Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القتال يتجدد بعنف في الفاشر وطيران الجيش يقصف الخوي وبارا

اتهام "الدعم السريع" بارتكاب مذابح جماعية في خمس قرى بولاية شمال كردفان

آثار الدمار الذي خلفته الحرب على جسر شامبات الرابط بين أم درمان وبحري (أ ف ب)

ملخص

اشتعلت المواجهات مجدداً بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني على محوري دارفور وكردفان، في ظل اشتداد معاناة المدنيين.

تجدد القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الثلاثاء، بعد هدوء نسبي غير معهود شهدته المدينة خلال اليومين الماضيين. وبحسب مصادر عسكرية، فإن "الدعم السريع" قصفت بمدفعيتها الثقيلة وبصورة كثيفة الأجزاء الجنوبية الغربية من المدينة مستهدفة سوق المواشي، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
كما طاول القصف مواقع تابعة للجيش في محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة، وكان "الدعم السريع" تمكنت خلال اليومين الماضيين من التوغل في مناطق قريبة من الدفاعات الأمامية للجيش الواقعة في المحور الجنوبي الغربي من المدينة، لكن سرعان ما استعاد الأخير سيطرته من جديد على مواقع حيوية سيطرت عليها "الدعم السريع".

معاناة المدنيين

ويعاني سكان الفاشر التي تقاسي الحصار الشديد نقصاً شديداً في الغذاء، إذ تسببت المعارك المستمرة لأكثر من عام بارتفاع كبير في أسعار السلع الضرورية في المدينة، وهو ما أدى إلى ضعف قدرة المواطنين على الشراء.
في الأثناء ناشدت "حركة تحرير السودان" الحكومات والمنظمات بدعم تكايا الفاشر، من أجل إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة النازحين والمهجرين قسراً من السكان.
وبسبب أعمال العنف المستمرة، واصل آلاف الأشخاص النزوح من الفاشر هرباً من نيران الحرب، وأكدت "منظمة الهجرة الدولية" ارتفاع أعداد النازحين من هذه المدينة إلى أكثر من مليون شخص.

وتعد ولاية شمال دارفور أكثر الولايات تضرراً من النزاع، في ظل استمرار هجمات "الدعم السريع" على معظم مناطقها، بما في ذلك القرى التي لا توجد فيها أي مظاهر عسكرية.
ومنذ خسارتها العاصمة الخرطوم، التي سيطر عليها الجيش في مارس (آذار) الماضي، وفي محاولة لبسط سيطرتها على كامل إقليم دارفور، كثفت قوات "الدعم السريع" هجماتها على الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها.

توسع وانتشار

في محور كردفان، واصل الجيش السوداني عمليات انتشاره وتوسعه في هذا المحور عقب سيطرته على بلدة أم صميمة، التي تبعد 60 كيلومتراً من الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأفاد شهود بأن الجيش سدد أمس الثلاثاء ضربات جوية قوية على تمركزات "الدعم السريع" في كل من مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، ومدينة بارا في شمال كردفان. كما نفذ جهاز الأمن والمخابرات العامة عملية عسكرية ناجحة شمال مدينة الأبيض، مما فتح الطريق أمام تقدم قوات الجيش باتجاه بارا.
في غضون ذلك، قالت غرفة طوارئ دار حمر بولاية غرب كردفان إن قوات "الدعم السريع" اعتدت على المواطنين في مستشفيات البشير، والمستشفى التعليمي، ومركز الدكتور سليمان بالنهود، وأخرجت جميع المرضى قسراً من هذه المنشآت الصحية.
وأوضحت الغرفة أن "الدعم السريع" تستخدم المستشفيات لعلاج جنودها المصابين في معركة أم صميمة، داعية غرفة الجهات المختصة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وضمان سلامة المنشآت الطبية.
وتفرض "الدعم السريع" سيطرتها على مدينتي الخوي والنهود بغرب كردفان، وعلى بارا بشمال كردفان، فضلاً عن سيطرتها على كازقيل والدبيبات جنوب ولاية شمال كردفان.

وكانت منظمة الهجرة الدولية، أكدت في بيان رسمي لها أخيراً أن 3260 أسرة نزحت من قرى عدة في محلية بارا بسبب تزايد انعدام الأمن، مشيرة إلى أن الفارين نزحوا من 12 قرية في الأقل، منها أم قرفة والمرخة وأم تراكيش.

