ملخص
يعد قطاع الألعاب الإلكترونية ورياضاتها من ضمن 13 قطاعاً يستهدف صندوق الاستثمارات العامة السعودي الدخول فيها
تواصل السعودية سعيها لتكون مركزاً عالمياً لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية ومنصة لاستضافة أهم بطولات اللعبة لاستقطاب اهتمام اللاعبين والمشجعين من مختلف أنحاء العالم.
وفي شمال العاصمة الرياض تحتدم المنافسة بين أمهر نجوم اللعبة ضمن منافسات النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهي البطولة الأضخم من نوعها عالمياً.
ويشارك في البطولة 2000 لاعب يمثلون أكثر من 100 دولة على جوائز تتجاوز 70 مليون دولار وهي الأعلى في تاريخ اللعبة.
وترتفع وتيرة الحديث عن الدور المتصاعد الذي تلعبه الدولة الخليجية في قطاع الألعاب الذكية من خلال الحدث العالمي الذي يبث مباشرة بأكثر من 35 لغة عبر محطات البث العالمية على مدى سبعة أسابيع، في الفترة من السابع من يوليو (تموز) الجاري حتى الـ24 من أغسطس (آب) المقبل.
الأبرز في الصين
وفي حديث إلى "اندبندنت عربية" يقول رئيس جمعية الرياضات الإلكترونية في هونغ كونغ الصين، إيدي تشين، "يبلغ عدد الشركات المطورة للألعاب الإلكترونية الأبرز في الصين نحو 10 شركات أبرزها شركتا Tencent وNetease، وهما من بين الأسماء الأهم عالمياً في هذا القطاع المتسارع".
الصين أكبر سوق للألعاب في العالم
وفيما تمثل الصين أكبر سوق للألعاب في العالم، يوضح المسؤول الصيني الحاضر منافسات اللعبة في العاصمة الرياض بأن "الفئة العمرية التي تهيمن على هذه الصناعة تراوح ما بين 15 و30 سنة، وتبلغ أعمار اللاعبين في الألعاب على الهواتف المحمولة ما بين 15 و23 سنة، فيما عادة ما يكون لاعبو ألعاب الكمبيوتر وأجهزة الكونسول أكثر نضجاً، وتراوح أعمارهم غالباً ما بين 23 و30 سنة".
وعن أبرز التحديات التي تواجه مطوري الألعاب الإلكترونية في السعودية أشار إلى أن "اختلاف اللغة والثقافة أحد التحديات التي قد تعرقل التوسع والانتشار العالمي بصورة سريعة، علاوة على ذلك قد تكون خبرة مطوري الألعاب في المملكة أقل مقارنة بالشركات الكبرى على مستوى العالم".
الذكاء يتجاوز الترفيه
وتبرز مطورة الألعاب السعودية خلود الظاهري كأحد الأصوات الشابة التي تضع بصمتها في صناعة الألعاب الذكية برؤية تتجاوز الترفيه نحو التعليم والتفاعل الثقافي.
وتكشف الظاهري في هذا الحوار كيف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط أداة دعم، بل جوهر التجربة التفاعلية، وترى أن السعودية في طريقها إلى أن تصبح مركزاً عالمياً لهذه الصناعة.
بالنسبة إلى الظاهري لم تعد الألعاب مجرد وسيلة للترفيه، بل منصات حية للتعلم واكتساب المهارات وحتى تجسيد الهوية الثقافية، فالذكاء الاصطناعي بات حجر الزاوية في هذه النقلة النوعية، إذ صار "متغلغلاً في كل تفاصيل الألعاب الحديثة"، على حد تعبيرها، بدءاً من سلوكيات الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs) وصولاً إلى الرسوميات وسيناريوهات اللعب المتجددة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التحديات في السعودية
تقول الظاهري "تجربة اللاعب اليوم لم تعد محكومة بخط سردي تقليدي، بل خاضعة لتفاعل ديناميكي تصنعه خوارزميات ذكية"، مؤكدة أن السوق العالمية باتت تتجه سريعاً نحو الدمج العميق بين الذكاء الاصطناعي وتجربة اللعب، مما يجعل ما يسمى "الألعاب التقليدية" في طريقها إلى التحول أو الاختفاء.
وتضيف أن المملكة، برؤيتها الطموحة 2030، لا تتعامل مع الألعاب كترف، بل كقطاع اقتصادي حيوي واستراتيجي، مدعوماً باستثمارات ضخمة وبنية تحتية رقمية قوية وشغف شبابي لافت.
البيئة السعودية أصبحت أكثر نضجاً
"لدينا جمهور من أكثر الجماهير حماسة في العالم، وشباب يتطلعون إلى صناعة المستقبل بأيديهم"، تقول مدربة ومطورة الألعاب الإلكترونية، مشيرة إلى أن البيئة السعودية أصبحت أكثر نضجاً لاحتضان هذه الصناعة من بوابة الإنتاج، لا فقط من خلال الاستهلاك أو استضافة الفعاليات.
لكن التحديات لا تزال قائمة، وأبرزها كما تقول الظاهري، التعليم المتخصص الذي بدأ يتطور أخيراً، والتمويل الذي بدأ يشهد انفتاحاً من خلال المبادرات الحكومية، إضافة إلى الوعي المجتمعي، الذي شهد قفزات هائلة في الأعوام الأخيرة، وهي تؤمن بأن هذه التحديات "لا تعوق الطريق، بل تشكل جزءاً من عملية النضج الصناعي لأي دولة ناشئة في هذا القطاع".
حلم شخصي
وعن حلمها الشخصي، لا تتردد الظاهري في رسم صورة طموحة "تطوير ألعاب ذكية لا تقتصر على المتعة، بل تقدم حلولاً واقعية، وتخاطب القيم وتوثق الثقافة"، وتضيف "أحلم أن تكون الألعاب منصات تفاعلية للتعليم وحفظ التراث وتحفيز الابتكار".
وكشفت عن أنها تعمل حالياً على مشروع بحثي لا يهدف فقط إلى إنتاج لعبة، بل لبناء إطار عمل تقني مفتوح المصدر يمكن المطورين من دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في تجاربهم الخاصة.
من خلال هذا المشروع تأمل الظاهري أن تضع لبنة محلية في بناء صرح عالمي لصناعة الألعاب، وتبعث برسالة مفادها "السعودية لا تكتفي بأن تكون ملعباً للألعاب، بل مصنعاً للأفكار ومنصة للإبداع التفاعلي".
50 مليار ريال في 2030
ويعد قطاع الألعاب الإلكترونية ورياضاتها من ضمن 13 قطاعاً يستهدف صندوق الاستثمارات العامة السعودي الدخول فيها، في سياق استراتيجيته القائمة على توزيع محافظه الاستثمارية في قطاعات متفرقة واعدة.
وأعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في سبتمبر (أيلول) 2023 التي تهدف إلى أن يسهم قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية بـ50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول عام 2030.