ملخص
أستون فيلا يواجه مهمة شبه مستحيلة أمام باريس سان جيرمان بعد خسارة الذهاب (3-1)، لكن إيمري ولاعبيه يعتقدون أن "فيلا بارك" قد يقلب المعادلة، مع تاريخ النادي في المفاجآت الأوروبية وقدرة واتكينز وروجرز على صنع المعجزات، فهل نرى مفاجأة جديدة في دوري الأبطال؟
حاول أوناي إيمري تفسير الأمر بأن هدف نونو مينديش في الوقت المحتسب بدل الضائع بملعب "بارك دي برينس" لم يغير الكثير.
قد يظن المرء أنه جعل مهمة أستون فيلا أصعب بمرتين، وجعلها من مهمة صعبة إلى شبه مستحيلة، لكن إيمري اختلف مع هذا الرأي، سواء بعد الهزيمة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي الأسبوع الماضي أو قبل مواجهة الإياب.
وقال المدرب الإسباني "الانتقال من 2-1 إلى 3-1 يغير شيئاً ما، لكن كثيراً؟ لا، لأننا يجب أن نفوز. الآن علينا الفوز بهدف إضافي".
هدف إضافي؟ لقد سجل فيلا هدفاً واحداً رائعاً في العاصمة الفرنسية، لكنه لم يسجل سوى تسديدة واحدة أخرى على المرمى ولم يلمس لاعبو الفريق الكرة سوى تسع مرات فقط في منطقة جزاء باريس سان جيرمان. والآن يحتاج إلى هدفين، إضافة إلى الحفاظ على نظافة شباكه، فقط لضمان لعب 30 دقيقة إضافية، وقال إيمري "إذا حصلنا على الوقت الإضافي، سيكون رائعاً، وإذا وصلنا إلى ركلات الترجيح، قد يكون الأمر رائعاً".
يمتلك فيلا أسباباً تدعوه للتفاؤل، إذ خالف التوقعات ليتقدم في "بارك دي برينس"، وإن كان ذلك لأربع دقائق فقط.
يقترب هداف فيلا مورغان روجرز، من دخول لقاء الإياب بثقة، وقال الجناح "هناك إيمان كبير. معظم الناس استبعدونا قبل المواجهة. في مباراة الذهاب، قدمنا أداء جيداً. إذا كان هناك من سيقلب النتيجة، فسيكون نحن. نحن لا نقول إننا سنفعل ذلك بالتأكيد، لكننا سنبذل قصارى جهدنا".
هذا التفاؤل قد يكون مبرراً، إذ خرج أستون فيلا من أربع مباريات بشباك خالية من الأهداف في خمس مباريات أوروبية على أرضه هذا الموسم، وثلاث من هذه المباريات شهدت نتائج (2-0 و4-2 و3-0) وكانت كفيلة بضمان الوقت الإضافي أو التأهل المباشر لنصف النهائي.
سبق للفريق أن أذل أحد عمالقة الكرة الأوروبية في ملعب "فيلا بارك"، حيث تسبب هدف جون دوران الرائع في إحباط بايرن ميونيخ. بل إننا إذا أدرجنا الدوري الإنجليزي الممتاز، نجد أنهم تغلبوا على عملاق آخر بفوزهم على مانشستر سيتي في ديسمبر (كانون الأول).
ومن الآمن افتراض أن "فيلا بارك" سيكون صاخباً ليلة اليوم الثلاثاء، إذ عادة ما تكون مباريات ربع نهائي دوري الأبطال كذلك، خصوصاً للأندية غير المعتادة على هذه المراحل.
وقال إيمري "إذا تواصلنا جيداً مع جماهيرنا، وإذا بثثنا طاقة إيجابية، وإذا قدمنا أداء تكتيكياً وفردياً جيداً على الملعب، فإن الجماهير ستساعدنا كثيراً".
وبصفته مدرباً سابقاً لباريس سان جيرمان، يملك إيمري أدلة مؤلمة على أن الفريق الفرنسي قد ينهار تحت الضغط، وقد جاءت أحدث الأمثلة على الأراضي الإنجليزية، في أجواء حماسية، ضد نادٍ آخر غريب عن مواجهات دوري أبطال أوروبا الكبيرة لعقود، حيث تعرض باريس سان جيرمان للهزيمة بنتيجة (1 - 4) أمام نيوكاسل في "سانت جيمس بارك" الموسم الماضي.
لكن فريق لويس إنريكي الحالي يبدو أفضل بكثير، ومن غير المرجح أن يكرر المدرب الإسباني خطأ اللعب بتشكيل (4 - 2 - 4) الذي يضعف خط الوسط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سجل إيمري الحافل يظهر مهارته في اتخاذ القرارات الصائبة، إذ أثبت براعته في الأدوار الإقصائية مراراً في الدوري الأوروبي، ومن أصل خمس مرات وصل فيها إلى النهائي، فاز باللقب في أربع منها.
يعرف إيمري جيداً كيف يخطط للتقدم بعمق في البطولة، وقد فعل ذلك بالطريق الصعب بعد النكسات.
ففي 2014 خسر فريق إشبيلية بقيادته مباراة الذهاب في ديربي ضد ريال بيتيس 2-0، ليفوز بنفس النتيجة في الإياب ويتقدم بركلات الترجيح.
وفي ربع النهائي نفسه خسر 1-0 أمام بورتو البرتغالي في الذهاب ليفوز 4-2 في المجموع، كما تأخر في نهائيي 2015 و2016 قبل أن يفوز بكليهما، حتى إن فريق فياريال حقق لقب 2021 بعد سلسلة ركلات ترجيح استمرت 22 ضربة.
إن تمكن أستون فيلا من جعل المواجهة مشدودة بما يكفي، فإن لديه مهاجمين قادرين على تقديم نهاية درامية، فقبل ستة أعوام، أطاح ماركوس راشفورد باريس سان جيرمان بركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع، بينما أظهر أولي واتكينز، الذي شارك في آخر مباراتين من دكة البدلاء، قدرته كلاعب بديل مؤثر بتسجيله هدفاً درامياً في نصف نهائي "يورو 2024" مع إنجلترا ضد هولندا.
هذا لا يجعل فيلا المرشح الأوفر حظاً، لكن بإمكانهم استحضار تاريخهم العريق، وتحديداً تشكيلة نهائي كأس الأبطال عام 1982، فحينها امتلك بايرن ميونيخ نجوماً من طراز بول برايتنر وكارل هاينز رومينيغه (اللذين شاركا في نهائي كأس العالم بعد أسابيع)، لكنهم خسروا أمام فيلا.
اليوم يعود الفريق ليكون الطرف الأضعف على الورق، رغم تجاوزه التوقعات بتأهله المبكر، ويقول روجرز "كان تقدم النادي سريعاً وغير متوقع، لكننا نعلم أننا بالمستوى المطلوب. نحن هنا لسبب، نستحق الوجود وواجهنا كل التحديات هذه الموسم. قد يقول البعض إن اسم النادي لا يستحق هذه المرحلة، لكننا لا نرى الأمر كذلك".
ويأمل الفريق أن يصبحوا، عند الصافرة النهائية، الطرف المفاجئ لكن المستحق في نصف النهائي.
© The Independent