مذابح جماعية

إلى ذلك ذكرت هيئة محامي الطوارئ في السودان أن قوات "الدعم السريع" ارتكبت مذابح جماعية في خمس قرى بولاية شمال كردفان، هي شق النوم وأم نبق وقوجة وجكوة ومشقة، ما بين حرق الأشخاص وإطلاق الرصاص ونهب الممتلكات والماشية.
وبينت الهيئة في بيان أن "الدعم السريع" ارتكبت مجزرة دامية في قرية شق النوم، وقتلت أكثر من 200 مدني، كما أسفرت الهجمات في القرى المجاورة عن مقتل ما لا يقل عن 38 شخصاً، فضلاً عن إخفائها عشرات المدنيين قسراً في هذه القرى، واعتقال عشرات من المواطنين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً.
وأوضح البيان أن ضحايا هجمات "الدعم السريع" في هذه القرى دفنوا في مقابر جماعية، نتيجة تعذر التشييع الفردي في ظل استمرار القصف المدفعي والرصاص.
ودان البيان المذابح التي وصفها بـ"الممنهجة" في قرى ريف مدينة بارا بولاية شمال كردفان، محملاً قيادة "الدعم السريع" المسؤولية الكاملة باعتبارها ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وطالب البيان بمساءلة جميع المسؤولين، من المخططين إلى المنفذين عن المذابح التي طاولت المدنيين في هذه القرى، حاضاً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على التحرك الفوري لحماية المدنيين ومنع تكرار الفظائع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزراء جدد

سياسياً، أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس تعيين خمسة وزراء جدد في حكومته الجديدة، ثلاثة منهم يمثلون الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش.
وسمى إدريس كلاً من أحمد التجاني المنصوري وزيراً للثروة الحيوانية والسمكية، بينما احتفظ خالد علي الإعيسر بمنصبه وزيراً للثقافة والإعلام مع إضافة السياحة إلى مسؤوليته، كما عين نور الدائم طه، وهو مساعد رئيس "حركة تحرير السودان" مني أركو مناوي لشؤون الإعلام، وزيراً للمعادن. ومعتصم أحمد صالح وزيراً للموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، وهو يتولى منصب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم.
كذلك عين سيف النصر التجاني وزيراً للبنية التحتية والنقل، وهو يمثل تجمع "قوى تحرير السودان" الذي يترأسه عضو مجلس السيادة عبدالله يحيى.
وسبق هذه التعيينات جدل واسع حول إصرار أطراف اتفاق سلام جوبا على الاحتفاظ بمناصبهم الوزارية في الحكومة الجديدة، التي كان رئيس الوزراء صرح بأنها ستعين من "مهنيين مستقلين" (تكنوقراط).
وأعيد في وقت سابق تعيين جبريل إبراهيم وزيراً للمالية، ومحمد كرتكيلا القيادي في "الحركة الشعبية ــ شمال" وزيراً للحكم الاتحادي، وهي مناصب حازا عليها بموجب اتفاق جوبا للسلام الموقع في عام 2020.

تزايد الكوليرا

صحياً، أشارت وزارة الصحة السودانية إلى تسجيل 674 إصابة جديدة بالكوليرا في 12 ولاية خلال يوليو (تموز) الجاري، داعية إلى تدخل عاجل يمنع تزايد حالات حمى الضنك في البلاد.
وقالت الوزارة إن الحالات الجديدة رفعت إجمالي إصابات الكوليرا إلى 87762، بينها 2264 وفاة.
ويشهد السودان موجات كوليرا منذ يوليو 2024، ارتبط معظمها باضطرار السكان إلى تناول مياه شرب ملوثة بعد توقف محطات المياه جراء الهجمات التي شنتها "الدعم السريع" على محطات تحويل وتوزيع الكهرباء. وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" مطلع هذا الشهر من تعرض 33.5 مليون شخص، بينهم 5.7 مليون طفل، لخطر الإصابة بالكوليرا.
وتنتشر الكوليرا وسط العائدين من جنوب السودان لإقليم النيل الأزرق، إذ عاد لها 76 ألف شخص من جملة 110 آلاف سوداني عادوا للبلاد بسبب انعدام الأمن ونقص الغذاء والخدمات في مخيمات اللجوء بالدولة المجاورة.
كذلك أشارت وزارة الصحة إلى تسجيل 28 إصابة بحمى الضنك في الخرطوم خلال أسبوع، فضلاً عن رصدها 68 إصابة جديدة بالحصبة في 18 محلية بـسبع ولايات، كما رصدت 13 حالة إصابة بضربات الشمس تشمل ثلاث وفيات في ولايتي البحر الأحمر والشمالية.

ويتخوف السودانيون من تزايد انتشار الأمراض مع موسم الأمطار خلال الفترة من يونيو (تموز) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، في ظل تفشي الجوع وانتشار حالات سوء التغذية على نطاق واسع، خصوصاً في دارفور والخرطوم وبعض مناطق كردفان.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات