ملخص
أعلن الكرملين، هذا الشهر، استعداده لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعدما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن رئيس مجلس الأمن والدفاع رستم أوميروف أخبره بأن الجولة المقبلة من محادثات السلام بين كييف وموسكو، من المقرر أن تنعقد يوم الأربعاء في تركيا.
وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "ناقشت اليوم مع رستم أوميروف التحضيرات لتبادل الأسرى وعقد اجتماع آخر مع الجانب الروسي في تركيا"، وتابع "أوميروف قال إن الاجتماع من المقرر أن ينعقد يوم الأربعاء، سنوافيكم بمزيد من التفاصيل غداً".
ويشغل أوميروف حالياً منصب الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني، وقاد الجولتين الأوليين من المحادثات مع روسيا.
يأتي هذا على رغم استبعاد روسيا الإثنين عقد محادثات مع أوكرانيا خلال مهلة قريبة، متحدثة عن مواقف متعارضة تماماً بين الجانبين، وذلك بعد ساعات من شنها هجوماً مكثفاً بالمسيرات والصواريخ على كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن العمل جار على تحديد موعد للجولة الثالثة من محادثات السلام مع كييف بعدما اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الماضية عقدها خلال الأسبوع الجاري.
وذكر بيسكوف، "سنبلغكم فور التوصل إلى اتفاق نهائي على التواريخ"، مضيفاً أن "هناك كثيراً من العمل الدبلوماسي" الذي يتعين القيام به نظراً إلى أن مواقف الطرفين متعارضة تماماً، مضيفاً "نحتاج الآن إلى تبادل وجهات النظر وإجراء مفاوضات حول هاتين المسودتين المتعارضتين تماماً حالياً، ولا يزال أمامنا كثير من العمل الدبلوماسي".
وتعثرت الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام بعد أن ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الجانبين لإجراء محادثات مباشرة بعد عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي.
والتقى الجانبان آخر مرة قبل أكثر من شهر في إسطنبول حيث تبادلا مسودتين تتضمنان أفكاراً حول ما يمكن أن يكون عليه اتفاق السلام، إذ لم تسفر المحادثات بين الجانبين حتى الآن سوى عن تبادل للأسرى مع تراجع فرص وقف إطلاق النار.
ومنح ترمب، الذي أعرب عن شعوره بخيبة الأمل من فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي الأسبوع الماضي 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق وإلا سيواجه عقوبات اقتصادية واسعة النطاق، فيما لم ترد موسكو بعد على المهلة التي حددها ترمب.
من جهة أخرى، لم يستبعد بيسكوف إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب إذا زار الرئيسان بكين في الوقت نفسه في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترمب يخطط للمشاركة.
مصنع مسيرات
عرضت روسيا لقطات لما وصفته بأنه أكبر مصنع للطائرات المسيرة في العالم، في صور نادرة من داخل منشأة لتجميع المسيرات الهجومية التي تطلقها نحو أوكرانيا يومياً.
ورفعت روسيا عدد الطائرات المسيرة التي تطلقها نحو المدن الأوكرانية إلى مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة، وصعدت هجماتها الجوية متجاهلة دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى وقف الحرب التي بدأتها في مطلع 2022.
وعرض الفيديو الذي نشرته قناة "زفيزدا" التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية أمس الأحد، عمالاً وجوههم مغطاة وهم يجمعون طائرات مسيرة مثلثة الشكل سوداء اللون.
وقال مدير المصنع تيمور شاغيفالييف الخاضع لعقوبات أميركية "هذا أكبر مصنع في العالم لإنتاج الطائرات القتالية المسيرة، وأكثرها سرية".
يقع المصنع قرب بلدة يلابوغا في جمهورية تتارستان بوسط روسيا، بينما كان من المقرر أن تقام في الموقع منطقة اقتصادية خاصة لتعزيز العلوم والأعمال. وأصبح المصنع الواقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر من الحدود الأوكرانية، هدفاً لهجمات كييف.
وقال شاغيفالييف إن المصنع الذي يشغل متدربين شباناً، ينتج تسعة أضعاف عدد الطائرات المسيرة التي كان مخططاً إنتاجها.
