ملخص
منذ توليه مهام منصبه رسمياً في يناير 2025 الماضي وحتى الآن أثارت زعامة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مزيداً من العواصف السياسية، حتى أن وسائل إعلام عالمية ومنها "الغارديان" البريطانية نشرت مقالات حول ما سمي بقضية قيادة "رجل مجنون" للعالم.
قبل سنوات عدة حسم أطباء نفسيون غربيون النقاش في ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب مريضاً عقلياً أم زعيماً سياسياً مختلفاً عن غيره من الزعماء. وأكد باحثون كثر أن النرجسية هي السمة الغالبة على الرئيس الحالي وهي تعد بمثابة اضطراب في الشخصية لكنه اضطراب حسن النية، لذلك كانت سماته الشخصية مفيدة للغاية له خلال الحملة الرئاسية وكان مبدعاً في عمله.
في المقابل ظهرت دراسات أخرى مثل دراسة أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة تافتس في بوسطن ناصر قائمي وهو مؤلف كتاب "جنون من الدرجة الأولى: الكشف عن الروابط بين القيادة والمرض العقلي" التي تقول إن الرئيس ترمب يعاني من أعراض الهوس الكلاسيكية، وذلك لأنه لا ينام كثيراً ولديه مستوى طاقة بدني مرتفع جداً وهو مندفع للغاية في الإنفاق، ومندفع جنسياً، وفي الوقت ذاته لا يستطيع التركيز.
عواصف سياسية
منذ توليه مهام منصبه رسمياً في يناير (كانون الثاني) 2025 الماضي وحتى الآن أثارت زعامة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مزيداً من العواصف السياسية، حتى أن وسائل إعلام عالمية ومنها "الغارديان" البريطانية نشرت مقالات حول ما سمي بقضية قيادة "رجل مجنون" للعالم.
وعلى رغم ذلك أظهرت دراسات علمية ونفسية لجامعات عالمية مرموقة أن هناك فارقاً كبيراً بين أن يكون الزعيم السياسي الذي يتولى أعلى منصب قيادي في العالم وهو رئاسة الولايات المتحدة الأميركية مختلاً عقلياً ونفسياً، وبين أن يكون شخصاً عادياً خصوصاً في بيته ومحيطه الأسري ولكنّه مصاب في الوقت ذاته بمرض جنون الزعامة.
ما هو الطبيعي؟
في عالم الزعماء السياسيين والقادة العسكريين لا يمكن معرفة من أو ما هو الطبيعي تماماً، فرئاسة دونالد ترمب الثانية تحديداً حطمت كافة المعايير التاريخية لزعامة العالم الحر، وجاء في مقالة "بي بي سي – واشنطن" عام 2019 بقلم جود شيرين أثناء ولاية ترمب الأولى المنتهية في 2021 أن دونالد ترمب ليس أول رئيس أميركي يطلق عليه اسم الرئيس غير المتماسك نفسياً وعقلياً، فالعديد من أسلافه عانوا من ظروف صحية عقلية تتراوح بين القلق الاجتماعي والاضطراب ثنائي القطب وحتى الاعتلال النفسي.
وفي هذا السياق توضح كثير من الدراسات والأفلام الوثائقية التي تنتشر على مواقع التواصل أنه يمكن حتى لأعظم قادة العالم أن ينفجروا تحت الضغط الشديد للزعامة.
الزعماء السيكوباتيون
في السياق ذاته، وجدت دراسة أجراها علماء النفس من جامعة إيموري في جورجيا عام 2012 أن العديد من الرؤساء الأميركيين أظهروا سمات سيكوباتية، بما في ذلك الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون.
ووفق الدراسة فإن الاثنين الموصوفين على أنهما أكثر اعتلالاً نفسياً قبل ظهور ترمب هما ليندون بينز جونسون وأندرو جاكسون بطل ترمب المفضل، إذ حددت الدراسة السمات السيكوباتية من قبل فريق إيموري على أنها سحر سطحي وأنانية وخيانة الأمانة والقسوة، مع حب المخاطرة وضعف التحكم في الانفعالات والخوف الشديد من النتائج.
بطل ترمب المفضل
وفق مقالة شيرين فإن الزعيم الأميركي أندرو جاكسون الشهير بصرامته وشخصيته الفظة والتي امتدت فترة زعامته من (1829-1837) هو بطل ترمب المفضل، وفي مقالة لموقع "هيستوري" على الإنترنت حول غرائب الزعماء الأميركيين الذين بلغ عددهم 46 رئيساً حتى 2024 فإن جاكسون قتل ذات مرة رجلاً في مبارزة لكنه درس القانون بعد ذلك ومارس مهنة العدالة.
إحصاءات
أحصت مواقع ومنصات على الإنترنت منها موقع "موجو" الترفيهي ما يقرب من 100 صفة غير طبيعية لرؤساء الولايات المتحدة الأميركية الـ 46 حتى 2024، كان من بينها 25 وصفت بالغرابة وبعضها وصل إلى درجة الجنون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قلة من زعماء الولايات المتحدة وصفوا بالجنون قبل ترمب، لكن ما لا يقل عن 10 منهم وصفوا بغرباء الأطوار وكثير منهم لديه تاريخ سري أو عادات غريبة، إذ ظل هؤلاء يعيشون شخصياتهم الخاصة لكن بمعزل عن السياسة الأميركية.
وكان جون أدامز يهوى السباحة عارياً، وذات مرة ابتزته صحافية فمنعته من ارتداء ملابسه حتى يوافق على إجراء مقابلة معها، أما الرئيس هربرت هوفر فكان له ابن يربي التماسيح في المنزل كحيوانات أليفة، فيما زوجته السيدة الاولى كانت تكره الحيوانات الأليفة.
حقبة ترمب
حتى نهاية ولايته الأولى في 2021 لم يعرف دونالد ترمب رسمياً بالرئيس المجنون لأن الإعلام فسر أفعاله الغريبة على أنها ناتجة من عدم خبرته في السياسة وخلفيته العقارية كرجل أعمال يتقن الصفقات التجارية، لذلك أحصت وسائل إعلام ما لا يقل عن 20 لحظة جنونية كانت فارقة في تشكيل حياة ترمب المهنية خلال رئاسته الأولى والتي تحول فيها من شخصية تلفزيونية إلى رئيس للولايات المتحدة الأميركية.
لحظات محرجة
وشملت اللحظات المحرجة طموحه بعد فوزه في انتخابات 2017 في نحت تمثال لوجهه إلى جانب أهم زعماء الولايات المتحدة الأميركية والذي اعتبر وقتها أمراً غير مقبول، وهفواته مع وسائل إعلام مثل "سي أن أن" وتصريحاته حول علاقته بابنته وبالنساء عموماً، إضافة إلى طرده بعض المعترضين على سياساته من مهرجانات خطابية، وتصريحاته عن جدار المكسيك والمواقف المحرجة التي تعرض لها أثناء مناظراته مع جو بايدن.
من جهة أخرى، شكلت تصريحاته العنيفة على منصات التواصل ومنها "تيك توك" و"تويتر" سابقاً أو منصة "إكس" حالياً التي أزيح منها قبل أن يتملكها صديقه إيلون ماسك، نقطة تحوّل في شخصيته، هذا إضافة إلى مغامراته الجنسية ومواقفه المثيرة للجدل مع بعض المشاهير مثل كاينيه ويست، وأخيراً تقسيمه للناخبين إلى قسمين الجيد منهما هو من ينتخبه فقط أو ما عرف بفضيحة "فيري فاين بيبول" التي وصفت بأنها قسّمت البلاد أكثر من أي وقت مضى، فيما توجت تلك اللحظات المحرجة بهجوم مناصريه في يناير 2021 على مبنى الكابيتول.
كان موقفه المثير للجدل حول وباء كورونا أو الوباء الصيني كما كان يسميه أساساً لإطلاق جنون زعامته نحو العالم خارج الولايات المتحدة، إذ يعد كثيرون طروحاته حول امتلاك قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول مجاورة نقطة تحول أخطر بكثير من غيرها ضمن هذه السياسة.