ملخص
طبقاً لـ"اتفاق الدوحة" خلال فبراير (شباط) 2021 تعهدت "طالبان" بأنها لن تسمح لأية مجموعة إرهابية ومنها "القاعدة" بالنشاط على الأراضي الأفغانية. لكن خلال الأعوام الثلاثة الماضية أظهر ثلاثة من كبار مسؤولي "طالبان" في أقل تقدير دعمهم لأسامة بن لادن، وعبروا عن كلمات تضمنت إشادة به.
"أفتخر بأسامة بن لادن وأفتخر بنظامنا بسبب الاهتمام بعزة الإنسان وتوفير العدالة والإنصاف، لهذا السبب تم تدميره". جزء من كلمات وردت في خطاب المساعد العسكري لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكومة "طالبان" سعيد أحمد شهيد خيل الذي ألقاه خلال الخامس من مارس (آذار) الجاري في تجمع بمدينة كابول، مشيداً بمؤسس تنظيم "القاعدة".
وصف خيل انهيار حكم "طالبان" في المرحلة الأولى بعد رفض الحركة تسليم أسامة بن لادن إلى الولايات المتحدة الأميركية بأنه "مدعاة للفخر"، معبراً عن اعتزازه بهذا القرار بالقول إنه "إذا ما رأيت ظالماً منهمكاً بالظلم فسأواجه حتى آخر لحظة من حياتي".
وكان الملا عمر مؤسس "طالبان" رفض تسليم أسامة بن لادن إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى تشكيل ائتلاف دولي بقيادة أميركا للهجوم على أفغانستان عام 2001، وسقطت "طالبان" بعدها بصورة سريعة.
إنهم إخواننا
ووزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقودها خالد حنفي أقرب الأفراد إلى زعيم "طالبان" ملا هبة الله آخوند زادة، وتضم مسؤولين تتماشى أفكارهم تماماً مع أفكار قائد حركة "طالبان".
والمساعد العسكري للوزارة سعيد أحمد شهيد خيل هو أحد المنتمين إلى قائد الحركة، وموقفه الذي رافق الإشادة بزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن يوحي بأن "طالبان" لا تزال تشعر بقرابة فكرية ومعنوية مع تنظيم "القاعدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية عبر المسؤولون في حركة "طالبان" مرات عدة وفي أكثر من مناسبة عن ولائهم لأسامة بن لادن.
والعام الماضي قال المساعد السياسي السابق لرئيس وزراء "طالبان" ووزير المهاجرين الحالي مولوي عبدالكبير إن الملا عمر لم يقبل تسليم أسامة بن لادن لأميركا، و"لم يشتر هذا العار ليسلم مسلماً إلى الكافرين". وادعى عبدالكبير أنه حتى إذا كان أسامة بن لادن ترك أفغانستان فإن الولايات المتحدة كانت تشن هجوماً عليها.
وقال عبدالطيف منور وزير الطاقة والمياه في حكومة "طالبان" إن "القاعدة" ليست مجموعة إرهابية، وأعضاءها "إخوة" لـ"طالبان"، مشيراً إلى هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) عام 2001 بالقول إن "الولايات المتحدة أطاحت حكمنا بمساعدة حلفائها لأنها ادعت أنها تحارب إرهابيين عالميين، وإننا لم نطلق عليهم خلال ذلك الوقت ولا في الوقت الحالي إرهابيين، إنهم إخواننا في الجهاد".
حضور "القاعدة"
وكان مؤسس "القاعدة" قتل في عملية للقوات الأميركية الخاصة في منطقة "أبوت آباد" بولاية خيبربختوا خوا داخل باكستان عام 2011، وقُتل خليفته أيمن الظواهري عام 2022 في حي الدبلوماسيين في كابول بهجوم شنته طائرة مسيرة أميركية، ولم تعترف "طالبان" بمقتله.
وطبقاً لـ"اتفاق الدوحة" خلال فبراير (شباط) 2021، تعهدت "طالبان" بأنها لن تسمح لأية مجموعة إرهابية ومنها "القاعدة" بالنشاط على الأراضي الأفغانية. لكن خلال الأعوام الثلاثة الماضية أظهر ثلاثة من كبار مسؤولي "طالبان" في أقل تقدير دعمهم لأسامة بن لادن، وعبروا عن كلمات تضمنت إشادة به.
وأكدت الأمم المتحدة في عدد من تقاريرها استمرار حضور "القاعدة" في أفغانستان ونفوذها بين المسؤولين في حكومة "طالبان". وعلى رغم التزام الحركة بـ"اتفاق الدوحة" لم ترد أية تقارير عن مواجهتها للتنظيم الإرهابي.
ويبدو أن قادة وأعضاء "طالبان" يستمرون بالنهج نفسه الذي ساروا عليه خلال الفترة الأولى من حكمهم من خلال الدعم والولاء لشبكة "القاعدة"، ولم يخفوا التعبير عن فخرهم واعتزازهم بهذه العلاقة.
رعب 11 سبتمبر
كانت أفغانستان خلال العقود الثلاثة الماضية ضحية للإرهاب والتطرف الديني. وأحد أسباب انعدام الأمن في البلاد يعود إلى نشاط المقاتلين الأجانب وبخاصة الإرهابيين الذين أتوا من خارج أفغانستان تزامناً مع هجوم الجيش الأحمر التابع للاتحاد السوفياتي السابق، وحاربوا هذه القوات والحكومة الحليفة لها في كابول إلى جانب الأفغان.
وبعد هزيمة الاتحاد السوفياتي السابق بقي جزء من هؤلاء المقاتلين في أفغانستان، وفي النهاية خطط أسامة بن لادن زعيم شبكة "القاعدة" لهجمات الـ11 من سبتمبر عام 2001، وقُتل إثر الهجوم أكثر من ألفي شخص وتسببت تلك الأحداث بأن تواجه أفغانستان مصيراً جديداً.
وفي الوقت الحاضر بعدما عادت "طالبان" مرة أخرى إلى الحكم، تثور مخاوف من أن تتحول أفغانستان إلى ملجأ لمجموعات إرهابية تعمل على إثارة هجمات مثل التي شهدنا في الـ11 من سبتمبر 2001 وتهدد الأمن في البلدان الغربية والعالم.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"