Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحول مشروع إسرائيل لإطعام جياع غزة إلى "آلة قتل"؟

جولة ميدانية تكشف عن فوضى توزيع المساعدات بعد تقليص أدوار الأمم المتحدة

فلسطينيون ينقلون ضحية إلى عيادة الصليب الأحمر في رفح بعد أن أُطلق عليه النار أثناء انتظاره لتلقي المساعدات الغذائية في مركز تابع لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل في 12 يوليو 2025 (أ ف ب)

ملخص

كشف تحقيق ميداني لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مشروع إسرائيل لتوزيع المساعدات في غزة تسبب بمقتل وإصابة المئات من الأشخاص أثناء استلام المساعدات الغذائية، بعد شهرين من إطلاق هذا المشروع لتقليص وصول مساعدات الأمم المتحدة بهدف منع استغلالها من حركة "حماس".

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"عن تحول مشروع إسرائيل لتوزيع المساعدات في غزة إلى برنامج "دموي" وسط فوضى عارمة، أودت بحياة مئات المدنيين في القطاع، وذلك بعدما أوكلت إسرائيل عملية توزيع المساعدات إلى "مؤسسة غزة الإنسانية " التي تشرف عليها، في خطة ممنهجة لتقليص وصول مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى بهدف منع استغلالها من حركة "حماس".

تدافع واستخدام للذخيرة الحية

وأوضح تحقيق ميداني للصحيفة الأميركية بأنه منذ انطلاق البرنامج قبل شهرين قتل وأصيب مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من المراكز الأربعة التابعة للمؤسسة، وفقاً لسلطات الصحة المحلية في غزة.

وفي مشهد وثقته الصحيفة من مركز التوزيع في خان يونس الثلاثاء الماضي، تدافع آلاف المدنيين فور فتح البوابة، ودوى إطلاق نار من دون معرفة مصدره، في حين اندفع الناس سيراً وعلى دراجات نارية لأخذ صناديق الطعام، وفي غضون ربع ساعة، نفدت المساعدات بالكامل.

وفي حين يقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الحشود التي تقترب من جنوده، إلا أن ناطقاً باسمه شكك في أرقام الضحايا التي أعلنتها الجهات الرسمية في غزة، معتبراً أنها مبالغ فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما في اليوم التالي، فلقي ما لا يقل عن 20 شخصاً مصرعهم نتيجة التدافع الشديد، بحسب ما أفادت به مؤسسة غزة الإنسانية وسلطات الصحة المحلية، وذكرت المؤسسة أن المتعاقدين الأمنيين الأميركيين استخدموا رذاذ الفلفل لتفريق الحشود. وأفاد جنود إسرائيليون بأنهم استخدموا بنادق ورشاشات، وأحياناً المدفعية لمنع الحشود من اختراق المسارات المعتمدة.

وعلى رغم أن الجيش الإسرائيلي تعهد بتقليل استخدام الذخيرة الحية، إلا أن تحقيق "وول ستريت جورنال" أشار إلى أن الأوضاع الميدانية لم تتغير كثيراً، وأن الجنود لم يتدخلوا لتنظيم الحشود أو تفادي الكارثة.

ومع ارتفاع عدد القتلى، دانت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وأكثر من 20 دولة هذا البرنامج الجديد، الذي حل مكان جهود أكبر كانت تقودها الأمم المتحدة.

أسباب الفوضى

وأشار تحقيق "وول ستريت جورنال" إلى أسباب عدة وراء فشل هذا النظام الجديد، منها أن المؤسسة تعتمد على وجود الجيش الإسرائيلي بالقرب من مواقعها لتوفير الحماية للعاملين فيها، بعكس مراكز التوزيع التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة، التي لم تكن قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية. أما السبب الثاني فهو أن الطلب على الطعام يفوق بكثير القدرة التشغيلية الحالية للمؤسسة، مما يؤدي إلى اكتظاظ هائل ومعارك بين الناس للحصول على حصتهم من الغذاء.

وفي السابق، كانت المساعدات تجمع عبر الأمم المتحدة وجهات خيرية خاصة، وتوزع عبر نحو 400 مركز داخل المناطق السكنية في غزة، ولا تزال الأمم المتحدة تدخل بعض المساعدات، لكن بكميات أقل بكثير مما كانت عليه.

وقد صمم خطة المساعدات الجديدة مجموعة من جنود الاحتياط ورجال الأعمال الإسرائيليين الذين بدؤوا اجتماعاتهم منذ ديسمبر 2023، بهدف تهميش دور الأمم المتحدة، بحسب مشاركين في الاجتماعات.

ونالت الخطة الضوء الأخضر بعد تعيين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لضابط إسرائيلي رفيع شارك في إعداد الخطة.

وكان بعض الإسرائيليين المطلعين على تفاصيل الخطة حذروا كبار المسؤولين قبل إطلاقها من أنها تفتقر إلى عدد كاف من المواقع ولا تراعي مواقع السكان، مما قد يؤدي إلى اكتظاظ خطر وعنف، بحسب وثائق اطلعت عليها الصحيفة.

وتأسست مؤسسة غزة الإنسانية في ولاية ديلاوير الأميركية في فبراير الماضي، ويقودها حالياً جوني مور، رجل أعمال أميركي ومستشار سابق لحملة ترمب، وترفض بعض الدول وعدد من المنظمات الإنسانية التعاون معه. وكان من المفترض أن يحصل البرنامج على 30 مليون دولار من وزارة الخارجية الأميركية، لكن المبلغ لم يصرف حتى الآن، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الوزارة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات