Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة "الحائرة"... عين على الحرب وأخرى تطالع المصير

"حماس" تؤكد أن مسار التهدئة بات معقداً وأن إسرائيل تخطط لإعادة رسم خريطة المنطقة على طريقتها

من وجهة نظر "حماس" فإن الآمال بوقف إطلاق النار في غزة تتلاشى (أ ف ب)

ملخص

للضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران تأثير مباشر على حرب غزة والمفاوضات، فهل تعجل بالاتفاق أم ترجئه إلى أجل غير مسمى؟

قبل الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن مفاوضات موسعة تجرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل و"حماس" وإيران في شأن غزة، في حين أكد بنيامين نتنياهو أن هناك تقدماً جدياً في ما يتعلق بوضع الرهائن المحتجزين داخل القطاع.

لكن بعدما وجهت إسرائيل ضربة عسكرية قاسية لإيران، هل يسهم ذلك في حلحلة ملف غزة ويسرع الوصول إلى صفقة وقف إطلاق النار، أم قد يؤثر سلبياً على مفاوضات الهدنة في القطاع؟

جهود قبل الضربة

لطالما وجهت إسرائيل اتهامات لإيران بأنها تقف وراء تمويل "حماس" لشن هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما عزز ذلك أن الحركة الفلسطينية تعد إحدى أذرع طهران في المنطقة، وبينهما علاقات طويلة وقوية.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنه قبل توجيه إسرائيل ضربتها المؤلمة لإيران، كان مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف برفقة الأكاديمي والناشط السياسي الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح يبذلان جهوداً مضاعفة لأجل التوصل إلى صيغة اتفاق في شأن غزة، تزامناً مع مفاوضات الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران، أجرى الوسطاء في قطر ومصر محادثات مع الولايات المتحدة لمناقشة ملف غزة وإيران، واتصل وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي بالمبعوث ويتكوف لبحث التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب داخل غزة، وتطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران.

كل هذه الجهود كانت تجري بعدما قدمت قطر صيغة مبتكرة ومعدلة على اقتراح ويتكوف في شأن وقف إطلاق النار، وحينها قال القائم بأعمال رئيس حركة "حماس" خليل الحية "تسلمنا عدداً من الأفكار حول وقف الحرب في غزة، ونحن منفتحون على اقتراح ويتكوف، لكنه يتطلب ضمانات أمنية أقوى للوصول إلى اتفاق إنهاء دائم للحرب وانسحاب الجيش من غزة".

وتشير معلومات "اندبندنت عربية" إلى أن هذه الجهود كانت تتم باطلاع مباشر من طهران، وهذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها مباشرة في ملف الهدوء بغزة، وأعلن ترمب عن ذلك ضمن تصريحات مثيرة، إذ قال "غزة الآن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا و’حماس‘ وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل وسنرى ما سيحدث مع غزة، نحن نريد استعادة المحتجزين".

بعدها قال نتنياهو "هناك تقدم مهم في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار داخل غزة"، وعقب ذلك اجتمع مع كبار وزرائه، وقال وزير الخارجية جدعون ساعر "نحن جادون في تأمين صفقة رهائن، وأُحرز تقدم".

إسرائيل تضع الشروط

لكن كل هذه التطورات في شأن ملف غزة بات يحيطها القلق بعدما وجهت إسرائيل ضربتها لإيران، ومجدداً أكدت "حماس" ولاءها لهذا المحور ولم تعدل موقفها. ويقول القيادي في الحركة عزت الرشق "العدوان الإسرائيلي ضد إيران خطر وينذر بانفجار المنطقة ويعكس إصرار نتنياهو على جر الإقليم لمواجهة مفتوحة".

تطورات الضربة الإسرائيلية تلقي بظلال على مسار الحرب داخل غزة، ويؤكد مراقبون سياسيون وعسكريون أن مسار القتال والهدنة قد يتأثر بحسب التطورات العسكرية بين طهران وتل أبيب، وربما يُتوصل إلى اتفاق أو تشدد في المواقف.

