ملخص
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات بلاده الدبلوماسية حول العالم، وذلك في أعقاب هجوم أمام المتحف اليهودي في واشنطن قتل فيه موظفان في السفارة الإسرائيلية واعتقل المشتبه فيه الذي كان ينادي "فلسطين حرة". وأثار الهجوم موجة تنديد دولية واعتبر "معادياً للسامية".
قتل موظفان في السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن مساء أمس الأربعاء بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي وسط العاصمة الأميركية، في هجوم أوقف منفذه الذي نادى "فلسطين حرة" وأثار استهجاناً واسعاً باعتباره "معادياً للسامية"، ورأت تل أبيب أنه ينم عن "تحريض" ضد إسرائيل.
وفي أعقاب الهجوم، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات بلاده الدبلوماسية حول العالم، معتبراً أن هذا الهجوم ينم عن "تحريض ثائر" على العنف ضد إسرائيل، التي تغذي عملياتها العسكرية في غزة عدة حركات احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين داخل بلدان كثيرة من بينها الولايات المتحدة.
وأوعز وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو اليوم إلى المسؤولين المحليين "تعزيز تدابير المراقبة الخاصة بالمواقع المرتبطة باليهود" داخل البلاد.
وقال نتنياهو إنه صدم من عمليات القتل، مضيفاً "نشهد الثمن الباهظ لمعاداة السامية والتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل. الافتراءات الدموية ضد إسرائيل تتزايد، ويجب محاربتها حتى النهاية".
وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الحادثة كاتباً عبر شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، أن "هذه الجرائم الفظيعة... المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقف الآن!"، مؤكداً "لا مكان للكراهية والتعصب في الولايات المتحدة".
تفاصيل الهجوم
وفقاً للتقارير، فقد تعرض الموظفان وهما رجل وامرأة لإطلاق نار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف اليهودي داخل واشنطن، عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي.
وذكرت المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن تال نعيم كوهين، أن الموظفين كانا يحضران فعالية يهودية في المتحف.
وكان المتحف اليهودي الذي يقع في قلب واشنطن على مقربة من الكابيتول، يستضيف وقت الهجوم احتفالاً من تنظيم اللجنة الأميركية اليهودية التي نددت بـ"هجوم مدفوع بكل وضوح بالكراهية ضد اليهود، شعباً ودولة".
وقالت قائدة شرطة واشنطن باميلا سميث إن مشتبها فيه شوهد يتجول خارج المتحف قبل الفعالية، وهو رهن الاحتجاز حالياً. وأضافت أن المشتبه فيه تصرف وحيداً وكان يهتف "فلسطين حرة، فلسطين حرة" أثناء احتجازه.
وقالت الشرطة إن المهاجم يدعى إلياس رودريغيز (30 سنة) وهو من شيكاغو شمال الولايات المتحدة.
وأضافت سميث أنه "بعد إطلاق النار، دخل المشتبه فيه المتحف واعتقله أمن الفعالية. وبمجرد تقييد يديه، حدد المشتبه فيه المكان الذي تخلص فيه من السلاح واستُخرج السلاح، وأشار ضمناً إلى أنه ارتكب الجريمة". وأردفت أنه لم يكن هناك أي تواصل سابق بين المشتبه فيه والشرطة.
وكشف السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر في إحاطة إعلامية أن "الضحيتين اللتين سقطتا... باسم ’فلسطين حرة‘ هما ثنائي شاب كان على وشك أن يعقد خطوبته. واشترى الشاب خاتم الخطوبة هذا الأسبوع ليطلب يد شريكته الأسبوع المقبل في القدس".
ونشرت السفارة الإسرائيلية صورة للثنائي مبتسماً، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهما يارون ليسينسكي البالغ 28 سنة بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وسارة لين ميلغريم وهي مواطنة أميركية يهودية بحسب الصحيفة.
وكشفت مصادر دبلوماسية في برلين اليوم لوكالة الصحافة الفرنسية أن ليسينسكي كان يحمل أيضاً الجنسية الألمانية.
تحرير فلسطين
في مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، تعذر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من مدى دقته، يظهر رجل ملتح يضع نظارتين ويرتدي سترة وقميصاً أبيض يتعرض للتوقيف ويقتاد من عدة أشخاص من دون أية مقاومة.
وقبل الخروج من الباب، يتحول إلى الكاميرا والحضور هاتفاً مرتين "حرروا فلسطين".
وأخبر شهود أن منفذ الهجوم في واشنطن دخل بعد العملية إلى المتحف اليهودي، وظن الحرس أنه من الضحايا قبل أن يكشف هو عن فعلته.
وقالت كايتي كاليشير لوسائل إعلام أميركية "كانت الساعة نحو 21:07 عندما سمعنا طلقات نارية. ثم دخل رجل بدا أنه فعلاً في حالة صدمة. وكان الناس يتكلمون معه ويحاولون تهدئته. وأتى للجلوس إلى جانبي فسألته إن كان بخير وإن كان يريد شرب الماء".
وأخبر يوني كالين بدوره "حراس الأمن سمحوا بدخول الرجل، ظناً منهم في اعتقادي، أنه ضحية. وقد بلله المطر وكان بكل وضوح في حالة صدمة... وجاءه بعض بالماء وساعدوه على الجلوس... فطلب منهم الاتصال بالشرطة".
ثم أخرج كوفية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم قبل أن يُقتاد من دون أية مقاومة. وهو قال بحسب كاليشير، "أنا فعلتها، فعلتها من أجل غزة". وكان يردد "ما من حل سوى الانتفاضة"، بحسب كالين قبل إخراجه من المبنى وهو يهتف "حرروا فلسطين!".
وأقر "حزب الاشتراكية والتحرير" اليساري الراديكالي في الولايات المتحدة بأن رودريغيز كان "لفترة وجيزة" من بين أعضائه عام 2017، لكنه أكد أن المشتبه فيه لم يعد ينتمي إلى صفوفه وألا صلة له بالهجوم المنفذ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"التحريض على إسرائيل"
بعد الهجوم، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الدول الأوروبية بالتحريض على بلاده. وقال خلال مؤتمر صحافي داخل مقر الوزارة في القدس، "هناك صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وبين جريمة القتل هذه". وأضاف "هذا التحريض يمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في عدد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا".
ودان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الهجوم مؤكداً أن "الإرهاب والكراهية لن يكسرانا". وقال هرتسوغ في بيان "هذا عمل دنيء ينم عن كراهية ومعاداة للسامية... الإرهاب والكراهية لن يكسرانا"، أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فوصف الهجوم بأنه "إرهابي"، وأكد أن "إسرائيل لن تستسلم للإرهاب".
وعدَّ السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في بيان أن "إطلاق النار المميت الذي وقع خارج فعالية أقيمت داخل المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة... هو عمل إرهابي معاد للسامية"، محذراً من أن "إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية تجاوز للخط الأحمر".
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم إن السلطات "سـتتعقب المسؤولين" عن الهجوم. وكتب على منصة "إكس"، "كان هذا عملاً سافراً من العنف الجبان والمعادي للسامية. سنتعقب المسؤولين ونقدمهم إلى العدالة".
تنديدات دولية
توالت التنديدات من باريس وبرلين ولندن وروما والمفوضية الأوروبية بما عدَّ هجوماً معادياً للسامية.
وندد المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم "بشدة" بمقتل موظفي السفارة الإسرائيلية واصفاً إياه بـ"الفعل المقيت". وجاء في منشور له على "إكس"، "أنا مصدوم بنبأ مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن. نخص بالذكر أقارب الضحيتين. نحن ننطلق راهناً من مبدأ أنه عمل معاد للسامية".
وعبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن صدمته وكتب في منشور على منصة "إكس"، "لا شيء يمكن أن يبرر العنف المعادي للسامية، أنا مصدوم من القتل الغادر لاثنين من موظفي سفارة إسرائيل لدى واشنطن".
وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم عن "الصدمة" إثر الهجوم، مندداً بعمل "فظيع معاد للسامية". وكتب لامي على "إكس"، "مصدومون بمقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن. نندد بهذه الجريمة الفظيعة المعادية للسامية"، مضيفاً "أفكارنا مع الضحيتين وعائلتيهما وزملائهما في هذه اللحظات المأسوية".
وندد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني اليوم "بمشاهد الرعب والعنف". وكتب على "إكس" أن "معاداة السامية... ينبغي أن تتوقف. وينبغي ألا تعود فظائع الماضي"، معربا عن "التعاطف" مع إسرائيل.
بدوره، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بـ"فعل شنيع من الهمجية المعادية للسامية"، مضيفاً "ما من مبرر لعنف مماثل. وفي بالي أقرباؤهم وزملاؤهم ودولة إسرائيل".