Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوريون بين ناري التمييز في تركيا والعودة للوطن

يدرك مئات الآلاف من اللاجئين أن سوريا التي غادروها لم تعد نفسها

عائلة سورية تعبر إلى سوريا من تركيا عند معبر أونجو بينار الحدودي بعد سقوط نظام في ديسمبر 2024 (رويترز)

ملخص

عانت حلب وهي ثاني أكبر مدينة شمال غربي سوريا كثيراً جراء المواجهات بين المسلحين والسلطة التي كانت مدعومة من روسيا.

منذ سقوط حكم بشار الأسد في دمشق خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، عاد أكثر من 50 ألف سوري إلى بلادهم بعدما فروا إلى تركيا، التي لا تزال تستضيف نحو 2.9 مليون لاجئ يُعرب جزء كبير منهم عن خوفهم من العودة.

في ألتنداغ إحدى الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة التركية أنقرة حيث يعيش كثير من السوريين، لا تستطيع راضية محرابي وهي أم لثلاثة أولاد بينهم طفل حديث الولادة، التفكير في العودة إلى سوريا خلال الوقت الراهن، معللة الأمر بأن "كل شيء غير مؤكد".

وتقول راضية "كان زوجي يعمل مع والدي في متجره للأحذية في حلب. ودُمر المتجر ولا نعرف شيئاً عن فرص عمل أخرى، ولا عن مدرسة للأطفال".

عانت حلب وهي ثاني أكبر مدينة شمال غربي سوريا كثيراً جراء المواجهات بين المسلحين والسلطة التي كانت مدعومة من روسيا.

موجة عنف

الحياة اليومية في تركيا ليست سهلة بالنسبة إلى السوريين الذين يتعرضون للتمييز، ولهجوم في بعض الأحيان. ويستهدفهم سياسيون بانتظام ويهددونهم بالطرد.

وخلال أغسطس (آب) 2021، طاولت موجة عنف متاجر ومنازل يسكنها سوريون في ألتنداغ.

 

 

ويتذكر باسل أحمد وهو مصلح دراجات نارية يبلغ من العمر 37 سنة الخوف الذي شعر به طفلاه اللذان يبلغان من العمر 10 وثماني سنوات، عندما حطم مهاجمون نوافذ منزله، ومع ذلك لا يفكر في العودة فوراً إلى بلاده.

ويقول باسل "ليس لدينا شيء في حلب. هنا، على رغم الصعوبات، لدينا حياة"، مضيفاً أن "طفلي ولدا هنا، ولم يعرفا سوريا أبداً".

مخاوف السوريين

من ناحية أخرى، قال الباحث المتخصص في مجال الهجرة مراد أردوغان إن "السبب الرئيس الذي دفع السوريين إلى الفرار من بلدهم كان نظام بشار الأسد"، مضيفاً "بعد سقوطه، أصبح كثر متحمسين للعودة، لكن سوريا التي غادروها لم تعد نفسها".

وأوضح أنه "لا أحد يمكنه أن يتوقع كيفية تطور الإدارة السورية الجديدة. ولا نعرف كيف ستُضمن سلطتها وإلى أي مدى ستذهب إسرائيل أو كيف ستتطور المواجهات قرب الحدود التركية"، مشيراً خلال الوقت ذاته إلى أن "غياب الأمن يشكل عائقاً كبيراً".

ويضاف إلى حال عدم اليقين هذه، الدمار الذي طال المناطق والبنى التحتية خلال حرب استمرت 13 عاماً، بينما يبقى التيار الكهربائي مقطوعاً معظم الوقت، ومن الصعب الحصول على الرعاية الصحية.

وفي مكاتب جمعية التنمية الاجتماعية التي تنظم ورش عمل ومشورات للاجئين، تعرف رهسه مهروز المراهقة البالغة من العمر 16 سنة أنها لن تتمكن من متابعة دروس الموسيقى في حلب، بعدما بدأتها في أنقرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما قرر والداها العودة إلى حلب، تقول متأسفة "كل ذكرياتي وعاداتي موجودة هنا. ولا يوجد شيء هناك، لا يوجد تيار كهربائي أو إنترنت حتى. لا أريد أن أغادر ولكن عائلتي قررت ذلك".

ويوضح مدير الجمعية إبراهيم فورغن كافلاك أن "من بين 2.9 مليون سوري في تركيا، هناك 1.7 مليون شخص دون الـ18". ويضيف أن "معظم هؤلاء ليست لديهم روابط عاطفية ونفسية واجتماعية مع سوريا"، مشيراً إلى أن "أفكارهم عن سوريا تكونت بناء على ما ترويه عائلاتهم".

ومن جانبه، يشير مراد أردوغان إلى جانب آخر من المعضلة التي يواجهها السوريون في تركيا حال قرروا العودة إلى بلادهم، وهي أن "نحو 816 ألف طفل سوري يتلقون تعليمهم في تركيا باللغة التركية".

حال عدم يقين

خلال زيارة الثلاثاء الماضي إلى تركيا في إطار جولة إقليمية، قالت المفوضة الأوروبية المسؤولة عن إدارة الأزمات حجة لحبيب إنها تدرك "حال عدم اليقين التي يشعر بها اللاجئون".

 

 

وأوضحت أن "الوضع غير مستقر. إنه متغير ولا أحد يعرف كيف سيتطور"، مضيفة "أحضرت مساعدات بقيمة 235 مليون يورو للاجئين السوريين في سوريا والدول المجاورة بما في ذلك تركيا والأردن، وجئت للقائهم ومعرفة ما يقلقهم وكيفية الاستجابة لذلك".

من جهة أخرى، يثير احتمال مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين قلقاً في القطاعات التي يعلمون فيها غالباً بأجور زهيدة أو بطريقة غير قانونية، مثل قطاع المنسوجات والبناء.

ولكن مراد أردوغان يشير إلى أن الصدمة التي قد يتعرض لها الاقتصاد التركي حال مغادرة أعداد كبيرة من السوريين، قد تؤشر إلى نهاية "استغلال هذه القوى العاملة الرخيصة" مما سيكون مفيداً لتركيا. ويقول "لا يمكننا الاستمرار وفق نموذج عمل مبني على الاستغلال".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات