ملخص
أشادت عواصم غربية بالاتفاق، ووصفته لندن بـ"المرحب به جدا"، وباريس بأنه "اختيار المسؤولية"، وبرلين بـ"خطوة أولى مهمة"
قال سلاح الجو الهندي اليوم الأحد إن "الخسائر جزء من القتال"، من دون ذكر تفاصيل، لكنه أوضح أن جميع طياريه عادوا للوطن بعد قتال مع باكستان الأسبوع الماضي.
وجاء ذلك رداً على سؤال عما إذا كانت القوات تكبدت خسائر في القتال، فيما ذكر متحدث باسم الجيش الباكستاني لـ "رويترز" يوم الأربعاء أن خمس طائرات هندية أسقطت، بينما لم تؤكد الهند هذه الأنباء.
وقالت أربعة مصادر حكومية في كشمير الهندية الأربعاء الماضي أيضاً إن ثلاث طائرات مقاتلة سقطت داخل الإقليم الاتحادي بعد ساعات من إعلان الهند أنها قصفت تسعة مواقع "للبنية التحتية للإرهاب" في باكستان.
وساد الهدوء عند الحدود بين الهند وباكستان اليوم بعد ساعات من تبادل الطرفين الاتهامات بخرق هدنة جرى التوصل إليها بوساطة واشنطن، ووضعت حداً لأعنف مواجهة بين البلدين منذ عام 1999.
وقال ضابط باكستاني رفيع في مظفر آباد للصحافيين، شرط عدم الكشف عن هويته، "لم نُبلغ بأية حادثة مسلحة منذ صباح اليوم".
وعاد الهدوء لبلدة بونش الهندية (شمال غرب) التي تضررت بشدة جراء القصف الباكستاني وأعيد فتح سوقها، وقال بائع الفاكهة سهيل أنجوم (15 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، "أشعر بسعادة بالغة وآمل أن نتمكن من العودة للعمل وأن يستمر الهدوء".
ولأربعة أيام تبادلت الدولتان الجارتان قصفاً مدفعياً وهجمات بمسيرات وصواريخ، مما أثار مخاوف من تطور الوضع إلى حرب شاملة بين القوتين النوويتين، ودفع عدداً من العواصم الأجنبية لدعوتهما إلى ضبط النفس.
لا يزال وقف إطلاق نار هش سارياً بين الهند وباكستان اليوم الأحد بعد ساعات من القتال الليلة الماضية بين الجارتين المسلحتين نووياً، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيعمل على توفير حل في شأن كشمير.
واشتبك الخصمان اللدودان في إطلاق نار مكثف لمدة أربعة أيام، وهو الأسوأ منذ ما يقارب 30 عاماً، إذ أطلق كل منهما صواريخ وطائرات مسيرة على المنشآت العسكرية للآخر وقتل العشرات.
وتوصل البلدان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية وضغوط من الولايات المتحدة، ولكن بعد ذلك بساعات فقط جرى إطلاق نيران مدفعية في كشمير الهندية حيث يتركز معظم القتال.
وقالت السلطات وسكان وشهود من "رويترز" إن انفجارات من أنظمة الدفاع الجوي دوت في المدن القريبة من الحدود وسط الظلام على غرار ما حدث في الليلتين السابقتين.
وفي وقت متأخر من أمس السبت، قالت الهند إن باكستان انتهكت التفاهم الذي توصل إليه لوقف إطلاق النار وإن القوات المسلحة الهندية تلقت تعليمات "بالتعامل بحزم" مع أي تكرار لذلك.
ورداً على ذلك، قالت باكستان إنها ملتزمة وقف إطلاق النار وألقت باللوم على الهند في الانتهاكات.
بدورهم، أوضح شهود أنه بحلول الفجر، هدأت حدة القتال والانفجارات التي رصدت على جانبي الحدود، وعادت الكهرباء إلى معظم المناطق بالبلدات الحدودية الهندية بعد انقطاعها في الليلة السابقة.
وأشاد ترمب بقادة البلدين لاتفاقهم على وقف إطلاق النار، وقال في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "على رغم عدم مناقشة هذا الأمر، سأزيد التجارة، بصورة كبيرة، مع هاتين الدولتين العظيمتين، وإضافة إلى ذلك سأعمل معكما لمعرفة ما إذا كان... يمكن التوصل إلى حل في شأن كشمير".
وفي مدينة أمريتسار الحدودية الهندية، حيث يقع المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ، انطلقت صفارة في الصباح لاستئناف الأنشطة بصورة عادية، مما أدى إلى شعور بالارتياح وشوهد الناس في الشوارع.
وبدأ القتال الأربعاء الماضي، بعد أسبوعين من مقتل 26 في هجوم استهدف سياحاً من الهندوس في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير.
وتتقاسم الهند ذات الغالبية الهندوسية وباكستان المسلمة السيطرة على كشمير، لكن كلاً منهما تطالب بالسيادة في الإقليم بالكامل.
اتهامات متبادلة
وتتهم الهند باكستان بدعم المسلحين في كشمير الهندية، كما تلقي باللوم على جماعات إسلامية باكستانية مسلحة في شن هجمات في أماكن أخرى في الهند.
وتقول باكستان إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين بكشمير.
وقال مسؤولون إن حصيلة القتلى في المناوشات الأخيرة وصلت إلى ما يقارب 70 قتيلاً.
وصرح سكرتير وزارة الخارجية الهندي فيكرام ميسري لصحافيين "سجلت في الساعات الأخيرة انتهاكات متكررة" للاتفاق، مؤكداً أن "القوات المسلحة ردت بشكل ملائم على هذه الانتهاكات". وتابع "نطلب من باكستان اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على هذه الانتهاكات والتعامل مع الوضع بجدية ومسؤولية".
وردت باكستان بتأكيد "التزامها تنفيذ" وقف إطلاق النار. وقالت وزارة خارجية إن القوات المسلحة الباكستانية "تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس"، متهمة الهند بانها ارتكبت هي انتهاكات لوقف النار.
وأضاف البيان "نعتقد أن أي قضية مرتبطة بتنفيذ دقيق لوقف النار ينبغي تناولها عبر التواصل بواسطة قنوات مناسبة. وعلى القوات على الأرض أن تظهر بدورها ضبطاً للنفس".
وسمع دوي انفجارات قوية في سريناغار، كبرى مدن كشمير الهندية (شمال غرب)، وفق ما نقل صحافيون في وكالة "الصحافة الفرنسية"، لافتين إلى تدخل أنظمة الدفاع الجوي.
وفي الشطر الباكستاني من كشمير، أفاد مسؤولان بـ"تبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانية والهندية في ثلاثة أماكن على طول خط المراقبة".
ومنذ الأربعاء، تبادلت الدولتان الجارتان قصفاً مدفعياً وهجمات بمسيّرات وصواريخ، الأمر الذي أثار مخاوف من وصول الأمور إلى حرب شاملة بين القوتين النوويتين ودفع عديداً من العواصم الأجنبية إلى الدعوة إلى ضبط النفس.
ذكاء عظيم
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، أمس السبت، على نحو مفاجئ في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" أنه "بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أُعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري"، مشيداً بالبلدين "للجوئهما إلى المنطق السليم والذكاء العظيم".
وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار عبر منصة "إكس" أن إسلام آباد ونيودلهي وافقتا على "وقف إطلاق نار بمفعول فوري".
وفي تأكيد هندي، أوضح مصدر حكومي في نيودلهي أنه تم التوصل إلى الاتفاق بعد تفاوض مباشر بين الهند وباكستان، مشيراً إلى أن البلدَين الجارين لم يخططا لمناقشة أي شيء آخر غير وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثّفة أجراها هو ونائب الرئيس جي دي فانس مع رئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني شهباز شريف ومسؤولين كبار آخرين.
وقال عبر "إكس"، "يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في مكان محايد".
وكتب شهباز شريف على منصة "إكس" أن بلاده التي سعت منذ فترة طويلة إلى الوساطة الدولية في كشمير، "تقدر" التدخل الأميركي.
إشادات غربية
أشادت عواصم غربية بالاتفاق، ووصفته لندن بـ"المرحب به جداً"، وباريس بأنه "اختيار المسؤولية"، وبرلين بـ"خطوة أولى مهمة".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أمله أن يؤدي وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان إلى "سلام دائم"، وكذلك إيران.
وأكدت الصين أنها لا تزال "عازمة على مواصلة أداء دور بناء" في هذه العملية، مبدية في الوقت نفسه قلقها حيال أي تصعيد للنزاع كونها تتقاسم حدوداً مع البلدين.
وأعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس السبت، عن أمله بأن يلتزم الطرفان "الهدوء وضبط النفس ويتجنبا تصعيد الوضع".