يقول الباحث السياسي ماجد أبو هربيد "تحقق إسرائيل انتصارات في المنطقة، وتشعر بأنها أحرزت فوزاً ساحقاً على إيران، وهذا يجعل نتنياهو يشعر بنشوة تدفعه إلى تشديد شروطه ومطالبه وفق قاعدة أن الطرف المنتصر يضع الشروط، وفي ما يخص غزة فإن على (حماس) التي انهزمت الانصياع لتلك الشروط".

ويضيف أبو هربيد "ربما ترى ’حماس‘ أنها خسرت كل شيء، وبناء على ذلك قد تتشدد في موقفها بالتمسك بإبرام صفقة شاملة مرة واحدة، وهذا نابع من أنها لا تعول على شيء جديد لخسارته بعدما فقدت سيطرتها على الأرض".

وبحسب أبو هربيد فإن "الضربات الإسرائيلية على إيران لن تؤثر بصورة سريعة على ملف غزة، بمعنى أن ’حماس‘ لن تستعجل الوصول إلى هدنة، ولا إسرائيل تستعجل الاتفاق وإطلاق سراح الرهائن"، لافتاً إلى أن الطرفين ينتظران تطورات القتال في ساحة طهران لتغيير الأولويات.

إيران قد تعرقل الملف

أما أستاذ العلوم العسكرية معاوية واصف فيقول إن "التصعيد بين إسرائيل وإيران لا يخدم مسار وقف إطلاق النار في غزة، ربما يبقى الأمر كما هو في القطاع، إذ ينشغل نتنياهو بخطط ضرب طهران، بينما ’حماس‘ تراقب الوضع ولا تجد من تفاوضه".

ويضيف "بما أن إيران دخلت على خط المحادثات بين إسرائيل و’حماس‘ في شأن غزة بحسب ما أعلن ترمب، فإنها ستؤثر في الحركة برفض أية مقترحات، كما تشدد شروطها في محادثاتها ومفاوضاتها مع أميركا، وكل ذلك لن يخدم سكان غزة المتعطشين لهدنة وإن كانت قصيرة".

ويوضح واصف أن "حماس" الآن في موقف ضعيف ولن تستطيع الضغط على إسرائيل للتهدئة في غزة على خلفية انشغال تل أبيب بحربها ضد إيران، مشيراً إلى أن التصعيد في طهران قد يخفف القتال داخل غزة، لكنه لن يؤثر في محادثات الهدنة لأن نتنياهو يشعر الآن بالانتصار".

وللباحث الأمني وائل المبيض رأي آخر، إذ يقول "في ظل انشغال الوزراء الإسرائيليين بضربة إيران قد يقعنهم نتنياهو بملف الهدنة داخل غزة، فالضربات الإسرائيلية ضد طهران تجعل الوزراء المتطرفين في حكومة تل أبيب منشغلين ولا يعارضون حالياً أي شيء يتعلق بالقطاع، لهذا قد نصل إلى هدنة قريباً في غزة".

ماذا ترى "حماس"؟

من وجهة نظر "حماس" فإن الآمال بوقف إطلاق النار في غزة تتلاشى، ويقول القيادي في الحركة عزت الرشق إن "الضربة الإسرائيلية على إيران عقدت مسار التهدئة في القطاع، نتنياهو دخل في مرحلة الغطرسة ويتعمد تعميق الأزمة في غزة ويربطها بتطورات الإقليم".

ويضيف "ضربة إيران لها تداعيات على غزة، ونتنياهو لا يرغب في إنهاء الحرب على رغم ما أبدته ’حماس‘ من مرونة خلال جولات المفاوضات، إنهاء الحرب في غزة من وجهة نظر إسرائيل مرتبط بملفات إقليمية، وتل أبيب تخطط لإعادة رسم خريطة المنطقة على طريقتها، وما يجري في غزة ليس سوى جزء من هذه الخطة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات