Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حظر تجول وعمليات تمشيط وأكثر من 120 قتيلا غرب سوريا

المرصد يفيد "بإعدام 52 علوياً" في ريف اللاذقية ودمشق ترسل تعزيزات أمنية إلى المنطقة

ملخص

جاءت الهجمات في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن الخميس أنها تخوضها في ريف اللاذقية مع مجموعات مسلحة تابعة "لمجرم الحرب سهيل الحسن"، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد، الذي كان يلقى تأييداً كبيراً في أوساط الموالين للأسد ويعد من أبرز قادته العسكريين.

نفذت قوات الأمن السوري، صباح اليوم الجمعة، عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، غداة خوضها اشتباكات غير مسبوقة ضد مسلحين موالين لرئيس النظام السابق بشار الأسد.

ويسري حظر تجول في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي اليها عائلة الأسد، استخدمت خلالها قوات الأمن الطيران المروحي لاستهداف مسلحين موالين للرئيس المخلوع، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلنت وزارة الدفاع إرسال تعزيزات إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس "دعماً لقوات إدارة الأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد، ولإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة".

وأوقعت الاشتباكات، وفق آخر حصيلة للمرصد، 72 قتيلاً، يتوزعون بين "36 من قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع قتلوا برصاص مسلحين موالين للأسد، إضافة الى 32 مسلحاً وأربعة مدنيين قتلوا بنيران قوات الأمن"، وأفاد المرصد "بوجود عشرات الجرحى والأسرى لدى الطرفين".

إعدام 52 علوياً

إضافة إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بأن قوات الأمن "أعدمت" 52 علوياً في محافظة اللاذقية. وأورد، "قوات الأمن أقدمت على إعدام 52 شاباً ورجلاً علوياً في بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية"، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو تحقق المرصد من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.

ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها البعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة تولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحداً تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من مقطعي الفيديو.

وبذلك بلغت حصيلة القتلى منذ أمس الخميس 124 شخصاً على الأقل.

فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، بأنه تقرر فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين مرتبطين برئيس النظام السابق بشار الأسد والقوات الحكومية، وأضافت أن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.

وفرضت إدارة الأمن العام في مدينتي طرطوس (غرب) وحمص "حظر تجوال عام من الـ10:00 من مساء الخميس حتى الـ10:00 صباحاً (7:00 بتوقيت غرينتش)، بناء على "التوجيهات الأمنية والاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المواطنين".

وفي وقت لاحق أعلنت محافظة طرطوس تمديد حظر التجوال في مدينة طرطوس حتى يوم غد السبت الساعة 10 صباحاً، موضحة أنه "يسمح فقط بالخروج إلى صلاة الجمعة، وخلال فترة ما قبل موعد الإفطار بساعة حتى انتهاء وقت صلاة التراويح".

بدورها، أعلنت جامعة طرطوس تأجيل جميع الامتحانات التي كانت مقررة غداً إلى موعد يحدد لاحقاً.

 

تعزيزات أمنية

ومع ساعات الصباح الأولى، وصلت تعزيزات عسكرية حكومية إلى مدينتي اللاذقية طرطوس.

ولفت مصدر قيادي في إدارة الأمن العام إلى بدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة في مدن اللاذقية وطرطوس، وإلى أن " عمليات التمشيط تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتها ودعمها". وتوجه المصدر نفسه بتوجيه رسالة لمن يريد تسليم سلاحه ونفسه للقضاء "أن يسارع بذلك عبر توجهه لأقرب نقطة أمنية".

ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم البلاد أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع منذ وصوله إلى دمشق بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاماً، وتعد هذه الهجمات "الأعنف ضد السلطة الجديدة منذ الإطاحة بالأسد" في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق المرصد.

"سبب هذا التصعيد القراءة غير الصحيحة للواقع السوري"

الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وفي بيان لها، لفتت إلى أنه في ظل تصاعد حدة التوتر والاشتباكات في سوريا، بخاصة في الساحل السوري، بين قوات تابعة لسلطات دمشق وجماعات عسكرية في الساحل، "إلى أن السبب الذي أدى إلى هذا التصعيد هو القراءة غير الصحيحة للواقع السوري من قِبل السلطات في دمشق، وعدم الأخذ بالاعتبار حساسية الوضع بخاصة التنوع في المكونات والأطياف، فهكذا تصعيد يجرّ وطننا إلى حافة الهاوية، وقد يكون سبباً في ارتكاب المجازر بحق شعبنا السوري"،  وناشدت "الأطراف كافة بالتحلي بالحكمة وضبط النفس، ووقف هذا التصعيد الذي سيساهم في زيادة الفجوة بين القوى الوطنية السورية، وسيكون الشعب السوري وحده من يدفع ثمن هذه التناقضات".

أضاف بيان "الإدارة الذاتية" "لقد أكدنا مِراراً وتكراراً ان سوريا بحاجة إلى حوار وطني حقيقي لمناقشة سبل الوصول بها إلى برّ الأمان، وحل التناقضات والمشاكل العالقة بين القوى السورية".

اعتقال إبراهيم حويجة

أرسلت وزارة الدفاع السورية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، "تعزيزات عسكرية ضخمة" إلى منطقة جبلة وريفها "لمؤازرة قوات الأمن العام وإعادة الاستقرار للمنطقة".

وفي وقت لاحق نقلت "سانا" عن مصدر من إدارة الأمن العام "اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، رئيس الاستخبارات الجوية السابق في سوريا بين عامي 1987 و2002، في مدينة جبلة.

وحويجة متهم وفق المصدر "بمئات الاغتيالات" في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، بينها "الإشراف على اغتيال" الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عاماً.

وجاءت الهجمات في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن الخميس أنها تخوضها في ريف اللاذقية مع مجموعات مسلحة تابعة لمجرم الحرب سهيل الحسن، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد والذي كان يلقى تأييداً كبيراً في أوساط الموالين للأسد ويعد من أبرز قادته العسكريين.

وكانت "سانا" نقلت في وقت سابق عن مصدر أمني قوله إن "مجموعات من فلول ميليشيات الأسد" استهدفت "عناصر ومعدات لوزارة الدفاع" قرب البلدة، مما أسفر عن "مقتل عنصر وإصابة آخرين".

 

وبدأ التوتر في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.

وبدأت قوات الأمن إثر ذلك حملة أمنية في المنطقة تخللها اشتباكات مع مسلحين، قال المرصد إنه لم يتمكن من تحديد هويتهم أو الجهة التي يتبعون لها، وأفاد المرصد لاحقاً بـ"ضربات شنتها مروحيات سورية على المسلحين في بيت عانا وأحراش في محيطها تزامنت مع قصف مدفعي على قرية مجاورة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها قالت وزارة الداخلية السورية في بيان "نعرب عن تفهمنا لمشاعر الغضب الشعبي نتيجة الهجمات الإجرامية التي استهدفت أمن الوطن واستقراره"، وأضافت "نحث جميع المدنيين على الابتعاد من مناطق العمليات العسكرية والأمنية وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن".

وتابع البيان "وجهنا إلى الوحدات العسكرية والأمنية كافة بالالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، نحن اليوم على أعتاب مرحلة حاسمة تتطلب وعياً وانضباطاً لا يقبلان المساومة ولن يسمح لأية جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون".

اعتصام سلمي

وأثارت الضربات والقصف المدفعي وفق المرصد رعباً بين السكان المدنيين في المنطقة، وفي بيان نشره عبر حسابه على "فيسبوك"، ندد المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر الذي يقوده الشيخ غزال غزال، بـ "تعرض منازل المدنيين لقصف الطيران الحربي"، ودعا "أهلنا في سوريا عامة والساحل السوري بخاصة إلى اعتصام سلمي في الساحات" اليوم الجمعة من أجل "إعلاء صوت الحق في وجه الظلم"، بدءاً من الساعة الثانية بعد الظهر، في مدن عدة بينها اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص.

