ملخص
قمة قطرية - لبنانية والبحث تناول موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، فكان تأكيد "ضرورة المحافظة على الاستقرار على طول الحدود المشتركة والتنسيق بين البلدين"، وعرض الرئيس عون لأمير قطر أجواء الاتصالات الأخيرة التي جرت بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري والتنسيق القائم في هذا المجال، لافتاً إلى زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الأخيرة لسوريا ونقاط البحث التي دارت خلال لقاءاته هناك.
التوافق على المحافظة على السلم الأهلي في لبنان وحصر السلاح بيد الدولة كانا أبرز ما جرى التوافق عليه خلال القمة القطرية - اللبنانية بين رئيس جمهورية لبنان جوزاف عون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور أعضاء الوفدين اللبناني والقطري.
وفي مستهل الاجتماع الموسع رحب أمير قطر بالرئيس اللبناني مشيداً بأهمية "هذه الزيارة لتطوير العلاقات اللبنانية - القطرية، ولا سيما في الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة".
من جهته ثمن الرئيس عون للأمير تميم "الدعم الذي قدمته وتقدمه دولة قطر للبنان، خصوصاً لناحية المساعدات للجيش اللبناني"، معبراً عن امتنان اللبنانيين الكبير "لهذه المساعدات التي أتت في ظل الظروف الصعبة"، ثم استعرض أمير قطر تاريخ العلاقات المتينة بين لبنان وقطر منذ الستينيات مشدداً على "استمرار هذا المسار الإيجابي حتى اليوم والحضور القطري المتواصل في لبنان"، وقال "نرى الآن فرصة للاستقرار في لبنان وهناك عوامل عدة داخلية وخارجية من الممكن أن تساعد في تحقيق ذلك ويجب استثمارها لما فيه مصلحة لبنان وشعبه"، معرباً عن استعداد بلاده "لتقديم ما يحتاجه لبنان" ولافتاً إلى أن قطر "بادرت في أكثر من مجال ويمكن أن يحدد لبنان حاجاته لتتمكن من المساعدة في مختلف القطاعات"، ورأى أنه "مع وجود الرئيس عون والحكومة الجديدة فمن الممكن التنسيق وتفعيل العمل في مجالات عدة".
فرصة كبيرة للبنان
بدوره أكد عون أن "هناك بالفعل فرصة كبيرة ولبنان يعول على الدول العربية والخليجية خصوصاً للمساعدة والعودة للبنان بعد انقطاع نتيجة الظروف التي كانت سائدة"، لافتاً إلى أن بلاده "جاهزة للمساعدة ولا سيما في مجالات الطاقة والكهرباء وغيرها مما يحتاجه لبنان"، ومشيراً إلى "استعداد قطر للمساعدة حتى في الأمور والحاجات التي لم تعلن سابقاً".
وشدد على "أهمية دور الجيش اللبناني"، معتبراً أنه "المؤسسة الوطنية الجامعة التي يتحد حولها اللبنانيون وتحظى بمحبتهم جميعاً، ولا بد من دعمها لتتحمل مسؤوليتها على أكثر من صعيد".
حاجات الجيش اللبناني
وعرض الرئيس عون خلال المحادثات بعض حاجات الجيش في الوقت الحالي لإعادة تجهيزه وتطويره، ثم تطرق للحديث عن الوضع في الداخل اللبناني والتطورات الأخيرة في الجنوب، مؤكداً أن "الجيش يقوم بدوره كاملاً في الجنوب وفي كل المناطق التي انسحب منها الإسرائيليون، لكن بقاءهم في بعض التلال يعرقل انتشار الجيش اللبناني واستكمال مهماته"، وقال "الجيش يصادر الأسلحة التي يعثر عليها في الأنفاق والمخابئ وغيرها من المواقع، وهناك اتصالات تجرى لمعالجة موضوع السلاح انطلاقاً من الموقف الرسمي اللبناني القاضي بحصره في يد الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية، ولا سيما أن الجيش يقوم بواجباته كاملة في مختلف المناطق اللبنانية".
العلاقات اللبنانية - السورية
كما تناول البحث موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، فكان التأكيد على "ضرورة المحافظة على الاستقرار على طول الحدود المشتركة والتنسيق بين البلدين"، وعرض الرئيس عون لأمير قطر أجواء الاتصالات الأخيرة التي جرت بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري والتنسيق القائم في هذا المجال، لافتاً إلى زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الأخيرة لسوريا ونقاط البحث التي دارت خلال لقاءاته هناك.
وشدد أمير قطر للرئيس عون على "أهمية المحافظة على الاستقرار في الداخل اللبناني والحؤول دون حصول أية انتكاسة تؤثر في السلم الأهلي"، وبعد انتهاء المحادثات الموسعة عقد أمير قطر ورئيس جمهورية لبنان خلوة جرى خلالها استكمال البحث في المواضيع التي تهم البلدين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"حصر السلاح بيد الدولة"
وفي أحاديث للإعلام القطري، أكد الرئيس اللبناني أن هدفه "حصر السلاح بيد الدولة" خلال العام الحالي، في إشارة إلى "حزب الله" الذي يتعرض لضربات إسرائيلية متكررة، وقال "أسعى إلى أن يكون عام 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة"، مضيفاً أن "القرار اُتخذ بحصر السلاح بيد الدولة وتبقى كيفية التنفيذ عبر الحوار الذي أراه ثنائياً بين رئاسة الجمهورية وحزب الله"، مؤكداً "لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في العراق في استيعاب 'حزب الله' في الجيش، ولا أن يكون وحدة مستقلة" داخله، موضحاً أنه "يمكن لعناصر الحزب الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل نهاية الحرب (1975-1990) مع أحزاب عدة".
ويؤكد خبراء أن إنشاء كتيبة لـ "حزب الله" ضمن الجيش اللبناني قد يؤدي إلى تقويض المؤسسة العسكرية اللبنانية، نظراً إلى ما يعتبره كثر ولاء الحزب لإيران، مشيرين إلى أن الحل الأمثل قد يتمثل بتفكيك بنيته العسكرية الكاملة أو دمج أسلحته ضمن الجيش، مع إدماج مقاتليه بصورة فردية في صفوف الجيش اللبناني.
هبة للبنان بقيمة 60 مليون دولار لدعم رواتب عناصر الجيش
وأعلنت قطر عن تجديد هبة بمبلغ 60 مليون دولار لدعم رواتب الجيش اللبناني، وفق ما أفاد بيان مشترك بمناسبة زيارة الرئيس اللبناني إلى الدوحة، حيث أكد الجانبان على الدور الوطني للجيش اللبناني وأهمية دعمه. وأورد البيان أن أمير قطر أعلن عن "تجديد الهبة القطرية لدعم رواتب الجيش اللبناني بمبلغ 60 مليون دولار، بالإضافة إلى 162 آلية عسكرية"، وأضاف أن الهبة هي لتمكين الجيش "من القيام بمهامه الوطنية للحفاظ على الاستقرار وضبط الحدود على كامل الأراضي اللبنانية".
"وقف الأعمال العدائية"
وخلال زيارة إلى لبنان الشهر الجاري قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة اللبنانية "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح 'حزب الله' والميليشيات كافة"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يجري "في أقرب وقت ممكن".
من جهته يشدد "حزب الله" على ضرورة وقف الضربات الإسرائيلية على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك خمسة مرتفعات في الجنوب اعتبرها الجانب الإسرائيلي إستراتيجية وأبقى قواته فيها، خلافاً لنص اتفاق وقف إطلاق النار.
"265 نقطة عسكرية"
وقال مصدر مقرب من "حزب الله" إن هناك "265 نقطة عسكرية تابعة له محددة في جنوب الليطاني، وقد سلم الحزب 190 منها إلى الجيش اللبناني".
وجاءت الهدنة الهشة بين إسرائيل و"حزب الله" بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية التي أطلقها الحزب على خلفية حرب غزة، وتصاعدت في سبتمبر (أيلول) 2024 إلى حرب مفتوحة استمرت شهرين ونفذت تل أبيب خلالها عملية برية.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مسلحي الحزب من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارها قرب الحدود مع إسرائيل، وعلى رغم الهدنة تواصلت الضربات الإسرائيلية وخصوصاً على جنوب لبنان.