ملخص
قال الرئيس الأميركي "نتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسنتحدث مع الرئيس بوتين قريباً جداً. سننظر في الأمر".
أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأربعاء أن على التكتل الاستجابة لدعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادة الإنفاق على الدفاع، فيما حذرت من التهديدات الروسية.
وقالت كالاس إن "الرئيس ترمب محق في قوله إننا لا ننفق بما فيه الكفاية. حان وقت الاستثمار"، مضيفة أن على الولايات المتحدة أن تبقى "الحليف الأقوى" لأوروبا.
وكان ترمب أشار إلى أن الولايات المتحدة تواجه أيضاً اختلالات تجارية مع الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول. وقال مكرراً تصريحات أدلى بها، أول من أمس الإثنين، إن "الاتحاد الأوروبي سيئ للغاية معنا. لذا فإنهم سيواجهون الرسوم الجمركية. إنها الطريقة الوحيدة... للحصول على العدالة".
وقال الرئيس الأميركي إن إدارته تناقش فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على السلع المستوردة من الصين في الأول من فبراير (شباط) المقبل، لأن مادة الفنتانيل المخدرة تُرسل من الصين إلى المكسيك وكندا.
وأضاف ترمب في حديثه لصحافيين في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إنه فرض بالفعل رسوماً جمركية كبيرة على الصين خلال ولايته الأولى.
في سياق آخر قال الرئيس الأميركي، إنه سيفرض عقوبات على روسيا إذا رفض رئيسها فلاديمير بوتين التفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ولم يذكر ترمب أي تفاصيل في شأن العقوبات الإضافية المحتملة. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت بالفعل عقوبات شديدة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال ترمب، إن إدارته تدرس أيضاً مسألة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، مضيفاً أن على الاتحاد الأوروبي أن يبذل مزيداً من الجهد لدعم أوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأميركي، "نتحدث مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، وسنتحدث مع الرئيس بوتين قريباً جداً. سننظر في الأمر".
وتابع أنه ضغط على الرئيس الصيني شي جينبينغ في مكالمة هاتفية للتدخل لوقف حرب أوكرانيا.
وأردف، "لم يفعل (شي) الكثير في هذا الصدد. لديه الكثير من القوة، مثلنا لدينا الكثير من القوة. قلت، يجب أن تحسم الأمر. لقد ناقشنا المسألة".
رسالة "لطيفة وملهمة"
وقال الرئيس الأميركي، إن سلفه جو بايدن ترك له رسالة "لطيفة وملهمة" داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، في استمرار لتقليد يوم التنصيب. وأضاف ترمب لصحافيين، أمس الثلاثاء، إنه فتح الرسالة مساء الإثنين، وكان يفكر في إتاحتها للجمهور. وأشار إلى أن بايدن نصحه بالاستمتاع بفترة ولايته وأكد أهمية المنصب.
وقال ترمب، "إنها رسالة لطيفة للغاية.... رسالة ملهمة قليلاً". وأضاف، "جاء فيها، 'إلى رقم 47' استمتع بها (بفترتك الرئاسية). قم بعمل جيد. من المهم للغاية أن تعرف مدى أهمية المنصب".
وقال ترمب الذي تولى ولايته الثانية في البيت الأبيض، الإثنين، إنه شعر بأنه يجب أن يسمح للناس برؤية الرسالة.
ووجد ترمب الرسالة المكتوبة بخط اليد على المكتب، أول من أمس، خلال حفل في المكتب البيضاوي بعد أن سأله صحافي عما إذا كان قد تلقى رسالة من بايدن. ورفعها أمام الكاميرات، وأظهر الرقم "47" مكتوباً بخط اليد، قائلاً إنه سيقرأها على انفراد قبل أن يقرر ما إذا كان سيكشف محتوياتها.
ترمب هو أول رئيس يخدم فترتين غير متتاليتين منذ جروفر كليفلاند في أواخر القرن التاسع عشر، وترك رسالة لبايدن عندما تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021. وقال بايدن، إنها كانت رسالة "زاخرة للغاية" لكنه لم ينشرها علناً.
وبدأ الرئيس الراحل رونالد ريغان تقليد كتابة الرسائل الحديث في عام 1989، وترك رسالة لنائبه وخليفته، جورج بوش الأب، كتب فيها "لا تدع الديوك (أحد رموز الحزب الديمقراطي) تحبطك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سحب الحماية من بولتون
كذلك أعلن ترمب، أمس الثلاثاء، أنه سحب عناصر الخدمة السرية المكلفين حماية مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، معتبراً أن هذا لا يمكن أن يستمر "مدى الحياة". وأعرب بولتون البالغ 76 سنة، الذي عمل مع ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى وكان هدفاً لمؤامرة إيرانية مزعومة لاغتياله، عن شعوره بـ"خيبة الأمل ولكن ليس متفاجئاً" من هذه الخطوة.