وبحسب ما ورد في الفيديو البالغة مدته 40 دقيقة "مئات الآلات وآلاف العمال، أينما نظرت ترى شباباً، يعمل الفتيان والفتيات ويدرسون أيضاً في كلية هنا".
ويماثل تصميم طائرات "غيران" الروسية المسيرة تصميم "شاهد" الإيرانية، التي وفرتها طهران لموسكو في مراحل سابقة.
وفوق مدخل المصنع، كتب على شاشة عملاقة "كورتشاتوف وكوروليوف وستالين موجودون في حمضكم النووي"، مع صور للزعيم السوفياتي جوزيف ستالين والفيزيائي النووي إيغور كورتشاتوف ومهندس برنامج الفضاء سيرغي كوروليف.ش
بدوره قال زيلينسكي اليوم إن شخصين قتلا في أنحاء البلاد خلال الهجمات الأخيرة التي وصفها بأنها "اعتداء على الإنسانية"، مضيفاً أن 15 شخصاً أصيبوا بجروح بينهم طفل يبلغ 12 سنة.
واستهدفت الهجمات ست مناطق ضمن كييف أدت إلى اندلاع النيران في متجر للتسوق وأبنية سكنية وحضانة، بحسب السلطات، كما تعرض مدخل محطة لوكيانيفكا للقطارات السريعة في كييف إلى أضرار جراء الضربات التي وقعت ليلاً، إذ أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 450 مسيرة وصاروخاً. وألحقت أضراراً بمنطقة إيفانو- فرانكيفسك (غرب) ومنطقتي خاركيف وسومي في الشرق.
وبينما كان عمال الإنقاذ يواصلون البحث عن الضحايا وسط الأنقاض، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في زيارة رسمية إلى كييف، وإثر لقائه زيلينسكي كتب على منصة "إكس" أن الأوروبيين سيواصلون "زيادة الضغط على فلاديمير بوتين"، مُجدداً "دعم فرنسا الثابت" لأوكرانيا، بينما ذكر زيلينسكي أنهما "ناقشا الدعم الدفاعي وقدرات الدفاع الجوي، وتدريب الجنود الأوكرانيين" كما أكد أن "شركات فرنسية قررت البدء في تصنيع الطائرات المسيرة في أوكرانيا" من دون تحديد أسمائها.
قصف روسي
ميدانياً أدى قصف روسي استهدف العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الإثنين، إلى مقتل شخص واحد في الأقل واشتعال النيران في متجر ومدرسة، وفقاً لمسؤولي المدينة. وقال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، عبر "تيليغرام" "للأسف، لدينا معلومات عن وفاة شخص نتيجة الهجوم".
من جهته أفاد فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، في منشور آخر على "تيليغرام" عن "تعرض أربعة أحياء في المدينة لهجمات، مع ورود تقارير عن احتراق مبان سكنية ومتجر وروضة أطفال"، وأضاف أن مدخل محطة مترو لوكيانيفسكا تضرر أيضاً.
جولة جديدة من محادثات السلام
وتأتي هذه الضربات بعد أيام من تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف اقترحت على موسكو جولة جديدة من محادثات السلام.
وأعلن الكرملين، هذا الشهر، استعداده لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعدما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى الآن، فشلت جولتان من المحادثات في إسطنبول في إحراز أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، بل أسفرت عن عمليات تبادل واسعة للأسرى وصفقات لاستعادة جثث جنود قتلى.
ووافق الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على الحزمة الـ18 من العقوبات ضد موسكو، والتي تستهدف المصارف وخفض سقف أسعار صادرات النفط، في محاولة للحد من قدرة روسيا على تمويل حربها.
"التأثير السلبي الخطر"
على خط آخر، انتقدت وزارة التجارة الصينية العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وشملت كيانات صينية بهدف تقييد النشاط العسكري الروسي، وفقاً لبيان صدر، اليوم، ووصف هذه الإجراءات بأنها "خطأ"، وقال متحدث باسم وزارة التجارة "إن إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطر على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي".