ملخص
خلال تصويت إجرائي حاسم مساء أمس الأربعاء، صوت خمسة نواب جمهوريين ضد المشروع علناً، فيما امتنع ثمانية آخرون عن التصويت، وهي أرقام كافية لتعطيل المشروع.
واجه قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي صعوبة في تأمين الأصوات النهائية اللازمة للمضي قدماً في تمرير حزمة الضرائب والإنفاق الضخمة التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، إذ استمرت عمليات التصويت لساعات طويلة، في محاولة من الرئيس وحلفائه لإقناع المعارضين، لكن الحسم لم يتحقق بعد.
وحدد ترمب جدولاً زمنياً طموحاً لتمرير الحزمة المالية بحلول الرابع من يوليو (تموز)، إلا أن العقبات التي واجهها جاءت من داخل الحزب الجمهوري نفسه، على رغم سيطرته على مجلسي النواب والشيوخ. أبدى المحافظون المتشددون تخوفاتهم من الكلفة المالية المرتفعة، في حين عبر المعتدلون في الدوائر المتأرجحة عن قلقهم من أن الحزمة تتضمن تخفيضات مفرطة في برامج الأمان الاجتماعي، وعلى رأسها برنامج "ميديكيد".
إجراءات التصويت
وخلال تصويت إجرائي حاسم مساء أمس الأربعاء، صوت خمسة نواب جمهوريين ضد المشروع علناً، فيما امتنع ثمانية آخرون عن التصويت، وهي أرقام كافية لتعطيل المشروع، لا سيما أن رئيس المجلس مايك جونسون، لا يستطيع تحمل أكثر من ثلاثة انشقاقات، مع معارضة ديمقراطية موحدة.
وعبر ترمب عن استيائه من التأخير بعد منتصف الليل بتوقيت واشنطن، بعد أكثر من ساعتين ونصف ساعة من بدء التصويت، وكتب على منصة "تروث سوشيال" ،"أكبر تخفيضات ضريبية في التاريخ واقتصاد مزدهر، في مقابل أكبر زيادة ضريبية واقتصاد فاشل. ماذا ينتظر الجمهوريون؟ ماذا تحاولون إثباته؟ حركة ’لنجعل أميركا عظيمة مجدداً‘ غاضبة، وهذا يكلفكم أصواتاً".
عماذا يدور النقاش؟
وكان التصويت يدور حول القاعدة المنظمة للنقاش في شأن مشروع القانون، وهي عادة ما تكون تصويتات روتينية على أساس حزبي، إلا أنها في مجلس منقسم بصورة حادة يمكن أن تتحول إلى أداة ضغط لكسب تنازلات.
وبينما كان قادة الحزب الجمهوري يحاولون إقناع المترددين، صرح رئيس المجلس جونسون بأنه سيبقي التصويت مفتوحاً ما دام لزم الأمر، لضمان حضور جميع الأعضاء والإجابة عن التساؤلات كافة. وأضاف في مقابلة مع "فوكس نيوز" أنه تواصل مع ثلاثة من المعارضين الأربعة، وأكد أنهم منفتحون على الحوار.
تمرير مشروع القانون
وأعرب ترمب وجونسون عن ثقتهما قبل التصويت الحاسم، إذ قال جونسون عند بدء التصويت "نحن في وضع جيد، وسنمرر هذا المشروع الجميل والكبير".
أما ترمب فكتب "يبدو أن مجلس النواب مستعد للتصويت الليلة، أجرينا محادثات رائعة طوال اليوم، والغالبية الجمهورية في مجلس النواب موحدة لصالح بلادنا، وسنقدم أكبر تخفيضات ضريبية في التاريخ ونحقق نمواً هائلاً".
وكان جونسون عبر في وقت سابق عن تفاؤله بأن عدداً كافياً من النواب سيدعمون التشريع، الذي يتضمن تخفيضات ضريبية وعد الحزب بها خلال حملاته الانتخابية، إلى جانب الإلغاء التدريجي لحوافز الطاقة النظيفة التي أقرها بايدن، وتمويل خطط ترمب لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال "معظم أجندتنا مضمنة في هذا التشريع، لذا يجب أن يمرر".