ودافع ترمب في تصريحات صحافية في البيت الأبيض عن قراره، واصفاً مستشاره السابق بأنه "أحمق" و"غبي". وقال "لن نوفر رجال حماية للناس لبقية حياتهم. لماذا يجب أن نفعل ذلك"، مردفاً "لا يمكنك أن تحظى بهذا طوال حياتك". وأضاف ترمب، "اعتقدت أنه شخص أحمق للغاية، لكنني استخدمته بشكل جيد، لأنه في كل مرة رآني الناس أدخل اجتماعاً وجون بولتون يقف خلفي، كانوا يظنون أنه سيهاجمهم، لأنه كان محرضاً على الحرب".
كما ألغى ترمب التصريح الأمني لبولتون، إذ اتهمه في أمر تنفيذي بالكشف عن "معلومات حساسة تعود لفترة وجوده في الإدارة" في كتاب نشره عام 2020.
من جهته، كتب بولتون في منشور على منصة "إكس" أن وزارة العدل وجهت اتهامات جنائية إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني عام 2022 "لمحاولته توظيف قاتل مأجور لاستهدافي". وأضاف أن "التهديد لا يزال قائماً اليوم، كما يتضح أيضاً من الاعتقال الأخير لشخص يحاول ترتيب اغتيال الرئيس ترمب نفسه".
وأشار بولتون إلى أنه رغم معارضته سياسات الأمن القومي للرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، فإن الأخير "اتخذ مع ذلك قراراً بتمديد حماية (الخدمة السرية) لي في عام 2021". وأضاف، "يمكن للشعب الأميركي أن يحكم بنفسه مَن الرئيس الذي اتخذ القرار الصحيح".
وأعلنت وزارة الخارجية عن مكافأة قدرها 20 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال إيراني متهم بتدبير مؤامرة اغتيال بولتون الذي شغل أيضاً في السابق منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
ويتهم المسؤولون الأميركيون إيران بالسعي إلى اغتيال ترمب انتقاماً لمقتل القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني عام 2020 في غارة أميركية بطائرة مسيرة.
I am disappointed but not surprised that President Trump has decided to terminate the protection previously provided by the United States Secret Service. Notwithstanding my criticisms of President Biden's national-security policies, he nonetheless made the decision to extend…
— John Bolton (@AmbJohnBolton) January 21, 2025
شكوى بنمية
في المقابل، تقدمت الحكومة البنمية بشكوى أمام الأمم المتحدة في شأن تهديد ترمب بالاستيلاء على قناة بنما، كما أمرت بإجراء تدقيق في عمل شركة مرتبطة بهونغ كونغ تشغل ميناءين على الممر المائي الحيوي.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشارت الحكومة البنمية إلى مادة من ميثاق الأمم المتحدة تمنع على أي عضو "التهديد باستخدام القوة أو استخدامها" ضد سلامة أراضي دولة أخرى أو استقلالها السياسي.
وحضت الرسالة التي وُزعت على الصحافيين، الأمين العام على إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، من دون طلب عقد اجتماع.
وفي خطاب تنصيبه رئيساً، أول من أمس الإثنين، كرر ترمب اتهاماته للصين بأنها تسيطر على قناة بنما من خلال وجودها المتزايد حول الممر المائي الذي سلمته الولايات المتحدة إلى الدولة البنمية في نهاية عام 1999.
وقال ترمب، "لم نسلمها للصين، بل سلمناها لبنما، وسنستعيدها".
من جهة أخرى، أعلن مكتب المراقب المالي البنمي بعد ذلك عن إجراء تدقيق شامل في شركة "موانئ بنما" بهدف "ضمان الاستخدام الفعال والشفاف للموارد العامة".
وشركة "موانئ بنما"، التي هي جزء من "موانئ هاتشيسون" التابعة بدورها لمجموعة "سي كيه هاتشيسون هولدينغ" في هونغ كونغ، تدير ميناءي "بالبوا" و"كريستوبال" على طرفي القناة.
وقال مكتب المراقب المالي، إن الهدف هو تحديد ما إذا كانت الشركة تمتثل لاتفاقات الامتياز الخاصة بها، بما في ذلك الإبلاغ عن الدخل والمدفوعات والمساهمات للدولة.
ونفى الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو تدخل أي دولة أخرى في القناة التي قال إنها تعمل على مبدأ الحياد.
وقال مولينو رداً على تهديدات ترمب، "القناة مملوكة لبنما وستظل كذلك".
ومنذ أسابيع عزز الجمهوريون ضغوطهم في شأن القناة التي تمر عبرها 40 في المئة من حركة الحاويات الأميركية، رافضين استبعاد استخدام القوة العسكرية لاستعادتها.
وتم تمديد امتياز شركة موانئ بنما لمدة 25 سنة في عام 2021. وتعد الولايات المتحدة المستخدم الرئيس للقناة، تليها الصين.
ومنذ عام 2000، درت قناة بنما أكثر من 30 مليار دولار على خزينة الدولة، بما في ذلك نحو 2.5 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية.