ملخص
في مقابل مطالبة "حماس" باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكن "حماس" شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطاً أحمر".
أفاد الناطق باسم الدفاع المدني بأن ثمانية فلسطينيين قتلوا فجر اليوم الأحد إثر غارات جوية عدة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية "نُقل ثمانية قتلى في الأقل وعشرات المصابين إثر عدة غارات عدوانية إسرائيلية منذ فجر اليوم في مناطق مختلفة في قطاع غزة".
وأضاف بصل "نُقل ثلاثة قتلى جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين في حي الزيتون" جنوب شرقي في مدينة غزة، "ونقلت طواقمنا ثلاثة قتلى وثمانية مصابين بقصف الاحتلال منزلاً مكون من عدة طوابق في مخيم البريج" وسط القطاع. وأشار إلى أن "قتيلاً وجريحين نقلوا بعد استهداف الاحتلال لمراكب للصيادين في غرب خان يونس"، لافتاً أيضاً إلى "مقتل فتى يبلغ 17 سنة إثر قصف إسرائيلي على بلدة خزاعة" في شرق خان يونس. وقال "أصيب 12 مواطناً غالبيتهم من الأطفال جراء قصف طيران الاحتلال المسير لخيمة تؤوي نازحين" في منطقة المواصي بخان يونس.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الحرب إلى 52 ألفاً و243 قتيلاً بعد تأكيد هوية مئات الضحايا.
على الصعيد الدبلوماسي قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الأحد إن المحادثات مع حركة "حماس" خلال الأيام القليلة الماضية أظهرت أنها ستكون أكثر انفتاحاً على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة ويهدف إلى حل دائم للصراع مع إسرائيل.
وفي الـ19 من أبريل (نيسان) أجرى فيدان ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين محادثات مع مسؤولين من "حماس" في أنقرة لمناقشة أحدث الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار والوضع في غزة.
وقال فيدان في العاصمة القطرية الدوحة إن تلك المحادثات أظهرت أن "حماس" ستكون أكثر استعداداً لتوقيع اتفاق يتناول أيضاً قضية الأراضي الفلسطينية المحتلة وقضايا أخرى، مضيفاً أن الأزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة لتطبيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان اليوم الأحد إنه لاحظ بعض التقدم في محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي عقدت الخميس.
واجتمع قادة من حركة "حماس" أخيراً مع الوسطاء في القاهرة لإجراء محادثات في شأن وقف إطلاق النار.
وكانت حركة "حماس" أعلنت أنها مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمسة أعوام فيما أسفرت ضربات إسرائيلية، أمس السبت، عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً في القطاع، بحسب الدفاع المدني.
وصرح مسؤول في الحركة بأنه من المقرر أن يلتقي وفد "حماس" برئاسة خليل الحية مسؤولين مصريين في القاهرة للبحث في "بعض الأفكار ومقترح جديد لوقف النار وتبادل الأسرى".
وأضاف المصدر أنه حتى صباح أمس السبت "لم تتلق حماس رسمياً أي مقترح جديد حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن نوقشت عديد من الأفكار المهمة خلال المباحثات مع الوسطاء خلال الأيام القليلة الماضية".
وتابع، "نأمل أن يتم قبول رؤية حماس بما يضمن وقفاً كلياً لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات بشكل فوري وبكميات كافية"، فيما تمنع إسرائيل دخول المساعدات والسلع إلى القطاع الفلسطيني المدمر.
في 17 أبريل (نيسان) الجاري، رفضت "حماس" اقتراحاً إسرائيلياً يتضمن هدنة لمدة 45 يوماً في مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء.
وفي مقابل مطالبة "حماس" باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكن "حماس" شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطاً أحمر".
"حماس" تريد ضمانات بشأن نهاية الحرب
قال القيادي في "حماس" محمود مرداوي "سنصر هذه المرة على وجود ضمانات بشأن نهاية الحرب". وأضاف "الاحتلال يستطيع العودة للحرب بعد أي صفقة جزئية، لكن لا يستطيع ذلك من خلال صفقة شاملة وفي حال وجود ضمانات دولية".
