ملخص
تسلمت آنا كورينا سوسا ماتشادو الجائزة نيابة عن والدتها التي تعذر عليها الوصول في الوقت المحدد إلى مراسم التوزيع، وتلت خطاب شكر أعدته المعارضة البالغة 58 سنة والتي تعد أشرس معارضي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي جدد ولايته الرئاسية العام الماضي إثر انتخابات نددت المعارضة بالتزوير الذي شابها.
تسلمت آنا كورينا سوسا، ابنة زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو "جائزة نوبل للسلام" اليوم الأربعاء في أوسلو نيابة عن والدتها التي يتوقع وصولها قريباً إلى النرويج قبل عودتها لبلادها.
وتسلمت آنا كورينا سوسا ماتشادو الجائزة نيابة عن والدتها التي تعذر عليها الوصول في الوقت المحدد لمراسم التوزيع، وتلت خطاب شكر أعدته المعارضة البالغة 58 سنة والتي تعد أشرس معارضي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي جدد ولايته الرئاسية العام الماضي إثر انتخابات نددت المعارضة بالتزوير الذي شابها.
وقالت آنا في أحد المباني الحكومية التاريخية في أوسلو بحضور الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي وزعماء عدة من أميركا اللاتينية لديهم توجهات أيديولوجية مماثلة لتوجهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لنيل الديمقراطية، لا بد من الاستعداد للنضال من أجل الحرية".
وأشارت إلى عمليات الاختطاف والتعذيب والمطاردة التي تطاول المعارضين، منددة بـ"جرائم ضد الإنسانية وثقتها الأمم المتحدة" و"إرهاب دولة يخنق إرادة الشعب".
وأقامت ماتشادو في الخفاء في فنزويلا في أغسطس (آب) عام 2024، بعد أيام من الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي منعت من خوضها، ويعود آخر ظهور علني لها للتاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما شاركت في تظاهرة في كراكاس احتجاجاً على تنصيب الرئيس اليساري نيكولاس مادورو لولاية ثالثة.
ولا تعترف الولايات المتحدة وجزء من المجتمع الدولي بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو (تموز) 2024 وفاز فيها مادورو بولاية ثالثة مدتها ستة أعوام.
ونددت المعارضة بالانتخابات وقالت إن تزويراً شابها وأعلنت فوز زعيمها إدموندو غونزاليس أوروتيا المقيم حالياً في المنفى والذي حضر الحفل في أوسلو اليوم.
ومنحت "جائزة نوبل للسلام" لماتشادو في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تقديراً لجهودها في تعزيز الانتقال الديمقراطي في فنزويلا.
"دعوة مادورو إلى التنحي"
واليوم دعت لجنة "نوبل" مادورو إلى التنحي، منتقدة توجهه "الاستبدادي".
وقال رئيس اللجنة يورغن واتني فريدنيس مخاطباً الرئيس الفنزويلي "سيد مادورو، إقبل نتائج الانتخابات وتنحَّ".
وأضاف وسط تصفيق حار "ضع الأساس لانتقال سلمي إلى الديمقراطية، فهذه هي إرادة الشعب الفنزويلي. لقد أضاءت ماريا كورينا ماتشادو والمعارضة الفنزويلية شعلة لا يمكن أن يطفئها لا التعذيب ولا الكذب ولا الخوف".
وفي اتصال مع فريدنيس قبيل حفل التسليم، أعربت ماتشادو عن "الحزن والأسف" لعدم تمكنها من الوصول في الوقت المحدد، مؤكدة أنها في طريقها إلى أوسلو، وأشارت إلى أن "أشخاصاً كثراً جازفوا بحياتهم ليتسنى لي السفر إلى أوسلو"، ومن غير المعلوم بعد كيف تمكنت من مغادرة فنزويلا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والشهر الماضي، صرّح المدعي العام الفنزويلي إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأن ماتشادو ستعد "فارة" من العدالة إذا غادرت البلاد، مؤكداً أنها متهمة "بالتآمر والتحريض على الكراهية والإرهاب".
ويعني مجيئها إلى أوسلو أنها قد لا تتمكن من العودة لفنزويلا وفي هذه الحال، قد لا تعود قادرة على قيادة المعارضة الفنزويلية من المنفى.
"فنزويلا حرة"
ورأت المتخصصة في شؤون أميركا اللاتينية بجامعة أوسلو بينيديكت بول أمس الثلاثاء أن "ماتشادو تخاطر باعتقالها إذا عادت، على رغم أن السلطات تحفظت في تعاملها معها مقارنة بغيرها لأن توقيفها سيكون له أثر رمزي بالغ".
وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية أن "من جهة أخرى، هي زعيمة للمعارضة بلا منازع، ولكن إذا بقيت في المنفى لفترة طويلة، أعتقد بأن هذا سيتغير وستفقد تأثيرها السياسي تدريجاً".
وأكدت آنا ابنة ماتشادو أن والدتها ستعود "قريباً جداً" لفنزويلا، مشيرة إلى أنها "تريد العيش في فنزويلا حرة ولن تتخلى يوماً عن حلمها هذا".
وتقام تظاهرات مؤيدة لماتشادو وأخرى مناهضة لها في العاصمة النرويجية الخاضعة لتدابير أمنية مشددة.
وفي حين يشيد بها كثر لجهودها في سبيل الديمقراطية في فنزويلا، ينتقدها آخرون لتشابه أفكارها مع أفكار ترمب الذي أهدته "جائزة نوبل".
ودافعت ماتشادو عن نشر ترمب قوات عسكرية أميركية كبيرة في منطقة الكاريبي، حيث تشن غارات أوقعت عشرات القتلى على قوارب تزعم واشنطن من دون تقديم أي دليل أنها متورطة في تهريب المخدرات.
من جانبه يؤكد مادورو أن هدف ترمب الحقيقي هو الإطاحة به والاستيلاء على احتياطات النفط الفنزويلية.
وتسلم اليوم كذلك "جوائز نوبل" في مجالات الأدب والكيمياء والطب والفيزياء والاقتصاد في ستوكهولم بحضور الملك كارل الـ16 غوستاف.