ملخص
مانشستر سيتي يخرج من أزمته بفضل بطولة غير متوقعة من ماتيوس نونيز، اللاعب الذي وصفه غوارديولا سابقاً بأنه "غير ذكي كفاية" يصنع المعجزة بتسجيله القاتل أمام أستون فيلا.
هناك أمثلة سيئة السمعة على ميل بيب غوارديولا للمبالغة، فمنذ أن وصف ماتيوس نونيز في 2022 – عندما كان يلعب مع سبورتينغ لشبونة – بأنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، لم تظهر سوى دلائل قليلة جداً تدعم هذا الادعاء.
أخيراً وبأسلوب يدينه بدرجة كبرى، قال غوارديولا إن لاعب خط وسطه البالغة قيمته 50 مليون جنيه إسترليني (66.5 مليون دولار) "ليس ذكياً بما يكفي للعب في وسط الملعب" مع مانشستر سيتي.
لكن كظهير أيمن اضطراري، ربما تحول نونيز من صفقة ضائعة إلى رجل منح سيتي نصيبه من ملايين دوري أبطال أوروبا، فقد صنع هدف التقدم المتأخر الذي سجله نيكو أوريلي أمام إيفرتون السبت الماضي، ثم سجل هو بنفسه هدف الفوز المتأخر جداً على أستون فيلا، بتسديدة كالرصاصة في الدقيقة الـ94 منحت فريقه فارقاً من أربع نقاط في سباق المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال.
وقد ظهرت القدرات البدنية التي دفعت غوارديولا إلى استخدام نونيز كظهير، حين اندفع داخل منطقة الجزاء ليحول عرضية جيريمي دوكو الأرضية إلى هدف.
وقال غوارديولا "ماتيوس يملك القوة البدنية، وعندما يحتاج إلى الجري، فهو قادر على ذلك".
ولم تكن شعبية نونيز في غرفة الملابس السبب الوحيد وراء الاحتفالات الحماسية بذلك الهدف، لكن هذا الهدف قد يحدد مصيرهم.
بالطبع لن يعادل هذا الهدف أهمية أهداف الدقيقة الـ94 الأشهر في تاريخ مانشستر سيتي على هذا الملعب، في وجود هدف سيرجيو أغويرو الحاسم للقب أمام كوينز بارك رينجرز، ولا حتى الهدف المفضل للجماهير أمام أستون فيلا، بالنظر إلى بطولات إلكاي غوندوغان في 2022.
ومع ذلك لا يمكن التقليل من أهميته بأية حال، وقال نونيز "توقيت مثالي"، لكن ذلك ليس بالنسبة إلى أستون فيلا، الذي كان قريباً جداً من اقتناص أول نقطة له على ملعب "الاتحاد" منذ 2007، وقال لاعبه يوري تيليمانس "أن تخسر بهذه الطريقة وفي آخر لقطة، إنه أمر محبط للغاية".
وكان الأسى على وجه أوناي إيمري كافياً لرواية القصة، وكذلك ارتياح بيب غوارديولا، الذي بدا غاضباً في معظم فترات اللقاء.
وقال غوارديولا "لقد كان موسماً سيئاً جداً، هناك ضغط كبير على النادي من أجل التأهل إلى دوري أبطال أوروبا".
الآن زال الضغط، بمساعدة أحد قرارات غوارديولا، فقد أبقى فيل فودين على مقاعد البدلاء عند إشراك جيريمي دوكو، الذي استهدف الجبهة اليمنى لأستون فيلا بعد دخول البديل أكسل ديساسي، وكان نونيز هو المستفيد.
وقال غوارديولا مبرراً قراره "جيريمي يمنحك دائماً شيئاً ما، إنه أفضل لاعب في العالم في أول خمسة أمتار".
مرة أخرى، وصف إحدى صفقاته في 2023 بأنه من بين الأفضل في العالم.
وكثيراً ما بدا أن تعاقدات سيتي بعد التتويج بالثلاثية لم تكن مثالية، وربما كانت سبباً في التراجع النسبي، لكن اثنين من اللاعبين الذين ضمهم قبل عامين اجتمعا معاً في لحظة حاسمة: دوكو ونونيز، بكلفة تجاوزت 100 مليون جنيه إسترليني (133 مليون دولار)، لعبا الدور الرئيس.
لقد أعادا تشكيل سباق المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، إذ صعد سيتي إلى المركز الثالث، فيما بقي فيلا سابعاً.
ومع تبقي أربع مباريات وجدول مشابه لكلا الفريقين، سيكون من الصعب على فيلا اللحاق بسيتي الآن.
