Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الألغام ومخلفات الحرب... زيت فوق نيران غابات اللاذقية

لبنان والأردن وتركيا تشارك في إخماد حرائق الغابات في سوريا

هددت مخلفات الحرب والألغام سلامة رجال الدفاع المدني والإطفاء (الدفاع المدني السوري)

دعت الأمم المتحدة إلى حشد الدعم للحكومة السورية والمتضررين من حرائق اللاذقية، وبيَّن المنسق للشؤون الإنسانية آدم عبدالمولى أن فرقاً متخصصة تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة وتحديد الحاجات الإنسانية العاجلة.

لليوم الخامس على التوالي تواصل فرق الدفاع المدني والإطفاء في سوريا إخماد حرائق اندلعت في غابات اللاذقية في غرب البلاد وقضت على مساحة 10 آلاف هكتار من أحراج ومزارع ريف المحافظة.

الأراضي الجبلية التي مرت عليها الحرائق، والتي أحالتها النيران إلى رماد، تشي بكارثة بيئية غير مسبوقة، وعلى رغم الجهود التي تكاتفت بين فرق الإنقاذ مع متطوعين بيئيين وناشطين في مجال حماية الغابات مع وصول فرق من دول الجوار من تركيا ولبنان والأردن، علاوة على مشاركة الطيران المخصص لإطفاء الحرائق.

قوة الرياح والألغام

ولم تكن سرعة الرياح والأرض الجبلية الوعرة وصعوبة التضاريس وحدها من الصعوبات الجمة التي تواجه مجموعات الإطفاء، لكن مخلفات الحرب وحقول الألغام المنتشرة بصورة عشوائية تركت تأثيراً في سير العملية المتواصلة.

 

وعبرت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي عن قلق بالغ إزاء الحرائق المدمرة وآثارها على البيئة والسكان، وذكرت عبر حسابها على منصة "إكس"، "الحرائق امتدت لتطاول عشرات القرى، متسببة في تدمير المحاصيل الزراعية وتشريد عدد كبير من العائلات وفقدان مصادر دخلها ومعيشتها".
 
ولفت الدفاع المدني الانتباه إلى حدوث انفجارات لمخلفات الحرب والألغام بسبب الحرائق الحراجية في محيط قرية التفاحية بناحية قسطل معاف بريف اللاذقية في الخامس من يوليو (تموز)، وفق منشور في حساب مديرية الدفاع المدني على "إكس"، وهذا "يهدد أرواح رجال الإطفاء ويقوض أعمالهم في الإخماد ويزيد من انتشار النيران في المنطقة".

وفي المقابل هددت مخلفات الحرب والألغام سلامة رجال الدفاع المدني والإطفاء، وبحسب معرف الدفاع المدني على "تيليغرام"، فإن هذه المخلفات حدت من عملياتهم خلال إخماد حريق حراجي ضخم اندلع في محيط قرية "فورو" في الجبال المطلة على سهل الغاب بريف حماة الأحد السادس من يوليو قبل تمكنهم من السيطرة عليه وتبريده.

 

من جانبه قال مدير إدارة الطوارئ في اللاذقية عبدالكافي كيال إن هناك جملة من التحديات تعوق عمليات الإخماد، منها انتشار الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت الصعب

في غضون ذلك يستشعر ناشطون بيئيون كارثة إصابة الغطاء النباتي الذي فقدته المحافظة بخسارة أنواع من النباتات والأشجار المعمرة، فضلاً عن أنواع من الحيوانات. وأكد أحد المتطوعين في إطفاء الحرائق، وهو عضو في جمعية متخصصة بالغابات والقمم الجبلية في اتصال هاتفي أنه لا يمكن الكشف عن الخسائر البيئية إلا بعد انتهاء جميع الحرائق، مؤكداً أنها كارثية كونها طاولت إحدى أبرز المحميات البيئية في البلاد، وأكثرها ثراءً.

