Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سياسيون عراقيون يسخرون من اتهام إيران للسعودية بتحريك المظاهرات: معيب واستخفاف بدم المتظاهرين

في المقابل هناك من يتهم طهران بالإيعاز لاستعمال "العنف المفرط"

في محاولة لنزع الطابع الوطني للتظاهرات التي تشهدها ساحات العراق، حاولت الجهات التي اعتبرت نفسها متضررة من تلك الاحتجاجات، التركيز على عوامل خارجية اعتبرها المسؤولة عن كل تداعيات ما حصل في الأيام الأخيرة.

وكان عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة في إيران، عباس كعبي، قد ذكر في تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية إن "أعداء الشعبين العراقي والإيراني، أي بريطانيا الخبيثة وأميركا والسعوديين، كانوا يخططون منذ أكثر من عام، لإثارة الاضطرابات والفتن لتجيير سلاح المقاومة في العراق لصالح أميركا والسعودية". وقال كعبي إن معسكرات خاصة أُقيمت لتدريب مُثيري الشغب، "حتى أن بعض ضباط أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية والسعودية تم نشرهم في العراق بهدف التنظيم وإقامة الخلايا المثيرة للاضطرابات".

الرد العراقي

سياسيون عراقيون من كتل مختلفة وجدوا أن هذا الكلام الإيراني يعتبر في حد ذاته تدخلاً في شؤون العراق. ونفوا وجود أي مؤشرات أو معلومات تشير الى دور معين للسعودية في حركة الاحتجاج التي شهدتها مدن الوسط والجنوب منذ بداية الشهر الجاري.

تحريض إيراني

النائب في البرلمان العراقي ظافر العاني من جهته يعتبر أن "الاتهامات الإيرانية بوجود دعم سعودي وأميركي للمتظاهرين قد أظهرت الوجه الحقيقي لطهران التي لا تهتم إلا بأمنها وسلامتها حتى وان تطلب الأمر تخوين آلاف المتظاهرين في العراق".

ورأى العاني في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن "التصريحات الإيرانية هي بمثابة إذنٍ بقتل الشباب العراقي المطالب بالإصلاح والخدمات ومن خلال التظاهر السلمي وأن إيران الآن تتحمل مسؤولية مباشرة في العنف المفرط الذي قمعت به التظاهرات".

وأردف "تبني السلطات العراقية لهذه الاتهامات من دون دليل، هو أمر خطير جدا، وعليها تحمل مسؤولية الدماء التي أريقت بدلاً من كيل التهم وتشويه سمعة الشباب العراقي".

وتساءل العاني "كيف تؤثر السعودية في مدن شيعية مثل ذي قار والديوانية وميسان وغيرها؟".

ساحة صراع

وشدد عضو جبهة "الإنقاذ والتنمية" حامد المطلك على أن إيران تسعى إلى إبقاء العراق ساحة لتصفية حساباتها مع دول المنطقة وفي مقدمها السعودية، وقال لـ"اندبندنت عربية" إن "اتهام الرياض بإثارة الاحتجاجات العراقية أمر معيب ويعني أن الشباب العراقي لا يمكنه التحرك إلا بوجود جهة خارجية داعمة تدفعه للمطالبة بحقوقه المشروعة".

واستبعد المطلك أن تؤثر محاولات تشويه سمعة التظاهرات والمحتجين بالتهم الجاهزة مثل العمالة والإرهاب وان محاولة استثمار التظاهرات للتأثير على العلاقات العراقية مع دول الخليج أمر يجب الحذر منه".

دوافع الاحتجاج

السياسي العراقي كريم النوري بدوره رأى انه من غير المفيد اتهام دول الخليج بتحريك التظاهرات خصوصاً وان الأدلة غير واضحة ولم تنته عمليات التحقيق.

وأضاف "في أي نظام ديمقراطي هناك حق أصيل للتظاهر والتعبير عن الرأي بالطرق السلمية، ووجود جهات خارجية تدعم وتحرك الاحتجاجات لا يبرر قمعها وتخوين الجميع".

ودعا النوري إلى "العمل على إزالة أسباب الاحتجاجات بدلاً من تخوين الشباب المحتج، عن طريق توفير الخدمات والإصلاحات والقضاء على الفساد المحاصصة السياسية والطائفية".

أميركا السبب

أما القيادي في حزب "الدعوة الإسلامية" جاسم محمد جعفر فانه توقع أن تكون الولايات المتحدة هي المسؤولة عن حالة الفوضى التي رافقت الاحتجاجات الشعبية بسبب الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى الصين، وتوقيع اتفاقات كبيرة مع الشركات الصينية الأمر الذي يعني انتقال العراق من المحور الأميركي بصورة كبيرة، خصوصاً وان بغداد الآن هي أقرب إلى طهران من واشنطن التي بدأت بخسارة الحلفاء في الداخل العراقي" بحسب تعبيره.

لكن جعفر استبعد أن يكون هدف واشنطن هو إسقاط النظام الذي أوجدته بعد عام 2003، وقال "الإدارة الأميركية قد أوصلت رسالة واضحة إلى السلطات العراقية، مفادها إن تهديد المصالح الأميركية في المنطقة لن يمر من دون عقاب".

المزيد من العالم العربي