Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنوك كبرى تدعو من "دافوس" إلى تبني بيئة تنظيمية أقل تشددا

نبره تفاؤلية بحقبة ترمب الثانية لإزالة عبء اللوائح الثقيلة عن كاهل المصارف الأميركية

شهد ثاني أيام منتدى "دافوس" مناقشة أداء القطاع المصرفي (أ ف ب)

ملخص

شارك في مناقشات الجلسة الرئيس والمدير التنفيذي لبنك "بي أن واي ميلون" BNY روبن فينس، والرئيس التنفيذي لمجموعة "ستاندرد تشارترد انك" بيل وينترز، والرئيس التنفيذي لمجموعة "باركليز" سي أس" فينكات أكريشنان، والرئيسة التنفيذية لإدارة الأصول والثروات في "جي بي مورغان تشيس" ماري كالاهان إردوس.

تتضافر الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي والتوترات الجيوسياسية والتغيرات التكنولوجية لاختبار قدرة القطاع المصرفي على الصمود، مما يزيد من الضغوط على المؤسسات المالية للتكيف بسرعة مع نماذج أعمالها المتطورة.

وفي هذا السياق، يبرز تساؤل أساس حول كيفية تشكيل مستقبل القطاع المصرفي، إذ يبدو واضحاً أن بنوك المستقبل يجب أن تتبنى نهجاً مختلفاً جذرياً عن الماضي.

مستقبل القطاع المصرفي

اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس سادت خلاله مشاعر التفاؤل لدى البنوك بحقبة ترمب الثانية بعد تنصيبه أمس الإثنين رئيساً للولايات المتحدة، أملاً في إزاحة عبء اللوائح القليلة عن كاهل البنوك.

وكان هناك اعتراف بأن الذكاء الاصطناعي "AI" والرقمنة المالية حاضران وسيبقيان وهما في نمو، وسط تشديد على أهميتهما في تعزيز إنتاجية البنوك.

وشارك في مناقشات الجلسة الرئيس والمدير التنفيذي لبنك "بي أن واي ميلون" BNY روبن فينس، والرئيس التنفيذي لمجموعة "ستاندرد تشارترد انك" بيل وينترز، والرئيس التنفيذي لمجموعة "باركليز" سي أس" فينكات أكريشنان، والرئيسة التنفيذية لإدارة الأصول والثروات في "جي بي مورغان تشيس" ماري كالاهان إردوس، والشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف "قطر المركزي"، بينما أدارت الجلسة مذيعة "بلومبيرغ نيوز" جومانا بيرتشي.

مديرة الجلسة سألت الرئيسة التنفيذية ماري كالاهان إردوس حول القطاع المصرفي والتنظيم وما هو ومرتقب؟، فأجابت إردوس "نحن جميعاً متحمسون لبدء فعاليات دافوس 2025، وأعتقد بأن روح الحيوية حية لدينا في عالم يتغير بسرعة، وأعتقد بأن كل ذلك سينعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد الأميركي والاقتصادات حول العالم".

وأضافت إردوس "نحن نأمل كثيراً في أن نصل إلى بيئة تنظيمية أقل تشدداً، ونعلم أن اللوائح التنظيمية أمر مهم في معظم الصناعات حول العالم، ولكنها في القطاع المصرفي تُعدّ عائقاً كبيراً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالإقراض والحفاظ على استمرارية الاقتصادات العالمية.

واستطردت "إذا نظرنا إلى الإدارة السابقة وعدد اللوائح التنظيمية الجديدة والمهمة، نجد أنها تضاعفت بمقدار ثماني مرات مقارنة بإدارة ترمب السابقة، ومع ذلك، يأتي ذلك مع ملايين ساعات العمل من الأوراق والتفاصيل التي تعرقل النظام وتمنع الاقتصاد من الاستمرار في الحفاظ على دورة صحية من النمو، لذلك، نحن متفائلون بالمستقبل، ويظهر ذلك في قدرة الناس على الاستثمار في الشركات الكبرى التي ترغب في أن تصبح عامة".

وتابعت "إذا نظرنا إلى ما حدث على مدى العقود الماضية، نجد أنه قبل 30 عاماً كانت لدينا 7300 شركة عامة، بينما اليوم، لدينا 4300 فحسب، ولكن منذ 20 عاماً كانت لدينا 1900 شركة خاصة واليوم لدينا 11000 شركة".

وتساءلت ماذا يخبرنا هذا؟، لتجيب "يخبرنا أن الشركات لا ترغب في أن تصبح عامة أو لا تستطيع ذلك بسبب عبء اللوائح الثقيلة، ونأمل في أن نتمكن من تمكين الجمهور في جميع أنحاء العالم من الاستثمار في الشركات الكبرى التي تسعى إلى أن تصبح عامة".

وأضافت إردوس، "تقريباً في كل سيناريو يتطلب وجود تنظيمات، يجب أن يتعاون القطاع العام مع القطاع الخاص، إذ تُعدّ ولاية كاليفورنيا مثالاً بارزاً على ذلك، فأدت اللوائح ذات النوايا الحسنة، مثل تنظيم الغابات أو ضمان أمان المياه، إلى نتائج عكسية في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال أدى عدم تنفيذ الحرق المنظم وعدم بناء خزانات مياه جديدة منذ عام 1979 والافتقار إلى مواد بناء مقاومة للحرائق إلى الكوارث التي شهدتها الولاية".

