Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يتهم بوتين بـ"التفوه بكمّ من الترهات" حول أوكرانيا

كييف تطالب بالتحقيق في استخدام روسيا أسلحة كيماوية وواشنطن تنظر في عقوبات جديدة ضد موسكو

سيدة أوكرانية تتفقد منزلها بعد تعرضه لضربة روسية (أ ف ب)

ملخص

أكد بوتين مراراً لترمب أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها" على رغم الضغوط الشديدة التي يمارسها عليه الرئيس الأميركي لوقف الحرب.

حمل الرئيس الأميركي دونالد ترمب على نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء على خلفية محادثات السلام في أوكرانيا، ملمحاً إلى رغبته فرض عقوبات جديدة على موسكو.

وقال ترمب لمراسلين خلال اجتماع وزاري في البيت الأبيض "إننا نتعرض لكثير من الترهات التي يوجهها إلينا بوتين، وإذا كنتم تريدون معرفة الحقيقة فهو لطيف للغاية طوال الوقت، لكن يتضح أن كلامه لا معنى له"، ورداً على سؤال حول مشروع قانون اقترحه مجلس الشيوخ لفرض عقوبات إضافية على روسيا، قال ترمب "أنا أنظر في الأمر بقوة".

تحقيقات الكيماوي

طلبت أوكرانيا اليوم الثلاثاء من "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية" في لاهاي التحقيق في أنباء استخدام روسيا ذخائر سامة محظورة ضد القوات الأوكرانية، فيما قدمت كييف طلب إجراء التحقيق إلى الجهات المعنية داخل المنظمة.

وجاء ذلك بعد أن قالت الاستخبارات الهولندية والألمانية الجمعة الماضي إنهما تمتلكان أدلة على استخدام روسيا أسلحة غير قانونية ضمن نطاق واسع على طول خط المواجهة، وذكر المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس في بيان للمجلس التنفيذي أنه "في ضوء أنباء عن استخدام متكرر لمواد كيماوية خطرة، فسيكثف مكتبنا رصد الأنشطة على طول خط الصراع بين روسيا وأوكرانيا".

وكانت "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية" شكلت فريقاً مماثلاً عام 2018 للتحقيق في اتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وخلُص إلى أن القوات الحكومية السورية ومسلحي تنظيم "داعش" استخدموا أسلحة كيماوية محظورة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بداية في مارس (آذار) 2011.

 واتهمت الولايات المتحدة روسيا للمرة الأولى في مايو (أيار) 2024 باستخدام الـ "كلوروبكرين"، وهو مركب كيماوي أكثر سمية من المواد المستخدمة في مكافحة الشغب استخدمته ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى، والعام الماضي قالت المنظمة المعنية بنزع السلاح والتي تضم 193 دولة عضواً، إن الاتهامات الأولية التي تبادلها طرفا الحرب "غير مدعومة بأدلة كافية"، إذ ينفيان استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع الذي تصاعدت حدته عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

إنهاء الحرب

قال مصدر حكومي إيطالي اليوم الثلاثاء إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأوكرانيا كيث كيلوج سيحضر مؤتمراً للمساعدات الدولية في شأن أوكرانيا في روما يومي الـ10 والـ11 من يوليو (تموز)، بعد أن صرح ترمب أمس الإثنين بأن الولايات المتحدة ستستأنف إرسال الأسلحة إلى كييف.

وتعثرت إلى حد كبير محاولات الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال الدبلوماسية، وقال ترمب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدو أنه يتطلع إلى وقف الصراع، بعد أن تحدث الاثنان أواخر الأسبوع الماضي.

مع ذلك بدا ترمب متردداً في دعمه لأوكرانيا في بعض الأحيان، ويأتي إعلان أمس الإثنين استئناف شحنات الأسلحة الأميركية بعد تحذير كييف الأسبوع الماضي من أن التوقف لفترة قصيرة سيضعف قدرتها على التصدي للقصف الجوي الروسي المكثف، وعلى التقدم في ساحة المعركة.

ويهدف مؤتمر روما، وهو الرابع من نوعه منذ غزو روسيا لجارتها في فبراير (شباط) 2022، بصورة أساسية إلى حشد الدعم الدولي لأوكرانيا.

وقال المصدر نقلاً عن تقديرات البنك الدولي، إنه ستكون هناك حاجة إلى نحو 500 مليار يورو (590 مليار دولار) لإعادة إعمار وتعافي وتحديث أوكرانيا.

وستفتتح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني مؤتمر روما مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الخميس.

يطيل أمد الحرب

وقال الكرملين اليوم الثلاثاء، إن الأمر سيستغرق وقتاً لمعرفة الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، أو سترسلها إليها بعدما قال ترمب إن واشنطن سترسل مزيداً من الأسلحة إلى كييف.

وحذر الكرملين من أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد الحرب، ونقلت وكالات إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله خلال إحاطة إعلامية "من الواضح بالطبع أن تدابير كهذه قد لا تتماشى مع مساعي التوصل إلى تسوية سلمية".

ولم يوفر بيسكوف الدول الأوروبية، التي انتقد "إسهاماتها على نحو فاعل في استمرار الأعمال العدائية" بالأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا.

 

وفي بيان لاحق، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها سترسل المزيد من الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا بتوجيه من ترمب، لضمان قدرة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم بينما تستمر الجهود الرامية إلى التوصل لسلام دائم. وأكدت الوزارة أن مبادرتها لتقييم الشحنات العسكرية عالمياً لا تزال قائمة.

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في مطلع 2022 يصر بوتين على مواصلة الحرب لتحقيق كل أهدافها.

وتطالب روسيا خصوصاً بأن تتخلى أوكرانيا عن أربع مناطق يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها بقرار أحادي في 2014، إضافة إلى تخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في مطالب ترفضها أوكرانيا بالكامل.

"لن تتخلى عن أهدافها"

وأكد بوتين مراراً لترمب أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها"، على رغم الضغوط الشديدة التي يمارسها عليه الرئيس الأميركي لوقف الحرب.

والولايات المتحدة، الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، أعلنت الأسبوع الماضي تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بما في ذلك صواريخ لمنظومة "باتريوت" للدفاع الجوي.

وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن تعهدت واشنطن تقديم أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لكن ترمب الذي لطالما شكك بجدوى المساعدات المقدمة لأوكرانيا لم يحذُ حذو سلفه الديمقراطي ولم يعلن عن أي حزم مساعدات عسكرية جديدة لكييف منذ عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي.

المزيد من الأخبار