رواندا تنسحب من منظمة إقليمية بسبب نزاع الكونغو

انسحبت رواندا من "المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا"، منددة بانحياز المنظمة لمصلحة جمهورية الكونغو الديموقراطية، في ضوء النزاع الدائر شرق البلاد.

وحقق مقاتلو حركة "إم-23" المسلحة، والتي يقول خبراء الأمم المتحدة وواشنطن إنها تتلقى دعماً عسكرياً من رواندا، تقدماً سريعاً شرق جمهورية الكونغو منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أن استولوا على مدن رئيسة وأراض شاسعة خلال اشتباكات خلفت آلاف القتلى.

وينتقد قسم من المجتمع الدولي وخصوصاً بلجيكا، وهي قوة الاستعمار السابقة في جمهورية الكونغو ورواندا، كيغالي علناً لدعمها حركة "إم-23" المتهمة بارتكاب تجاوزات عدة، ومدد مؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا أمس السبت ولاية رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغوا على رأس المنظمة لعام آخر، بينما كان يفترض أن تتولى كيغالي رئاستها.

وصرح أحد مفوضي "المجموعة الاقتصادية" للصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته، أن "الأمور توترت بين الوزير الرواندي ووزير جمهورية الكونغو الذي قال إنه في حال تولت رواندا الرئاسة فلن يتمكنوا من التوجه إلى رواندا للمشاركة في أنشطة أو فعاليات المنظمة، وكذلك بالنسبة إلى بوروندي".

وذكرت الخارجية الرواندية في بيان أمس أن "رواندا تدين استغلال جمهورية الكونغو لـ 'المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا' بدعم من بعض الدول الأعضاء، وقد تجلى ذلك خلال القمة العادية الـ 26 التي عُقدت اليوم في مالابو، حيث جرى عمداً تجاهل حق رواندا في الرئاسة الدورية لفرض إملاءات جمهورية الكونغو".

وأضاف البيان أن "رواندا لا ترى أي سبب للبقاء في منظمة أصبح عملها الآن مخالفاً لمبادئها وغايتها"، فيما كتب وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريه على منصة "إكس" أنه "من غير المعقول وغير المقبول أن نلاحظ أنه في الوقت الذي تبذل جهود دبلوماسية بين كيغالي وكينشاسا، تشكو جمهورية الكونغو لدى جميع المنظمات الإقليمية والدولية، محملة رواندا مسؤولية انتهاكاتها، ناهيك عن المطالبة بعقوبات".

والتقى الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في قطر منتصف مارس (آذار) الماضي لبحث إمكان وقف إطلاق النار، كما يجري البلدان أيضاً محادثات بوساطة أميركية.