ملخص
يأتي التمرين في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تصاعداً في الهجمات بالطائرات المسيرة المدعومة من إيران عبر ميليشياتها، إلى جانب تجدد التوترات البحرية في خليج عُمان والبحر الأحمر
في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية المتجددة من الطائرات المسيرة، أنهت دولة الكويت أمس الجمعة تمريناً عسكرياً متقدماً عالي المستوى لمكافحة هذه التهديدات، بمشاركة شركاء دوليين رئيسين، في خطوة تعكس القلق الإقليمي المتنامي حيال أمن الدفاع الجوي والملاحة البحرية.
ويأتي التمرين، الذي حمل اسم "درع السماء"، في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تصاعداً في الهجمات بالطائرات المسيرة المدعومة من إيران عبر ميليشياتها، إلى جانب تجدد التوترات البحرية في خليج عُمان والبحر الأحمر.
قاد التمرين القوات المسلحة الكويتية بالشراكة مع الولايات المتحدة والبحرين والمملكة المتحدة، وتركز على تعزيز القدرات المشتركة في "الكشف عن الطائرات المسيرة وتعقبها والتصدي لها" ضمن نظام دفاع جوي متعدد الطبقات.
وأقيم التمرين في مجمع ميادين العديري بالكويت باعتباره فعالية سنوية متقدمة في مجال الدفاع الجوي، تجمع خبراء عسكريين وتقنيين من الدول المشاركة لتبادل الخبرات التكتيكية والتقنية، وتطوير آليات العمل المشترك في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
درع السماء
وفي تصريح نقلته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أكد اللواء في مشاة البحرية شون إم. سالين نائب قائد القيادة المركزية أن "هذا التمرين شكّل إنجازاً كبيراً للكويت، وعزز التزامنا الجماعي بأمن المنطقة"، مضيفاً أن "التدريب مع شركائنا الدوليين خلال تمارين مثل درع السماء أمر أساس لبناء قدراتنا المشتركة".
وجاءت هذه التصريحات خلال فعالية رماية حية شملت إطلاق صواريخ باتريوت، بحضور وزير الدفاع الكويتي الشيخ عبدالله علي عبدالله السالم الصباح، ورئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن خالد درج سعد الشريعان، إلى جانب عدد من القادة العسكريين الإقليميين.
ويأتي تمرين "درع السماء" في سياق أوسع من التهديدات المتزايدة المرتبطة بالطائرات المسيّرة التي تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران، والتي نفذت سلسلة هجمات داخل العراق خلال عام 2025.
وكان من أبرزها هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على حقل غاز "خور مور" في إقليم كردستان العراق في نوفمبر الماضي، مما أسفر عن أضرار مادية وإشعال حريق دون وقوع إصابات بشرية.
واتهمت الحكومة العراقية "الخارجين عن القانون" – وهو توصيف يُستخدم عادة للإشارة إلى الميليشيات المسلحة دون تسميتها – بالمسؤولية عن الهجوم، وسط اعتقاد بأن حركة "حزب الله النجباء" كانت وراء محاولات سابقة للضغط على العملية السياسية في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصعّدت هذه الميليشيات من خطابها مطلع ديسمبر بتهديدها استهداف مبعوث أميركي خاص إلى العراق، في مؤشر على تصاعد التوترات المرتبطة بالنفوذ الإيراني في بغداد.
تعطيل حركة الملاحة الدولية
وعلى الصعيد البحري، شهد خليج عُمان تطوراً لافتاً، إذ أعلنت إيران، في الـ13 من ديسمبر (كانون الأول)، عن اعتقال 18 من أفراد طاقم ناقلة نفط أجنبية بعد مصادرتها بتهمة نقل ستة ملايين ليتر من الوقود المهرب.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المعتقلين، الذين يتحدرون من الهند وسريلانكا وبنغلاديش، بينهم قائد الناقلة.
ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة التوترات البحرية التي لطالما تسببت بها عمليات إيرانية سابقة، وأسهمت في تعطيل حركة الملاحة الدولية في المنطقة.
أما في البحر الأحمر، فتواصل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران حملتها ضد الملاحة البحرية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، على رغم تراجع وتيرة الهجمات بنسبة 84 في المئة مقارنة بعام 2024.
في يوليو (تموز) الماضي، شن الحوثيون هجوماً على ناقلة "ماجيك سي" الليبيرية، مما أدى إلى إغراقها ومقتل أربعة بحارة، قبل الإفراج عن تسعة آخرين في أوائل ديسمبر (كانون الأول) بعد احتجازهم منذ يوليو.
وأعلن الحوثيون في الفترة ذاتها دخول ما وصفوه بـ"المرحلة الرابعة" من التصعيد، مستهدفين السفن ذات الروابط غير المباشرة بإسرائيل، وهو ما أدى إلى إعادة توجيه نحو 12 في من التجارة العالمية عبر طرق أطول وأكثر كلفة، وأسهم في ارتفاع تكاليف الشحن والتضخم العالمي.
وتشير تقارير إلى أن الجماعة نفذت أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية منذ نوفمبر 2023، أسفر بعضها عن إغراق أربع سفن وإلحاق أضرار بنحو 30 أخرى.