام الجديد إلى رفع مستوى المعايير في مختلف أنحاء اللعبة، دعماً لخطة الحكومة للتغيير، من خلال ضمان أن تواصل كرة القدم الإنجليزية تقديم فوائد اقتصادية هائلة في جميع أنحاء البلاد.

دور الجهة التنظيمية الجديدة في حماية المشجعين

وقالت وزيرة الثقافة ليزا ناندي، "لقد بنيت أندية كرة القدم ودعمت على مدى أجيال بواسطة الجماهير، لكن في كثير من الأحيان لم يكن لدى هؤلاء المشجعين أي جهة يلجؤون إليها عندما تواجه أنديتهم أزمات".

"هذا الواقع سيتغير اعتباراً من اليوم، إذ يمنح هذا القانون الأمل والاطمئنان للناس، مع عمل الجهة التنظيمية على حماية الأندية في مختلف المدن والبلدات في البلاد، حيث تمثل أندية كرة القدم قيمة كبيرة لكثيرين".

"من ساوثيند إلى بلاكبول، ومن بورتسموث إلى ويغان، جاءت هذه الإصلاحات بدافع من الجماهير ولأجل الجماهير. سأظل دائماً فخورة بأن هذه الحكومة أوفت بوعدها في برنامجها الانتخابي بدعمهم من خلال إصلاح حوكمة كرة القدم، وأثني على كل من أسهم في تحقيق هذه اللحظة التاريخية للعبة الوطنية".