وفي وقت لاحق السبت، شدد عضو المكتب السياسي في "حماس" أسامة حمدان أن "أي مقترح لا يشمل وقفاً شاملاً ونهائياً للحرب لن نلتفت إليه". وأضاف في بيان صحافي نشرته "حماس" "لن نتخلى عن سلاح المقاومة طالما بقي الاحتلال".
وبثت "حماس"، أمس السبت، مقطع فيديو يظهر كيفية "إنقاذ رهائن" موجودين داخل نفق إثر قصف للجيش الإسرائيلي.
19 قتيلاً بضربات إسرائيلية
أعلن الدفاع المدني مقتل 19 شخصاً على الأقل، صباح أمس السبت، بضربات إسرائيلية، قضى عدد كبير منهم في قصف طاول منزلاً وطمر ساكنيه تحت أنقاضه.
سقط العدد الأكبر من القتلى فجراً بضربة أصابت منزل عائلة الخور في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة، في شمال القطاع.
وأفاد المسؤول في الدفاع المدني محمد المغير نقلاً عن إفادات الجيران بمقتل 10 أشخاص وفقدان نحو 20 جراء قصف منزل عائلة الخور.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت لقطات لوكالة "الصحافة الفرنسية" فلسطينيين يعملون على إحداث فجوة في الركام لإخراج جثة.
وقالت أم وليد الخور، "كنا نائمين مع أطفالنا، ومن دون أي إنذار، رأينا الدار تنهار علينا. كان هناك صراخ، وأولئك الذين كانوا على قيد الحياة كانوا يستغيثون، لكن أحداً لم يأتِ. تمكنا من إخراج نحو 15 شخصاً، جميعهم قضوا اختناقاً، جميعهم أبرياء". وتابعت، "غالبية القتلى من الأطفال، قضوا اختناقاً من جراء القصف".
وأعلن المغير أن القصف الإسرائيلي قتل ثلاثة أشخاص في منزل في مخيم الشاطئ. وقتلت غارات أخرى أربعة آخرين.
ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي، لكنه أوضح أنه قصف نحو "1800 هدف إرهابي" وقتل "مئات الإرهابيين" منذ 18 مارس (آذار) الماضي.
وقُتل منذ تجدد القصف والمعارك ما لا يقل عن 2111 فلسطينياً، وفقاً للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة التي تديرها "حماس"، أمس السبت.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51495 قتيلاً على الأقل، وفقاً للوزارة.
اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة "الصحافة الفرنسية" استناداً إلى بيانات رسمية.
ومن بين 251 شخصاً اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 58 محتجزين في غزة، 34 منهم قتلى، بحسب الجيش الإسرائيلي.
سمحت هدنة تم التوصل إليها واستمرت من 19 يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 17 مارس الماضي بعودة 33 رهينة إلى إسرائيل، من بينهم ثمانية قتلى، في مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
الطعام قد ينفد بالكامل خلال الأيام المقبلة
الجمعة الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".
وأظهرت صور، أمس السبت، فلسطينيين يقفون في طابور بمطبخ مشترك في النصيرات (وسط) في انتظار ملء أوعيتهم بالفاصولياء. وقال النازح الفلسطيني وائل عودة "هذا أمر مأسوي. ليس هناك غذاء في المطابخ ولا في الأسواق".
وقال جوناثان ويتال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن سكان غزة "يموتون ببطء". وصرح للصحافيين "بأنهم يتعرضون للاختناق، الأمر لا يتعلق فقط بحاجات إنسانية، بل أيضاً بالكرامة. هناك اعتداء على كرامة الناس".
أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، متهمة "حماس" باستغلال المساعدات لمصلحتهم، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع سلاح حرب".
وبعدها، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة "إكس" من أن "الوضع هو نفسه بالنسبة للإمدادات الطبية. إنها تنفد"، مشدداً على "ضرورة إنهاء هذا الحظر المفروض على المساعدات، فالأرواح تعتمد عليها".