"أفضل ما يمكن الحصول عليه"
ونجحت جهود الضغط المكثفة في تغيير مواقف بعض النواب، لكن ليس بالعدد الكافي حتى الآن، فالنائب الجمهوري وارين ديفيدسون من أوهايو، وهو من المحافظين الماليين، وصوت ضد النسخة الأولى من المشروع في مايو (أيار)، أعلن الآن دعمه له، قائلاً "هذا القانون ليس مثالياً، لكنه الأفضل الذي يمكننا الحصول عليه".
النائبة فيكتوريا سبارتز من إنديانا، التي كانت مترددة سابقاً، أكدت بدورها دعمها للمشروع، لكنها قالت إنها لن تصوت لصالح القاعدة المنظمة للنقاش.
أما النائب توماس ماسي، أبرز المعارضين داخل الحزب الجمهوري، فتوقع أن يعجز المعارضون عن تعطيل المشروع، كما حدث في التصويت السابق، ومع ذلك أبدى بعض النواب تشبثهم بموقفهم الرافض.
النائب الجمهوري من تكساس كيث سيلف كتب منشوراً مطولاً على منصة "إكس"، انتقد فيه مشروع القانون لعدم خفضه الإنفاق بما فيه الكفاية، ولتضمنه بنوداً لا تلبي تطلعاته، مضيفاً "مجلس الشيوخ دمر الإطار الذي وضعه مجلس النواب، والآن تريد القيادة في المجلس فرض هذا القانون المعطوب علينا، متجاهلة وعودها".
إجابة عن التساؤلات
وتوقع عدد من النواب، من بينهم تشيب روي من تكساس ورالف نورمان من ساوث كارولاينا، في وقت مبكر من اليوم، فشل التصويت الإجرائي، لكن بعد اجتماعهم مع مدير الموازنة في البيت الأبيض روس فويت، أشاد نورمان بالمعلومات التي حصلوا عليها حول خطط الإدارة لتقليص إنفاق "ميديكيد"، وقال "أجبنا عن كثير من الأسئلة، واكتشفنا معلومات لم نكن نعرفها من قبل"، مشيراً إلى مطالبته بتخفيضات أعمق في برامج التأمين الصحي للفقراء وذوي الإعاقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستدعى ترمب عدداً من النواب المحافظين إلى البيت الأبيض، لعقد اجتماع مباشر معهم.
بحسب محللين، كانت إحدى القضايا الأساسية لدى هذا الفريق هي الكلفة، إذ تبلغ قيمة مشروع القانون في نسخته الحالية من مجلس الشيوخ 3.4 تريليون دولار، مقارنة بـ2.8 تريليون دولار في النسخة السابقة من مجلس النواب، وفقاً لمكتب الموازنة في الكونغرس.
"حان وقت التمرير"
محللون أكدوا أن أي تغييرات تجرى على مشروع القانون لترضية النواب الجمهوريين الرافضين ستتطلب إعادة التصويت عليه في مجلس الشيوخ، مما يعني تجاوز المهلة التي حددها ترمب في الرابع من يوليو الجاري، وتأخير المشروع لأسابيع عدة.
وقد يغضب تقديم تنازلات للتيار المتشدد النواب المعتدلين في الدوائر المتأرجحة، الذين قالوا إن تخفيضات "ميديكيد" في نسخة مجلس الشيوخ أشد من نسخة مجلس النواب، وقد تلحق ضرراً كبيراً بالمستشفيات في مناطقهم.
حتى الآن، لم تبد الإدارة الأميركية أي استعداد لتعديل نص القانون، بل تحاول معالجة أولويات الجمهوريين بوسائل أخرى، مثل الإجراءات التنفيذية أو مشاريع قوانين مستقبلية.
من جهته هاجم ترمب النواب الجمهوريين الرافضين، واصفاً إياهم بأنهم "باحثون عن الأضواء"، وهدد بعدم دعمهم في حملاتهم لإعادة الترشح إذا وقفوا ضد أجندته.
وقال النائب الجمهوري ريتشارد هدسون من كارولاينا الشمالية "سننجز هذا الأمر، ترمب هو أفضل من يغلق الصفقات. لقد أوضح البيت الأبيض أن التفاوض انتهى، حان وقت تمرير القانون".