وبالحديث عن مخلفات الحرب التي أعاقت تقدم الإطفائيين إلى مواقع الحرائق سعت وزارة الطوارئ في وقت سابق إلى إنشاء مركز وطني لإزالة الألغام ومخلفات الحرب في إطار خطة متكاملة. وفي تصريحات سابقة لوزير الطوارئ السوري رائد الصالح في الأول من يونيو (حزيران) الماضي، أكد أن الألغام تنتشر في "الغابات والمناطق المدنية والبادية والأراضي الزراعية"، وطالبت الدولة السورية الجديدة بتكاتف دولي للتخلص منها.

في المقابل سيطرت فرق الإطفاء على الحرائق الحراجية المندلعة في منطقة عين بندق بناحية "بكسريا" في ريف إدلب الغربي بعد 15 ساعة من العمل المتواصل بمشاركة 7 فرق إطفاء واجهت خلال العمل صعوبات مردها إلى التضاريس الجبلية الصعبة وعدم وجود خطوط نار واشتداد سرعة الرياح وابتعاد مصادر المياه، فيما استمرت الفرق المختصة بعمليات التبريد ورصد المنطقة لمنع تجدد اشتعال النيران.

وقال المتطوع في فرق الدفاع المدني علي سعود "بكل طاقتنا نحاول إخماد النيران المنتشرة في الغابات لنحمي الغابات والرئة التي نتنفس منها، وسنبقى نواصل جهودنا حتى إطفاء كامل النيران متحدين كل الصعوبات بتضاريس المنطقة الصعبة جداً والرياح ودرجات الحرارة العالية وانفجار مخلفات الحرب والألغام".

 

ووصلت فرق الدفاع المدني الأردني براً إلى منطقة الحرائق الحراجية في ريف اللاذقية بعد مشاركة طائرات مروحية في عمليات الإخماد خلال النهار لمساندة عمليات الإطفاء ومنع توسع رقعة الحرائق، كما شاركت فرق برية وطائرات مختصة من تركيا.

ولم يخفِ مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى في اليوم الخامس قساوة المشهد، حيث لا تزال الحرائق تنتشر وسط محاولات لمنع توسعها مع السعي إلى السيطرة عليها، وبخاصة في منطقة الفرلق، لأنها منطقة خطرة، وانتشار الحرائق فيها خطير جداً، حسب وصفه.

محاولات سابقة

وكانت محافظة اللاذقية أطلقت في أواخر يونيو الماضي بالتعاون مع فرق الهندسة التابعة لوزارة الدفاع حملة واسعة النطاق لإزالة الألغام ومخلفات الحرب التي خلفها جيش النظام السابق في عدد من قرى شمال المحافظة في منطقتي (جبل الأكراد والحفة) بعد معاناة آلاف النازحين الذين لم يتمكنوا من العودة لمنازلهم منذ تحرير المنطقة قبل أكثر من سبعة أشهر، نتيجة انتشار الألغام.

وكان جيش النظام التابع لبشار الأسد قبل سقوطه وهربه إلى موسكو في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، خاضت قواته ضمن عملية "ردع العدوان" معارك واسعة في حلب شمالاً، امتدت إلى باقي المدن التي توالى سقوطها واحدة تلو الأخرى، مما دفع إلى زرع ألغام في مناطق الساحل.

إلى ذلك تمكنت فرق الهندسة في حملة محافظة اللاذقية قبل الحرائق من إزالة 37 لغماً مضاداً للدروع، إضافة إلى 12 لغماً تعود هذه الألغام إلى القوات التابعة للنظام السابق، ويرى مراقبون أن زرع الألغام قد لا تكون مقتصرة قبل سقوط النظام، بل حتى بعد هرب الآلاف من ضباط وعناصر الجيش السابق إلى الجبال، وتعمدهم نشر ألغام أرضية، أو إخفاء قذائف حربية في قمم الجبال والغابات.

إلى ذلك تمكنت فرق الهندسة في حملة محافظة اللاذقية قبل اندلاع الحرائق من إزالة 37 لغماً مضاداً للدروع، إضافة إلى 12 لغماً، تعود هذه الألغام إلى القوات التابعة للنظام السابق. ويرى مراقبون أن زرع الألغام قد لا يكون مقتصراً على ما قبل سقوط النظام، بل حتى بعد هرب الآلاف من ضباط وعناصر الجيش السابق إلى الجبال، وتعمدهم نشر ألغام أرضية أو إخفاء قذائف حربية في قمم الجبال والغابات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير