Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أف-35 آي"... السهم الإسرائيلي الطائر في سماء إيران

مقاتلة أميركية أضافت إليها تل أبيب تكنولوجيا للأسلحة وأجهزة الاستشعار من دون المساس بخصائص التخفي

أجهزة الاستشعار المتقدمة التي أضافتها إسرائيل للمقاتلة تسمح برؤية آنية بزاوية 360 درجة لساحة المعركة (أ ف ب)

ملخص

تتميز المقاتلة "أف-35 أي" بتعديلات غير مسبوقة لم يسمح لأي مشغل آخر لمقاتلة "أف-35" بتنفيذها، وبأكثر من 15 ألف ساعة طيران تشغيلية وفعالية قتالية مثبتة في مسارح عمليات عدة، تغير هذه المقاتلة التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط بصورة جذرية، مرسية معايير جديدة لدمج مقاتلات الجيل الخامس.

الطائرة الأميركية "أف-35" هي أكثر المقاتلات تطوراً في العالم، لكن إسرائيل تتفرد بامتلاك مقاتلة فريدة من هذا النوع تسمى "أف-35 آي" الملقبة بـ"أدير"، طورتها بموافقة استثنائية من الولايات المتحدة لدمج تقنيات محلية، وأنها قادرة على عكس مثيلاتها من ضرب أهداف بعيدة جداً من الحدود كما يحصل اليوم في حرب تل أبيب مع طهران.

تتميز هذه المقاتلة بتعديلات غير مسبوقة لم يسمح لأي مشغل آخر لمقاتلة "أف-35" بتنفيذها، وبأكثر من 15 ألف ساعة طيران تشغيلية وفعالية قتالية مثبتة في مسارح عمليات متعددة، تغير هذه المقاتلة التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط بصورة جذرية، مرسية معايير جديدة لدمج مقاتلات الجيل الخامس.

وتشغل إسرائيل حالياً 46 مقاتلة من هذا الطراز موزعة على ثلاثة أسراب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية، مع خطط للتوسع إلى 75 مقاتلة إجمالاً بحلول عام 2030.

تعديلات نوعية

حصلت إسرائيل على موافقة غير مسبوقة من الولايات المتحدة لاستبدال أنظمة حيوية ببدائل محلية الصنع تتجاوز مواصفات "أف-35" القياسية، ويتمثل أهم تعديل في استبدال منظومة الحرب الإلكترونية القياسية من شركة "بي أي إي سيستمز" بتكنولوجيا شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، مما ينشئ بنية متكاملة تسمح بدمج الأسلحة وأجهزة الاستشعار الإسرائيلية من دون المساس بخصائص التخفي.

ودمجت شركة "رفائيل" بهذه المقاتلة أسلحة إسرائيلية متطورة، بما في ذلك صواريخ جو-جو "بايثون 5" المزودة بباحثات بالأشعة تحت الحمراء ثنائية الموجات، وقنابل اختراق متخصصة وزنها طن واحد مصممة للحمل الداخلي.

وما يميز هذه المقاتلة حقاً هي التحسينات التشغيلية الفريدة التي تناسب متطلبات الشرق الأوسط، وتشمل خزانات وقود مطابقة تمكن من قطع مسافة تزيد على 1700 كيلومتر من دون الحاجة إلى التزود بالوقود جواً، وأنظمة حرب إلكترونية مصممة خصيصاً لمواجهة نظام الدفاع الجوي الروسي "أس-400" وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وتكامل محسّن في أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والإعلام مع شبكات الاستخبارات الإسرائيلية.

 تمكّن هذه التعديلات المقاتلة من العمل كأصل إستراتيجي مستقل مع الحفاظ على التوافق التشغيلي مع القوات الحليفة من خلال روابط بيانات قياسية تابعة لحلف شمال الأطلسي.

أنظمة حرب إلكترونية مختلفة

بينما توفر مقاتلة أف-35" القياسية قدرات تخفٍّ وقتال متقدمة، تتضمن "أف-35 آي" الإسرائيلية كثيراً من التعديلات المهمة التي تتيح تفاعلاً أفضل مع أنظمة الأسلحة والإلكترونيات الإسرائيلية، وتوفر تكاملاً أفضل مع معداتها ووعياً ظرفياً شاملاً وتحذيرات من التهديدات للمقاتلات التقليدية العاملة في المناطق المجاورة.

ويتميز الكمبيوتر الرئيس لهذه المقاتلة بخاصية التوصيل والتشغيل، مما يسمح بدمج الأسلحة والأنظمة الإسرائيلية الصنع، ويتيح هذا التغيير في البنية الرقمية لسلاح الجو الإسرائيلي توافقاً أفضل مع صواريخ جو - جو وأسلحته الأخرى.

 

 

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الإلكترونيات التي دمجها إضافة إلى أجهزة الاستشعار المتقدمة تسمح برؤية آنية بزاوية 360 درجة لساحة المعركة، ومن ثم تعزز نطاقات الكشف، وتمنح الطيارين خيارات التهرب والاشتباك والرد والتشويش.

أوسع عمليات قتالية

نفذت هذه المقاتلة أوسع عمليات قتالية من أية نسخة من "أف-35" في العالم، وقد ظهر هذا الأمر لأول مرة في عملية "أيام التوبة" في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وترك تأثيراً إستراتيجياً حاسماً، إذ اخترقت مقاتلات هذا الطراز المجال الجوي الإيراني لشن ضربات دقيقة ضد أكثر من 20 هدفاً عسكرياً، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي "أس - 300" ومنشآت إنتاج الصواريخ.

ونجحت هذه المقاتلات حينها في تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية مع الحفاظ على سجلات سلامة تشغيلية مثالية، وأكدت صور الأقمار الاصطناعية تدمير كثير من رادارات الاشتباك "أس - 300"، وهذا ما يؤكد قدرتها على التغلب على تكنولوجيا الدفاع الجوي الروسية المتقدمة من خلال الجمع بين خصائص التخفي وتعديلات الحرب الإلكترونية الإسرائيلية.

وتعتمد الدولة العبرية حالياً في حملتها العسكرية ضد إيران على هذه المقاتلة لضرب المنشآت النووية والعسكرية، والتسبب بأكبر قدر من الضرر لتحقيق ما تسميه أهداف الحرب.

الحرب القائمة على الشبكات

إلى ذلك يمثل دمج هذه المقاتلة تحولاً جذرياً من الحرب القائمة على المنصات إلى الحرب القائمة على الشبكات، إذ تعمل كعقدة استشعار مركزية تربط بنية الدفاع الإسرائيلية المتعددة الطبقات، ويوفر التكامل مع أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"آرو" تغطية شاملة لجميع نطاقات التهديدات، مع توفير تبادل معلومات استخباراتية آني من خلال روابط بيانات متقدمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تستخدم عقيدة "الحملة بين الحروب" الإسرائيلية قدرات مقاتلة "أف-35 آي" لتقليص قدرات أعدائها بصورة منهجية إلى ما دون حدود الصراع، مع الحفاظ على المبادرة الإستراتيجية من خلال العمليات المستمرة، وتسمح المقاتلة بتنفيذ عمليات متعددة المجالات تجمع بين الضربات المادية والحرب الإلكترونية وجمع المعلومات الاستخبارية في مهام واحدة، مما يحدث آثاراً إستراتيجية تتجاوز بكثير العمليات الجوية التقليدية.

وأدت قدرة المقاتلة المثبتة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة إلى تغيير جذري في الحسابات الإستراتيجية الإقليمية، ووفرت لإسرائيل قدرات ردع قوية.

وتحدث مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية صراحة بأن عمليات المقاتلة تقدم دروساً بالغة الأهمية لإستراتيجية الولايات المتحدة في المحيط الهادئ، لا سيما في ما يتعلق بالعمليات المستدامة في البيئات المتنازع عليها ودمج تقنيات الحلفاء.

قيمة إستراتيجية

ويبقى أن نشير إلى أن التقييمات الإستراتيجية الأخيرة الصادرة عن معاهد الأمن الإسرائيلية تؤكد دور هذه المقاتلة في الحفاظ على التفوق التكنولوجي ضد التهديدات الإقليمية المتطورة، مع دعم الأهداف الدبلوماسية الأوسع من خلال القدرة العسكرية المُثبتة.

 

 

وتوفر المقاتلة عمقاً إستراتيجياً ضد تطوير البرنامج النووي الإيراني، ولديها القدرة على الدفاع الاستباقي من خلال قدرات الضربات الدقيقة على مسافات غير مسبوقة.

وباتت المقاتلة أكثر من مجرد قدرة عسكرية متقدمة، فهي بمثابة درع وسيف في إستراتيجية الأمن القومي الشاملة لإسرائيل، إذ توفر التفوق التكنولوجي اللازم للحفاظ على الاستقرار الإقليمي مع الحفاظ على خيارات العمل الحاسم عند الحاجة.

ومع صفر خسائر قتالية في جميع مسارح العمليات، تحافظ المقاتلة على معدلات أداء مهام بنسبة 85 في المئة، متجاوزة بذلك متوسطات الأسطول الأميركي بصورة كبيرة أثناء إجراء عمليات مستمرة عالية الوتيرة.

وبحسب معاهد الأمن الإسرائيلية أثبتت المقاتلة جدارتها كأصل إستراتيجي تحويلي يحدث تغييراً جذرياً في ديناميكيات القوة الجوية في الشرق الأوسط. ومن خلال تعديلات غير مسبوقة، وإستراتيجيات دمج مبتكرة، واختبارات قتالية مكثفة، وضعت المقاتلة معايير جديدة لفعالية مقاتلات الجيل الخامس، مع إظهار كيف يمكن للدول الحليفة تكييف المنصات المتقدمة مع المتطلبات الإقليمية المحددة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير