ملخص
خلص التحقيق إلى أن علماً مسبقاً بخطة "حماس" للهجوم لم يتم التعامل معه على أنه "تهديد قابل للتنفيذ" في ظل تقييم عد أن تركيز "حماس" منصب بصورة أكبر على "التحريض على العنف" في الضفة الغربية.
أقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، أمس الثلاثاء، بفشله في منع الهجوم غير المسبوق لحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأعلن بعد التحقيق أنه لو تصرف بشصورة مختلفة، لكان بإمكانه منع "المجزرة".
وقال رئيس الجهاز رونين بار في بيان يلخص نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه أن "التحقيق يكشف أنه لو تصرف "الشاباك" بصورة مختلفة، سواء في الأعوام التي سبقت الهجوم أو في ليلة الهجوم، من حيث الجوانب المهنية والإدارية، لكان بالإمكان منع المجزرة... لقد فشلنا".
ويأتي هذا الإقرار بعد أيام على إشارة تحقيق عسكري إسرائيلي إلى وجود إخفاقات مماثلة في حماية الإسرائيليين خلال الهجوم الذي خلف مئات القتلى وأشعل فتيل حرب مدمرة في قطاع غزة حيث قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي الأسطر الأولى من ملخص نتائح تحقيق "الشاباك"، تحمل بار مسؤولية الإخفاقات، قائلاً "بصفتي رئيساً للمنظمة، سأحمل هذا العبء الثقيل على كتفي لبقية حياتي".
لكنه أشار إلى أن الفهم الحقيقي للأسباب التي حالت دون وقف هذا الهجوم غير المسبوق يتطلب تحقيقاً أشمل يطال دور العناصر الأمنية والسياسية في إسرائيل والتعاون في ما بينها.
سياسات حكومة نتنياهو
لكن جهاز الأمن الداخلي يقول إنه لا يتحمل وحده العبء الكامل للهجوم، وألقى باللوم أيضاً على السياسات التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتبارها عوامل مساهمة، مما أدى إلى إشعال عاصفة سياسية.
وذكر ملخص التقرير أن من بين العوامل التي أسهمت في قرار "حماس" بشن الهجوم، زيارات السياسيين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى في القدس، و"معاملة السجناء، والتصور بأن المجتمع الإسرائيلي أصبح ضعيفاً بسبب الضرر الذي لحق بالتماسك الاجتماعي".
ووفق الملخص فإن التحقيق تركز على ناحيتين أساسيتين هما الأسباب المباشرة التي أدت إلى إخفاق "الشاباك" في كشف التهديد الفوري الذي تشكله "حماس"، والتطورات التي سبقت الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت إلى أن "التحقيق خلص إلى عدم وجود مؤشرات تدل إلى أن ’الشاباك’ قلل من شأن العدو"، في إشارة إلى حركة "حماس".
وأضاف الملخص "على العكس من ذلك، كان هناك فهم عميق للتهديد ومبادرات ونية لتحييد التهديد، خصوصاً باستهداف قيادة (حماس)".
علم مسبق بخطة "حماس"
وخلص التحقيق إلى أن علماً مسبقاً بخطة "حماس" للهجوم لم يتم التعامل معه على أنه "تهديد قابل للتنفيذ" في ظل تقييم عدّ أن تركيز "حماس" منصب بصورة أكبر على "التحريض على العنف" في الضفة الغربية.
في الختام، قال الجهاز إن "’الشاباك’ أخفق في التحذير من نطاق الهجوم" الذي شنته "حماس"، الذي أشعل فتيل حرب استمرت نحو 15 شهراً في غزة.
وتابع، "إن التحذير الصادر عشية السابع من أكتوبر لم يترجَم إلى توجيهات عملياتية، والرد الذي قدمه ’الشاباك’... لم يكن كافياً لمنع الهجوم الواسع النطاق أو إحباطه".
77 تحقيقاً منفصلاً
وفي التحقيق العسكري الذي تضمن 77 تحقيقاً منفصلاً في ما حدث في التجمعات السكانية وقواعد الجيش ونقاط الاشتباك المتعددة في مناطق جنوب إسرائيل المحاذية لغزة، خلص الجيش إلى وجود ثغرات في تقييماته الاستخبارية لـ"حماس"، بما في ذلك القدرات العسكرية للحركة والنوايا العامة.
وقال مسؤول عسكري أطلع وسائل الإعلام على فحوى التحقيق قبل نشره، الخميس المقبل، "لم نتخيل حتى مثل هذا السيناريو". وأشار المسؤول إلى أن الجيش لم يكن لديه "فهم شامل للقدرات العسكرية للعدو"، وإنه كان "واثقاً على نحو مفرط في معرفته".
وقال مسؤول عسكري ثان في الإحاطة نفسها "كنا مدمنين على المعلومات الاستخبارية الدقيقة"، موضحاً أنه رغم وجود دلائل تفيد بأن "حماس" تستعد للهجوم، كان تركيز الجيش منصباً بصورة كبيرة على ما يعتقد أنه معلومات دقيقة.
وبعد نشر نتائج تحقيق الجيش، قال رئيس الأركان المنتهية ولايته هرتسي هاليفي، إنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم توقع الهجوم أو وقفه.
إضافة إلى هاليفي، أعلن قائد المنطقة الجنوبية للجيش، يارون فينكلمان، استقالته. ومثله فعل رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا في أغسطس (آب) 2024.