ومع ذلك، فإن الهزيمة الـ15 توالياً في الدوري على ملعب "الاتحاد" جاءت في مباراة أظهر فيها أوناي إيمري طموحاً لتحقيق الفوز.
وقال المدرب الإسباني "لم أكن لأشعر بالرضا بالتعادل"، لكنه غادر بلا شيء، واعتبر أن تبديلاته الهجومية أسهمت في الدراما المتأخرة.
وشهدت بداية المباراة دراما مبكرة أيضاً، ليس فقط لأن برناردو سيلفا سجل في الدقيقة السابعة، مستغلاً تمريرة عمر مرموش العرضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإن كان فيلا قد يتحسر على الهدف المتأخر، فعليه أن يندم أكثر على الهدف المبكر، إذ اكتفى إيميليانو مارتينيز بدفع تسديدة البرتغالي إلى داخل الشباك، في كرة كان يجب عليه التصدي لها، ومع ذلك، كان بالإمكان أن يأتي الهدف حتى قبل ذلك.
وفيما بين اللحظتين، تمحورت كثير من أحداث المباراة حول رجل عاد إلى مانشستر، وهو ماركوس راشفورد، الذي سجل لأستون فيلا من ركلة جزاء، وكاد يحدث تأثيراً فورياً أكثر انفجاراً بعدما ارتطمت كرة تسديدته بالعارضة خلال أول 20 ثانية.
وبعدما أزعج باريس سان جيرمان الفرنسي الأسبوع الماضي، شكل راشفورد تحدياً لسيتي، قدرته على الانطلاق خلف الدفاع ووضوح جاهزيته البدنية، أظهرا تماماً ما يفتقر إليه مانشستر يونايتد في خطه الهجومي.
قرر أوناي إيمري إبقاء أولي واتكينز على مقاعد البدلاء، على رغم تألقه اللافت أمام نيوكاسل السبت الماضي، من أجل إعادة ماركوس راشفورد إلى التشكيلة الأساس، وبسرعة، رد راشفورد على هذا القرار، إذ ارتطمت كرة تسديدته بالقائم بعد تمريرة من يوري تيليمانس، ثم سجل هدفه الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب "الاتحاد"، بركلة جزاء نفذها بهدوء وثقة.
وكان قريباً من إضافة الهدف الخامس، بعدما راوغ الحارس شتيفان أورتيغا في الشوط الثاني، لكنه سدد في الشباك الجانبية من زاوية ضيقة، وقال إيمري "أنا سعيد جداً جداً به، إنه يقدم أداءً رائعاً".
راشفورد، الذي أرهق باريس سان جيرمان، وضع مانشستر سيتي في مأزق أيضاً، بفضل استعداده الدائم للانطلاق خلف الدفاع، وحدة تحركاته، وقد كان كل ذلك واضحاً في عودته إلى مسقط رأسه، مانشستر.
وقد خطرت فكرة على الأذهان بأن مانشستر يونايتد بحاجة حقيقية إلى مهاجم مثله، بخاصة أن هدف راشفورد جاء وسط جدل أكثر مما كان ينبغي، حين تصادم روبن دياز مع جايكوب رامسي في تصادم سريع أثناء انطلاقهما في اتجاهين متعاكسين، وراجع الحكم كريغ باوسون اللقطة عبر الشاشة قبل أن يحتسب ركلة الجزاء.
وحصل غوارديولا على بطاقة صفراء بعد احتجاجه على القرار على رغم أنه كان قراراً صحيحاً.
وفيما كان مدربان مهووسان بالتفاصيل يظهران طباعهما الفريدة على الخط الجانبي، لم يتمكن غوارديولا من إخفاء انزعاجه، بينما بدا إيمري وكأنه فنان تمثيل صامت متحمس، يتحرك ويتنقل بين إيماءات وحركات لا تتوقف.
لكن في النهاية، خرج غوارديولا سعيداً، فقد أبقى جيريمي دوكو على مقاعد البدلاء وبدأ بجيمس ماكتي، الذي كاد يتوج أكبر مباراة في مسيرته حتى الآن بهدف جريء من كرة ساقطة.
لكن بدلاً من ذلك، أطلق البلجيكي كورقة رابحة أثرت في مجرى اللقاء، وكانت هذه النتيجة ذات أثر يتجاوز اللحظة الحالية ويمتد حتى الموسم المقبل.
فللعام الـ15 توالياً، من المنتظر أن يتأهل مانشستر سيتي إلى دوري أبطال أوروبا، وقال غوارديولا "بالطبع الأمر مهم، لا تحتاج إلى أن تكون عالماً لتدرك ذلك"، لكن الآن الأرقام صارت أفضل لمصلحة سيتي.
© The Independent