ونفت مصادر في وزارة الدفاع السورية لقناة "العربية" الهجوم بالمروحيات على أحياء سكنية في جبلة.

ومع شيوع مقتل عناصر من قوات الأمن يتحدر غالبيتهم من محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، معقل "هيئة تحرير الشام"، الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح بالأسد قبل ثلاثة اشهر، تجمع حشد من الشبان وسط مدينة إدلب، وفق مراسل الصحافة الفرنسية، دعماً للقيادة العسكرية، ودعت مساجد عبر مكبرات الصوت إلى "الجهاد" ضد المسلحين في الساحل السوري.

وتجمعت حشود مماثلة في مدن عدة بينها حماة وحمص (وسط) وحلب (شمال) والقنيطرة (جنوب) ودير الزرو (شرق)، "دعماً لقوات الأمن العام في مواجهة فلول ميليشيات الأسد، وبسط الأمن والأمان في جبلة وريفها"، وفق ما أوردت وكالة "سانا".

وأصدرت الطائفة العلوية في محافظة حمص بياناً أكدت فيها رفضها أي استهداف للمؤسسة العسكرية وجهاز الأمن العام في جبلة أو في أية منطقة من الساحل السوري، وأكد البيان أن استقرار البلاد وأمنها هو مسؤولية الجميع و"لا يمكن السماح لأية جهة بجرنا إلى دوامة الفوضى والتخريب".

في الأثناء قال فصيل "جيش سوريا الحرة" اليوم الجمعة أنه يجري دوريات مكثفة على طول الحدود مع العراق قرب التنف لفرض الأمن والاستقرار و"منع عمليات تهريب الأسلحة والأنشطة الخبيثة التي تهدد استقرار المنطقة ودول الجوار".

من جانب آخر قالت قوات سوريا الديمقراطية أنها تتعامل بدعم جوي من قوات التحالف الدولي مع تحركات لخلايا تنظيم "داعش" حاولت التسلل من الضفة الغربية إلى الريف الشرقي لدير الزور، حيث أوقعت إصابات في صفوف هذه العناصر.

بدء الاشتباكات

وجاء التوتر في ريف اللاذقية الخميس بعدما شنت قوات الأمن حملة أمنية في مدينة اللاذقية الساحلية منذ الثلاثاء الماضي أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين في الأقل، بحسب المرصد.

وأطلقت قوات الأمن الثلاثاء الماضي حملة في حي الدعتور بعد تعرض عناصرها لـ"كمين مسلح" نصبته "مجموعات من فلول ميليشيات الأسد"، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصادر أمنية.

وشهدت مدينة اللاذقية التي تقطنها غالبية علوية خلال الأيام الأولى بعد الإطاحة بالأسد توترات أمنية تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة، لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحياناً مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.

ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق في الثامن من ديسمبر 2024 تسجل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها، وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف "فلول النظام" السابق تتخللها اعتقالات.

ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر عن حصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار "حوادث فردية" متعهدة بملاحقة المسؤولين عنها.

السعودية تؤكد وقوفها إلى جانب الحكومة السورية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة "الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية".

وأضافت في بيان أن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب الحكومة السورية في ما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي.

ودان البيان الختامي للاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي أعمال العنف كافة التي تهدف لزعزعة استقرار سوريا، كما دعا إلى رفع العقوبات عن هذا البلد.

تركيا: القتال قد يقوض جهود السلام

بدورها، قالت وزارة الخارجية التركية اليوم إن القتال في مدينة اللاذقية يهدد بتقويض جهود تحقيق الوحدة والتضامن في البلاد. وأضافت أنه يتعين عدم السماح "لمثل هذه الاستفزازات" بتهديد السلام.

وقال المتحدث باسم الوزارة أونجو كتشلي على منصة "إكس" إن "جهوداً مكثفة تبذل لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا"، مضيفاً أن تركيا تعارض أي فعل يستهدف حق السوريين في العيش بسلام وأن أنقرة تدعم دمشق.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار