Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يرفض أباطرة العملات المشفرة فكرة ترمب لإنشاء احتياط استراتيجي؟

بعض المتعاملين يرفضون إمكانية استخدام أموال دافعي الضرائب لدعم سوق الـ"كريبتو"

السوق تتجاهل إعلان ترمب بإنشاء احتياط استراتيجي وتتجه إلى المربع الأحمر (اندبندنت عربية)

ملخص

بعض المستثمرين يراهنون على ارتفاع قياسي لـ"بيتكوين" بسبب تحركات ترمب

لاقى مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص بإنشاء احتياط استراتيجي من العملات المشفرة رفض كبار المتعاملين في سوق الـ"كريبتو"، خلال وقت تحصل الصناعة على كل ما أرادته في عهد ترمب، إذ تخلصت من الهيئات التنظيمية التي ألقت شركات العملات المشفرة عليها اللوم في جميع مشكلاتها، أو استبدلت وجوهاً أكثر ودية تتوق إلى إسقاط التحديات القانونية العالقة التي كانت تقف عقبة أمام هذه السوق النامية.

ويستضيف البيت الأبيض أيضاً مائدة مستديرة حول الصناعة هذا الأسبوع، في نوع من الاهتمام الذي لم تكن الصناعة تحلم به في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

لكن رد فعل عنيف مفاجئ ظهر من بعض قادة التكنولوجيا والعملات المشفرة البارزين، بعد أن وعد الرئيس دونالد ترمب بإنشاء "احتياط استراتيجي للعملات المشفرة"، والذي من شأنه أن يوجه الحكومة الأميركية إلى تخزين "بيتكوين" و"إيثريوم" وثلاثة رموز أخرى.

السوق تعود للخسائر بعد إعلان ترمب

لا يحب بعض المعلقين فكرة إمكانية استخدام أموال دافعي الضرائب لدعم سعر العملات المشفرة، وهي أصول رقمية مضاربة ذات قيمة أساس محدودة (قد يقول بعض إنها غير موجودة). وتساءل آخرون عن الدافع وراء إدراج ثلاثة رموز غامضة نسبياً هي "سولانا" و"أكس ريبل" و"كاردانو" والتي جرى دعم بعضها بصورة مباشرة من إدارة دونالد ترمب.

وبدا المستثمرون في جميع المجالات غير راضين عن عدم وجود تفاصيل في إعلان الرئيس ترمب الموجز على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انخفضت أصول العملات المشفرة التي يجرى تداولها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، أول من أمس الإثنين بعد ارتفاع قصير الأحد الماضي.

وغرد رجل الأعمال التكنولوجي جو لونسديل الذي وصف نفسه في هذا الموضوع بأنه مؤيد للعملات المشفرة وداعم لإدارة ترمب على نطاق واسع، قائلاً "من الخطأ فرض ضرائب عليَّ بسبب مخططات العملات المشفرة"، فيما كتب مدير تقني آخر هو مايكل بنتلي من شركة "إيلور لابس" ومقرها المملكة المتحدة على موقع "إكس"، أن فكرة الاحتياط كانت "خطأ هائلاً".

وكتب بنتلي "يشير الاحتياط الاستراتيجي الذي يشبه محفظة تجار التجزئة لعام 2017 إلى أن المسؤول الأميركي لا يفهم حقاً عرض القيمة لعملة ’بيتكوين‘ أو بقية سوق العملات المشفرة... ستشوه عملة ’بيتكوين‘ بنفس الفرشاة، مما يجعلها سياسة سلبية صافية على المدى الطويل".

وبدا أن آخرين يحدقون لرؤية الاتجاه الصعودي، إذ كتب الرئيس التنفيذي لشركة "كوين بيس" بريان أرمسترونج أنه "متحمس لمعرفة مزيد"، لكنه أشار إلى أن "عملة بيتكوين فقط ربما تكون الخيار الأفضل".

أزمة الرسوم تدفع الأسواق إلى الخسائر

وشبه عدد من الأشخاص منشور ترمب بإنقاذ الحكومة الأميركية للعملات المشفرة، وهي فئة الأصول التي شهدت للتو أسوأ شهر تداول لها منذ عامين، إذ انخفضت عملة "بيتكوين" الرائدة في السوق بنسبة 18 في المئة خلال فبراير (شباط) الماضي وهو أكبر انخفاض لها منذ يونيو (تموز) 2022، خلال حقبة "شتاء العملات المشفرة" التي تضمنت انهيار بورصة "أف تي أكس" التابعة لسام بانكمان فريد.

لكن يظل عدد من الأسئلة بلا إجابة حول الكيفية التي ستمول بها الحكومة المشروع على وجه التحديد (وما إذا كان ترمب يتمتع حتى بالسلطة القانونية لإنشائه)، حتى إن نشوة السوق الأولية تلاشت بسرعة.

وأول من أمس تراجعت أسواق الأسهم والعملات المشفرة بعد أن قال ترمب إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المئة على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ أمس الثلاثاء، وأنه "لم يعد هناك مجال" للمفاوضات. وانخفضت جميع المؤشرات الأميركية الرئيسة الثلاثة وأيضاً عملة "بيتكوين" بأكثر من تسعة في المئة خلال تعاملات جلسة أول من أمس فحسب.

وتراجعت أسواق العملات المشفرة إلى جانب الأسواق المالية الرئيسة خلال الفترة الماضية، إذ ارتفعت الأسواق أواخر العام الماضي بعد فوز ترمب في الانتخابات، وبيعت خلال الآونة الأخيرة مع تبلور واقع سياسات ترمب الاقتصادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتخلص المستثمرون من الأصول الأكثر خطورة كما يفعلون عادة عندما تبدو الأساسات الاقتصادية هشة، فيما العملات المشفرة المعروفة بأسعارها المتقلبة وندرة القيمة الأساس هي ملك هذه الأصول الخطرة، مما يثير أسئلة أكثر جوهرية حول الغرض من احتياط العملات المشفرة.

وتمتلك الولايات المتحدة احتياطاً استراتيجياً من النفط لأن النفط محدود ومفيد للغاية للحفاظ على نشاط الاقتصاد الأميركي. وتقول المتخصصة في مجال القانون في الجامعة الأميركية وإحدى المتشككين البارزين في العملات المشفرة هيلاري ألين إن العملات المشفرة ليس لديها أي شيء يدعمها.

مخاوف من تضارب المصالح في إدارة ترمب

وقالت إلين إن سعر الرمز الرقمي يتحدد بالكامل بحسب العرض والطلب، وإن شراء مجموعة من "بيتكوين" يرفع السعر بصورة مصطنعة. علاوة على ذلك، فإن الاحتياط يهيئ موقفاً سيتعين فيه على الولايات المتحدة خلال مرحلة ما تفريغ بعض ممتلكاتها. وتابعت "في اللحظة التي تبدأ فيها البيع سيبدأ السعر في الانخفاض... إنه يوضح مدى عدم جدوى الأمر برمته إذا كان لديك أي هدف آخر غير توفير سيولة الخروج للحاملين الحاليين".

ومن غير الواضح ما إذا كان اقتراح ترمب سيؤتي ثماره، لكن خلال الوقت نفسه يمكن لكلمات ترمب وحدها أن ترفع الثمن، وتثير مزيداً من المخاوف في شأن تضارب المصالح المحتمل بينه وإدارته.

ورد ديفيد ساكس قيصر العملات المشفرة في إدارة الرئيس دونالد ترمب على الاتهامات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه كان لديه تضارب في المصالح كمستثمر في "سولانا" والعملات المشفرة الأخرى. وغرد ساكس بأنه باع جميع ممتلكاته من العملات المشفرة قبل أن يتولى ترمب منصبه.

لكن ليس من الواضح ما إذا كان ساكس خضع لعملية الإفصاح المالي المطلوبة لبعض موظفي الحكومة، وليس من الواضح أيضاً ما إذا كان سيبقى في شركته "كرافت فينشرز" التي تمتلك حصصاً في شركات العملات المشفرة. ولم يستجب البيت الأبيض لطلب التعليق.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية