Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل حقا تفرض إسرائيل كلمتها الجوية فوق إيران؟

حاملة الطائرات الأميركية نيميتز تتجه إلى الشرق الأوسط وعلى متنها مقاتلات متنوعة

دخان يتصاعد جراء ضربات إسرائيلية على طهران (أ ف ب)

ملخص

لدى الولايات المتحدة بالفعل قوة كبيرة في الشرق الأوسط، تضم ما يقرب من 40 ألف جندي، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية يمكنها المساعدة في إسقاط الصواريخ.

قال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الجيش الأميركي ينشر مزيداً من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، ويوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى، مما يعزز القوات العسكرية الأميركية في المنطقة مع احتدام الحرب بين إسرائيل وإيران.

وأوضح أحد المسؤولين أن عمليات النشر تشمل طائرات مقاتلة من طراز "أف-16" و"أف-22" و"أف-35"، فيما شدد اثنان من المسؤولين على الطبيعة الدفاعية لنشر الطائرات المقاتلة التي استخدمت لإسقاط طائرات مسيرة ومقذوفات.

ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية على طلب للتعليق بعد. 

وذكر المسؤولان أن حاملة الطائرات الأميركية نيميتز متجهة إلى الشرق الأوسط، إلا أن أحدهما قال إن تلك الخطوة أُعد لها في وقت سابق.

ويمكن لحاملة الطائرات نيميتز نقل 5 آلاف شخص وأكثر من 60 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة.

ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوة كبيرة في الشرق الأوسط، تضم ما يقرب من 40 ألف جندي، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية يمكنها المساعدة في إسقاط الصواريخ.

المجال النووي الإيراني

يقول محللون إن سيطرة إسرائيل على المجال الجوي الإيراني تذلل كثيراً من العقبات أمام حملتها الموسعة لقصف أهداف إيرانية، لكن ليس من السهل توجيه ضربة قاصمة للمواقع النووية المدفونة على أعماق بعيدة من دون انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم.

وفي حين ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية بضربات صاروخية أسقطت قتلى في مدن إسرائيلية، أظهرت إسرائيل تفوقها العسكري والاستخباري، إذ جابت طائراتها الحربية الشرق الأوسط وقصفت منشآت نووية إيرانية ومخازن صواريخ وأهدافاً أخرى فضلاً عن قتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.

وأكد عدد من المسؤولين العسكريين أمس الإثنين ترسيخ التفوق الجوي فوق إيران، وشبه الجيش سيطرته على الأجواء الإيرانية بهيمنته على المجال الجوي فوق ساحات صراع أخرى مع أعداء متحالفين مع إيران، مثل حركة "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان حيث تواصل إسرائيل قصفها كما تشاء.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس إن سيطرة إسرائيل على المجال الجوي الإيراني "ستغير قواعد اللعبة"، وأكد مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي أن الطيارين الإسرائيليين أصبحوا قادرين على العمل "ضد أهداف لا تحصى" فوق طهران، بفضل تدمير "عشرات وعشرات" من بطاريات الدفاع الجوي.

ولكن حتى مع إشادة المسؤولين الإسرائيليين بالأضرار التي لحقت حتى الآن بإيران، يقر بعضهم علناً بأن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على البرنامج النووي الإيراني تماماً ما لم تنضم الولايات المتحدة إلى الحملة بقاذفات استراتيجية قادرة على إسقاط ذخائر تستطيع اختراق مواقع مدفونة في أعماق الأرض.

وقال أندرياس كريج المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في جامعة كينغز كوليدج بلندن إن إسرائيل حققت "كثيراً من النجاحات العملياتية والتكتيكية من دون شك، لكن ترجمة ذلك إلى نجاح استراتيجي يتطلب أكثر مما تستطيع القوة الجوية تحقيقه".

وأضاف كريج أنه حتى أقوى القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات ربما تجد صعوبة في الوصول إلى المواقع الأكثر عمقاً في إيران، في حال قرر الرئيس دونالد ترمب الانضمام إلى الهجوم. وأشار إلى أنه قد يكون من الضروري نشر قوات خاصة مثل الكوماندوز على الأرض، وذكر أنه مع ذلك "يمكن لإسرائيل أن تتصرف الآن بكل حرية ومن دون رادع، ويمكنها أن تفعل ذلك على غرار ما فعلته في لبنان.

وقال مصدر دفاعي غربي رفيع المستوى إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تتزود بالوقود فوق سوريا، معقل النفوذ الإيراني حتى الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وأضاف المصدر أن إسرائيل تعمل الآن في أجواء سوريا "بحرية شبه كاملة".

تكرار النموذج اللبناني

هجوم إسرائيل الحالي على إيران يعيد للأذهان الحملة المدمرة التي شنتها في 2024 على "حزب الله" في لبنان، التي قضت خلالها إسرائيل على كبار قادة الجماعة الموالية لطهران، بمن فيهم أمينها العام حسن نصر الله في الأيام الأولى.

وقال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز" أول أمس الأحد إن الرئيس دونالد ترمب رفض في الأيام القليلة الماضية خطة إسرائيلية لاغتيال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ولم يستبعد نتنياهو أمس استهداف خامنئي، قائلاً إن ذلك سينهي الصراع.

شحنات الأسلحة

في أبريل (نيسان) الماضي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول شحنة قنابل ضخمة على نحو غير معتاد من الولايات المتحدة. وفي الـ17 من أبريل من الشهر ذاته قال تقرير غير موثق المصدر لهيئة البث الإسرائيلية العامة "راديو كان" إن الشحنة تضمنت مئات القنابل، من بينها قنابل خارقة للتحصينات.

وخلال تبادل الهجمات بين الجانبين في 2024، قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تمكنت من إلحاق أضرار بالدفاعات الجوية الإيرانية.

ومع بدء الهجوم الحالي، قالت إسرائيل إن قوات خاصة تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) موجودة على الأرض في إيران، وإنها دمرت مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

وعلى رغم التفوق الجوي الإسرائيلي، أقر المسؤولون الإسرائيليون بأنه لا يمكن للجيش تعطيل البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مما يؤكد وجود أهداف لا يمكن تدميرها تماماً.

وذكر مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لـ"رويترز" أن الدعم العسكري الأميركي ضروري لتدمير منشأة فوردو النووية، وهي أعمق منشأة إيرانية مدفونة تحت الأرض، بيد أن إسرائيل لا تعول على انضمام واشنطن إلى الهجوم.

وتقول إسرائيل إنها لم تستهدف منشأة فوردو، التي بنيت أسفل جبل جنوب طهران، بل استهدفت فحسب منشآتي نطنز وأصفهان.

لكن المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق الذي رفض الكشف عن اسمه كي يتسنى له التحدث بحرية عن مسائل حساسة، قال إن إسرائيل ألحقت بالفعل أضراراً جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، وهي أضرار وصفها بأنها كافية.

وأضاف المسؤول أنه إذا احتفظت إيران بعد انتهاء الصراع بأية قدرة على تخصيب اليورانيوم، من دون وجود الأشخاص والمنشآت اللازمة للقيام بأي شيء ذي صلة، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً.

وقال ترمب أكثر من مرة إن بإمكان إيران إنهاء الحرب التي تتعرض لها، بالموافقة على فرض قيود صارمة على برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.

وقالت إميلي هاردينج من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن الاعتقاد السائد يرى أن إسرائيل لا تستطيع القضاء تماماً على أجزاء البرنامج النووي الإيراني، المدفونة في أعمق نقطة.

لكنها قالت إن "إسرائيل ألمحت بقوة إلى امتلاكها قدرات أكبر مما يوحي به هذا الاعتقاد السائد، على سبيل المثال فإن القدرة على التحليق بحرية فوق الهدف تسمح بتنفيذ غارات متعددة يمكن أن تلحق كثيراً من الأضرار".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل