Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشعبويون يقلبون المشهد السياسي الداخلي في بريطانيا

حزب "ريفورم" يفوز على "المحافظين" و"العمال" في الانتخابات المحلية ويسيطر على 10 بلديات

حزب "ريفورم" حصد 677 مقعدا بلديا في الانتخابات المحلية الأخيرة (غيتي) 

ملخص

حقق حزب "ريفورم" انتصاراً استثنائياً في الانتخابات المحلية الأخيرة وتقدم على "العمال" و"المحافظين" ليصبح الحزب الأقوى إدارياً ويسيطر على 10 بلديات معاً في إنجلترا، مما يرى فيه مراقبون احتمالاً لتقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات العامة المقبلة، وإمكانية لتحقيق نايجل فاراج حلمه بالوصول إلى السلطة عام 2029 .

شهدت بريطانيا انتخابات محلية قلبت المشهد السياسي الداخلي رأساً على عقب، حيث حقق حزب "ريفورم" الشعبوي انتصاراً ساحقاً على الحزبين الرئيسين "العمال" والمحافظين"، فظفر بـ677 مقعداً محلياً وسيطر على 10 بلديات في إنجلترا، على رغم حداثة عهده حيث لم يمض على تأسيسه سوى أعوام.

زعيم "ريفورم" نايجل فاراج رفع نخب انتصاره التاريخي الذي وضع "المحافظين" أمام حقيقة خسارة تمثيلهم لليمين بكل فئاته في بريطانيا، وأجبر "العمال" على إعادة النظر بأجندته واتجاهاته حتى قبل مرور عام على ولايته الأولى في السلطة، حيث أظهرت الانتخابات التي طاولت 23 مجلساً بلدياً في إنجلترا، أن مؤيدي فاراج وحزبه عابرون للأحزاب ويمتدون على جغرافيا واسعة في المملكة المتحدة.

فاراج قال إن "نتائج الانتخابات المحلية كانت مفاجِئة حتى بالنسبة إليه، ولفت إلى أنها سابقة في التاريخ الحديث للمملكة المتحدة إذ إن حزب "العمال" لم يخسر استحقاقاً مشابهاً منذ الحرب العالمية الثانية"، لكن تقريراً برلمانياً مختصاً لفت إلى أن "الليبراليين الديمقراطيين" فعلوها عامي 2004 و2009.

زعيمة "المحافظين" كيمي بادنوك خرجت لتعتذر ولكنها لم تستقل من منصبها، كانت مثل الجميع في الحزب الأزرق المهزوم في الانتخابات العامة قبل 10 أشهر تتوقع ما حدث في الاستحقاق البلدي، لذلك لم ترهن مستقبلها السياسي بنتائج صناديق الاقتراع التي قصدها البريطانيون أول من أمس الخميس ليختاروا من يدير شؤونهم المحلية في المدن والقرى بكل ما تحويه من مرافق وخدمات.

وزير الخزانة في حكومة الظل ريتشارد فولر، يقول إن "فاراج يريد منذ البداية القضاء على المحافظين لذلك لن يكون هناك أي اتفاق بينهم وبينه"، لكن ذلك لا يلغي برأيه حقيقة أن خطر الشعبويين لن يتوقف عند الحزب الأزرق، وبحسب نائب عمالي فضل عدم ذكر اسمه لهيئة الإذاعة البريطانية، بات المشهد السياسي في مناطق شمال وشرق البلاد قاتماً جداً، ويحتاج من حزب "العمال" إلى إعادة حساباته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رفض زعيم "العمال" ورئيس الوزراء كير ستارمر تبرير خسارة حزبه بالطرق التقليدية ذاتها التي اعتاد عليها أسلافه، وغرد في منشور عبر منصة "إكس" بالقول إن "حزبه يسير بالاتجاه الصحيح لكن البريطانيين يجب أن يشعروا بثمرات التغيير الذي وعدهم به، وهو ما سيحرص جاهداً على تسريع حدوثه ووقعه".

محللون لنتائج الاستحقاق المحلي يقرأون فيه زلزالاً سيضرب الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويقولون إن تكرار مشهد الخميس "الدامي" يعني فوز "ريفورم" بالأكثرية النيابية وسيطرته على 30 في المئة من مقاعد البرلمان في الأقل، ليستحق فاراج حينها منصب رئيس الوزراء كما يحلم منذ دخوله البرلمان.

زعيم "ريفورم" قال عند فوزه بمقعد منطقة "كلاكتون" في البرلمان عبر انتخابات الرابع من يوليو (تموز) 2024، إنه يصبو إلى قيادة الحكومة عام 2029، ويبدو أن نتائج الاستحقاق المحلي تقربه أكثر من حلمه، ولكن السؤال هو إن كان ذلك سيتحقق على حساب "المحافظين" أم "العمال" أم كليهما معاً؟

في خطوة أخرى نحو حلمه، أوصل فاراج قبل يومين نائباً جديداً لحزبه إلى البرلمان ليرفع عدد ممثليه إلى خمسة أعضاء، تعتبر سارة بوتشين أول امرأة من "ريفورم" تدخل مجلس العموم بعدما تغلبت على منافسها العمالي بفارق ستة أصوات فقط في منطقة يسيطر عليها حزب العمال منذ عام 2010.

بوتشين انشقت عن "المحافظين" والتحقت بفاراج حتى حققت النصر في منطقتها، وسلوكها هذا زاد من قلق قيادات الحزب الأزرق، وخلق لديهم سؤالاً كبيراً حول عدد الساسة الذين يمكن أن يقلدوا نائبة "ريفورم" الجديدة للوصول إلى البرلمان عام 2029، وكيف يمكن تفادي وقوع نزف من هذا النوع؟

 

برأي النائب المحافظ السابق في مقاطعة ديربيشاير، باري لويس، يعيش "المحافظون" اليوم أزمة ثقة مع البريطانيين والقاعدة الشعبية للحزب، وجميع الخسارات التي وقعت سابقاً تؤكد أن ترميم هذه الثقة ليست مهمة سهلة، فكيف تكون الحال مع التحدي الوجودي الذي يعيشه الحزب اليوم، على حد تعبيره.

ولد "ريفورم" من رحم حزب "بريكست" الذي قاد معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل عقد من الزمن، زعيمه فاراج حينها كان وعد بطلاق لندن وبروكسل خلال أعوام قليلة وتحقق ذلك عام 2020، أما اليوم فهو يريد قيادة المملكة المتحدة بعد أربعة أعوام ويحشد البريطانيين في سبيل ذلك وراء ثلاثة عناوين هي وقف الهجرة، والتخلي عن الحياد الكربوني، إضافة إلى ضبط إنفاق الدولة.

والحلم بالأكثر ثمرة كبيرة للانتخابات المحلية لم يقطفها حزب "ريفورم" وحده وإنما معه "الليبراليون الديمقراطيون" و"الخضر"، فالأول حصد 163 مقعداً بلدياً جديداً ليصل إلى 370 ويحل ثانياً في قيادة الإدارات المحلية لمدن إنجلترا، بينما زاد "الخضر" رصيده بعدد 45 مقعداً إلى 80 كرسياً بلدياً.

زعيم "الليبراليين الديمقراطيين" إد ديفي قال إن الناخبين "فضلوا حزبه على "المحافظين"، مما يضع "الليبراليين" على الطريق للتفوق في الانتخابات العامة المقبلة"، منوهاً إلى أن البريطانيين يشعرون بالفزع من التوجهات المتطرفة التي يدفع بها فاراج وفي الوقت ذاته لم يعودوا يثقون بالحزبين الرئيسين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير