ملخص
مانشستر يونايتد يواصل التخبط بسقوط جديد أمام كريستال بالاس، وسط قرارات غريبة من المدرب أموريم، وغياب الحلول الهجومية، بينما تألق بالاس بفضل مهاجمه ماتيتا، مستغلاً ضعف دفاع يونايتد.
بينما كان مانشستر يونايتد يستعد لإتمام رحيل اللاعب الوحيد الذي سجل 30 هدفاً في موسم واحد منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون، استبعد المدير الفني روبن أموريم الثنائي الهجومي الذي كلف النادي 110 ملايين جنيه استرليني (135.4 مليون دولار)، واختار الدفع بلاعب خط وسط في موقع الهجوم، ثم شاهد فريقه يفشل في تسجيل الأهداف وتكبد خسارة أخرى.
وقد لخصت مباراة فترة ما بعد الظهر الكثير عن نادي يونايتد الحديث، من إهدار للمال والإمكانات والافتقار إلى المنطق، والضعف المطلق، والمردود الضعيف جداً وبشكل متزايد في ملعب "أولد ترافورد"، وقال أموريم، "النتيجة سيئة حقاً"، والحقيقة أن هذا كان أسوأ يوم له حتى الآن، على رغم المنافسة الشديدة.
وإذا لم يكن المدير الفني السابق إريك تن هاغ غريباً على الاختيارات الغريبة في المباريات، فإن قرار أموريم بإشراك كوبي ماينو كلاعب قلب هجوم كان أغرب قرار له حتى الآن، وبينما سدد ماينو كرة في القائم في أول 10 دقائق، سرعان ما تحولت هذه التجربة الغريبة إلى تجربة فاشلة.
في الوقت نفسه، أظهر كريستال بالاس مزايا المهاجم المتخصص حيث سجل جان فيليب ماتيتا هدفين، وقال المدرب أوليفر غلاسنر، "من المدهش أن يكون لديك مهاجم رقم تسعة يسجل الأهداف"، بينما يفتقر يونايتد إلى مهاجم.
لقد أصبح من المألوف أن نتساءل عما إذا كان ماركوس راشفورد سيحدث فارقاً، حيث لم يتم استخدام هداف يونايتد برصيد 138 هدفاً في المباراة الـ 13 على التوالي قبل إعارته إلى أستون فيلا، وإذا كانت قائمة فريق أموريم للمباراة بمثابة لائحة اتهام ضد جوشوا زيركزي وراسموس هويلوند اللذين تم إسقاطهما من الاختيارات الفنية للمباراة، فإن النتيجة كانت مدمرة للمدرب الذي عانى من الهزيمة الخامسة في ست مباريات بالدوري على أرضه.
وبالنسبة لفريق كريستال بالاس فقد سمح لهم الفوز الرابع في ست زيارات إلى "أولد ترافورد" بالتفوق على مضيفهم، وغنى جماهير الفريق لنظرائهم في يونايتد، "ستهبطون مع ساوثهامبتون".
لا ينبغي أن يصل الأمر إلى هذا الحد، لكن يوم يونايتد الكارثي ازداد سوءاً عندما خرج مدافعه ليساندرو مارتينيز محمولاً على محفة، وقال أموريم بينما كان يستعد لتلقي الأخبار السيئة، "أعتقد أن هذا موقف خطير"، وقد اختفى كل تفاؤل ظهر في يونايتد بسبب صفقات نهاية الأسبوع حيث ضم النادي آيدن هيفن وباتريك دورغو، اللذين تم عرضهما على أرض الملعب قبل انطلاق المباراة، وسط تعاسة أموريم وفريقه.
ومهما كانت نية البرتغالي، فإن اختياره للجناح الأيسر جاء بنتائج عكسية، وقال، "لقد اخترنا اللعب بخصائص كوبي، لم يكن الأمر ضد راسموس أو جوش"، وبدا الأمر وكأنه تصويت بعدم الثقة في الثنائي هويلوند وزركزي، بل بدا الأمر وكأنه محاولة لإثبات حاجة الفريق لضم ماتياس تيل من بايرن ميونيخ في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية.
وفي غياب أي صفقات هجومية حتى الآن، انتهى الأمر بأموريم إلى استدعاء الثنائي المستبعد بعد 70 دقيقة من الإحراج، لكن لم يتمكن أي منهما من إنقاذ الفريق، وبدا أن أموريم اختار التشكيلة الخطأ، وقدم يونايتد الأداء الخطأ فحصل على النتيجة الخطأ، وجادل أموريم قائلاً، "هذا لا يعني أنه إذا لعبت بمهاجمين، فسوف تسجل المزيد من الأهداف"، لكن الواقع أن يونايتد لعب من دون مهاجمين ولم يسجل أي أهداف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعاد المشهد غير المتوقع لماينو وهو يقود الخط الأمامي ذكريات تن هاغ الذي لعب بكريستيان إريكسن كمهاجم وهمي في أول مباراة له، وكاد ماينو أن يبدأ بشكل جيد، حيث سدد كرة في القائم في الدقيقة السادسة، وقد تراجع إلى مناطق أعمق ليربط خط الهجوم بخط الوسط، وزعم أموريم، "منحنا كوبي اتصالاً وثيقاً ووجدوا صعوبة في الضغط عليه، لقد نجحت الفكرة في تلك اللحظة"، ولكن في كثير من الأحيان، بدا ماينو كما هو، مجرد لاعب خط وسط يلعب في خط الهجوم، من دون أي إدراك لمنطقة الجزاء، أو سرعة في فتح الملعب أو غريزة التسديد لإحداث الفارق.
وقد ظهر التباين الشديد مع مهاجم حقيقي، حين رفع ماتيتا رصيده إلى ستة أهداف في خمس مباريات بالدوري، وإن كان ذلك بعد إهدار صارخ للفرص، وكان ماتيتا قد خرق مصيدة التسلل ليقابل تمريرة جيفرسون ليرما ويسدد كرة مرت بجوار المرمى، لكنه لم يتراجع واستغل فرصتين أخريين ليسجل هدفين، وقال أموريم، "لقد تعرضنا لهدفين يمكننا تجنبهما".
وحوّل ماتيتا الكرة المرتدة بعد أن سدد ماكسينس لاكروا برأسه في العارضة، بعد أن راوغ ليني يورو، ثم انطلق مونوز بحرية على الجانب الأيمن إلى وسط الملعب ليضيف ماتيتا غير المراقب هدفه الثاني، ولم يكن ماتيس دي ليخت، الذي لم يشارك سوى لبضع دقائق، قريباً من المهاجم، وقد شارك إيبيريتشي إيزي في الهدفين بعد مشاركته في المباراة كبديل، لكنه ظهر مؤثراً جداً بعد عودته إلى الملعب.
لكن بالاس كان يشكل تهديداً قبل دخول إيزي، وضرب دورغو مثالاً ديناميكياً لكيفية اللعب كظهير، ومن جانب كريستال بالاس تألق تيريك ميتشل ومونوز.
وبينما عانى ديوغو دالوت ونصير مزراوي، كانا القاسم المشترك في مجموعة من الفرص، حيث سدد مونوز بضربة رأس مرت بجوار القائم البعيد، وتصدى الحارس لتسديدة لاكروا من مسافة 25 ياردة، وسدد إسماعيلا سار من ضربة رأس بعد تمريرة ميتشل العرضية مرت بجوار المرمى.
وبما أن بالاس لعب بالرسم الخططي (3 - 4 - 3) بشكل أفضل من يونايتد، فقد كانت لديهم صلابة ساعدهم فيها لاعب سابق في "أولد ترافورد"، إذ تصدى حارس مرمى يونايتد السابق دين هندرسون لكرتين رائعتين من برونو فيرنانديز ومانويل أوغارتي في الشوط الثاني، وبما أن يونايتد سجل هدفاً واحداً في الشوط الأول في آخر 14 مباراة، فقد كان من غير المرجح أن يسجل قبل ذلك، وبالفعل جاءت أهداف الشوط الثاني من بالاس، وقال غلاسنر، "بالنسبة لي شخصياً، أشعر أنها مباراة خاصة جداً، كانت أول مباراة لي هنا في أولد ترافورد"، لكن بالاس هزم يونايتد كثيراً لدرجة أن جماهيره بدت غير مبالية، وغنت مراراً وتكراراً، "ثلاث نقاط مرة أخرى".
© The Independent