ملخص
تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بسبب خلافات حول انسحاب القوات الإسرائيلية، على رغم استمرار المحادثات غير المباشرة في الدوحة. ميدانياً، قُتل 17 فلسطينياً بنيران إسرائيلية عند نقطة مساعدات، وسط تحذيرات أممية من انهيار جهود الإغاثة بسبب نقص الوقود الحاد.
قال مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز إن "حماس" تتمسك "بمواقف لا تسمح للوسطاء بالمضي قدما نحو اتفاق"، لكنه أكد على استمرار المحادثات في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن لدى الحركة.
هذا وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة على المفاوضات اليوم السبت، إن المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة متعثرة حول مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
ويوجد وفدان من إسرائيل و"حماس" في قطر منذ الأحد الماضي ضمن مساعٍ جديدة إلى إبرام اتفاق ينطوي على إطلاق سراح الرهائن على مراحل وانسحاب القوات الإسرائيلية ومناقشات حول إنهاء الحرب بالكامل.
واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وقال إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق قريباً، لكن المصادر الإسرائيلية والفلسطينية تحدثت عن قضايا عالقة منذ فترة طويلة لا تزال من دون حل.
وقال مصدر فلسطيني إن حركة "حماس" رفضت خرائط الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل لأنها ستترك نحو 40 في المئة من الأراضي تحت السيطرة الإسرائيلية، ومنها كل منطقة رفح الجنوبية ومناطق أخرى في شمال وشرق غزة.
وذكر مصدران إسرائيليان أن "حماس" تريد أن تتراجع إسرائيل إلى الخطوط التي كانت تسيطر عليها في وقف إطلاق النار السابق قبل أن تستأنف هجومها في مارس (آذار) الماضي.
وقال المصدر الفلسطيني إن الأمور المتعلقة بالمساعدات وضمانات إنهاء الحرب تمثل تحدياً أيضاً، مضيفاً أن الأزمة قد تحل بمزيد من التدخل الأميركي.
وتطالب "حماس" منذ فترة طويلة بإنهاء الحرب قبل أن تفرج عن الرهائن المتبقين، فيما تصر إسرائيل على عدم إنهاء القتال إلا عندما يتم الإفراج عن جميع الرهائن وتدمير قدرات "حماس" العسكرية والإدارية.
17 قتيلاً عند نقطة مساعدات
في غزة، قال مسعفون إن 17 شخصاً كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية قُتلوا اليوم عندما فتحت قوات إسرائيلية النار عليهم.
وهذه أحدث واقعة إطلاق نار يسقط خلالها عدد كبير من القتلى في محيط مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال شهود لـ"رويترز" إن القتلى تلقوا رصاصات في الرأس والجذع. ورأى شهود جثثاً ملفوفة في أكفان بيضاء بينما كان أفراد عائلاتهم يبكون في مستشفى ناصر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت طلقات تحذيرية وإن مراجعته للواقعة لم تجد دليلاً على وقوع إصابات بنيران جنوده.
وذكر مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أمس الجمعة أنه سجل 798 حالة قتل في الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية في قطاع غزة عند نقاط توزيع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية وقرب قوافل تشغلها منظمات إغاثة أخرى.
وقال شاهد يدعى محمود مكرم لـ"رويترز"، "كنا جالسين هناك وفجأة حدث إطلاق نار ناحيتنا. ظللنا خمس دقائق تحت إطلاق النيران، وكان محدد الهدف، فلم يكن عشوائياً. أشخاص أصيبوا في الرأس وأشخاص أصيبوا في الجذع، ورجل بجانبي أصيب مباشرة في القلب".
وبعد رفع جزئي للحصار الإسرائيلي الكامل على دخول جميع البضائع إلى غزة في أواخر مايو (أيار) الماضي، أطلقت إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات الغذائية تحت إشراف قوات إسرائيلية عبر مؤسسة غزة الإنسانية. وترفض الأمم المتحدة هذا النظام وتصفه بأنه خطر بطبيعته ويعد انتهاكاً لمبادئ الحياد الإنساني، وتقول إسرائيل إنه ضروري لمنع المسلحين من تغيير مسار المساعدات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نقص الوقود
في الأثناء حذرت الأمم المتحدة اليوم من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ "مستويات حرجة"، مما يهدّد بمفاقمة معاناة سكان القطاع المدمر بفعل الحرب.
وأكدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة في إعلان مشترك أن "الوقود هو العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة".
وتحدثت الوكالات عن الحاجة إلى "الوقود لتشغيل المستشفيات وأنظمة المياه وشبكات الصرف الصحي وسيارات الإسعاف والعمليات الإنسانية بكل جوانبها"، لافتة أيضاً إلى حاجة المخابز إلى الوقود.
ويواجه القطاع الفلسطيني المحاصر نقصاً حاداً في الوقود منذ بداية الحرب. وحذّرت الوكالات وبينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، من أن "شح الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة".
وأشارت إلى أن "سكان غزة بعد نحو عامين من الحرب يواجهون صعوبات قصوى، ولا سيما انعداماً معمماً للأمن الغذائي. وحين ينفد الوقود فهذا يلقي عبئاً جديداً لا يمكن تحمله على سكان على حافة المجاعة".
وقالت الأمم المتحدة إن الوكالات التي تستجيب للأزمة الإنسانية الكبيرة في أنحاء من القطاع دمرها القصف الإسرائيلي وتتهدّدها المجاعة "قد تضطر إلى وقف عملياتها بالكامل" إذا لم يتوافر الوقود الكافي. وتابعت، "يعني ذلك عدم توافر خدمات صحية أو مياه نظيفة أو قدرة على تقديم المساعدات". وأضافت "من دون الوقود الكافي تواجه غزة انهياراً لجهود الإغاثة الإنسانية"، محذرة من أنه "من دون الوقود لا يمكن تشغيل المخابز والمطابخ المجتمعية. ستتوقف أنظمة إنتاج المياه والصرف الصحي، مما سيحرم الأسر من مياه شرب آمنة مع تراكم النفايات الصلبة والصرف الصحي في الشوارع".
وقالت الوكالات في بيانها إن "هذه الظروف تعرّض الأسر لتفشي الأمراض الفتاكة وتقرّب أكثر الفئات ضعفاً في غزة من الموت".
يأتي التحذير بعد أيام على تمكن الأمم المتحدة من إدخال الوقود إلى غزة لأول مرة منذ 130 يوماً. وفيما اعتبرت الوكالات الأممية ذلك "تطوراً مرحباً به"، قالت إن الـ75 ألف ليتر من الوقود التي تمكنت من إدخالها، كانت مجرد "جزء يسير مما هو مطلوب يومياً للحفاظ على الحياة اليومية ولاستمرار عمليات توفير المساعدات الحيوية".
وأكدت أن "الوكالات الإنسانية وشركاء الأمم المتحدة لا يبالغون في توصيف الطابع الملح لهذه اللحظة". وأضافت، "يجب السماح بإدخال الوقود إلى غزة بكميات كافية وبصورة منتظمة لدعم العمليات المنقذة للحياة".