 

وأشارت إلى أنه على المنوال نفسه، فإن نجاح أوروبا في التحول إلى الطاقة المتجددة كان لافتاً، إذ يعمل نحو 50 في المئة من القطاع الصناعي في أوروبا باستخدام الطاقة المتجددة، مستدركة "لكن هذه التحولات جلبت تحديات كبيرة، إذ أصبحت كلف التصنيع في أوروبا الآن أعلى بخمس مرات مقارنة بدول مثل الصين والهند، وأعلى بضعفين من الولايات المتحدة".

ولفتت إلى أن التحدي الآن هو إيجاد توازن بين هذه الأهداف المتضاربة مثل التنمية المستدامة والتنافسية الاقتصادية من دون التفريط في أي منهما، فهذه القضية لا تتعلق فحسب بالبنوك والتنظيمات المالية، بل أيضاً بإدارة الأنظمة الاقتصادية والبيئية بصورة فاعلة.

وقال المدير التنفيذي لبنك "بي أن واي" روبن فينس من جانبه إنه "من منظورنا، نحن نفكر في هذا الموضوع من خلال ارتباط أعمالنا بعدد من الاتجاهات الكبرى التي تحدث في العالم الآن"، مضيفاً "كما تحدثت كالاهان إردوس عن أحدها، وهو النمو، وهو أمر مهم للغاية لأن النمو يعزز القدرة على استخدام منصاتنا للخدمات المالية ودعم عملائنا أيضاً ومساعدتهم في المضي قدماً والمشاركة في هذا النمو، لذلك فنشاط أسواق رأس المال مدفوع بالنمو".

ولفت إلى أن أحد الاتجاهات الأخرى هو التوجه نحو البدائل كفئة أصول، وهو تطور مهم، فالسوق الأميركية للثروات أيضاً تعتبر تطوراً مهماً، وأن الشركات التي تركز على ما تتقنه وتبتعد مما لا تبرع فيه هو اتجاه آخر، فعندما ننظر عبر جميع هذه الاتجاهات الكبرى، هناك بوضوح فرصة للشركات مثل "علي بابا" للانطلاق إلى الأمام.

دعوة إلى تبني نهج تنظيمي متوازن

وعن دور التنظيم المتطور في صناعة الخدمات المالية، قال محافظ مصرف "قطر المركزي" الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني إن "بعد الأزمة المالية عامي 2007-2008، أصبح التنظيم أكثر تحفظاً، ومع استقرار السوق، هناك دعوة إلى تبني نهج تنظيمي متوازن، بألا يكون التنظيم مفرطاً في التساهل أو التشدد".

ويرى آل ثاني أن التكنولوجيا هي المجال الرئيس للابتكار في صناعة المالية، إذ تقدم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والـ"بلوك تشين" فرصاً وأخطاراً في الوقت نفسه.

وأشار إلى دعم المنظمين السماح للتكنولوجيا بالازدهار مع التأكد من وجود ضوابط تحمي بيانات العملاء والاستقرار المالي، مضيفاً أن الفكرة الأساسية هي أن التنظيم يجب ألا يقيد الابتكار، بل يركز على حماية مصالح البنوك والعملاء، واستطرد أنه ينبغي للمنظمين مساعدة البنوك في الاستفادة من التقنيات الناشئة بصورة آمنة من دون التأثير في استقرار النظام المالي، ويبدو أن هذا النهج التنظيمي المتوازن أمر أساس لتعزيز صناعة مالية صحية يمكنها الابتكار والنمو مع الحفاظ على الاستقرار والموثوقية.

الأهداف المتضاربة

وعن مستقبل القطاع المصرفي في بريطانيا، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "باركليز سي أس"، "إنني متفائل جداً بالنسبة إلى المملكة المتحدة، وأعتقد ؤأنها اقتصاد مفتوح للغاية واقتصاد ديناميكي ولديها مهارات رائعة، إضافة إلى مزايا ناعمة كبيرة مثل القانون واللغة والموقع والتعليم والتعلم".

واستدرك "لكنها تمتلك أيضاً كثيراً من المهارات الصلبة، إذ يُعدّ القطاع المالي أحد أبرز هذه المهارات، وهو ثاني أكبر قطاع مالي في العالم بعد نيويورك، إضافة إلى قطاعات مثل أشباه الموصلات وعلوم الحياة، لذا هناك كثير من الأشياء التي تستحق الإشادة بها في المملكة المتحدة، ولكن الأمر يعود لما ذكرته إردوس وما قاله روبن فينس وما قاله الجميع، وهو أننا نسعى إلى تحقيق النمو الاقتصادي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "نحن نحاول تحقيق هذا النمو في سياق اقتصاد حر، إذ تقوم البنوك بدور في ذلك، لكنها ليست الجهة الوحيدة التي تضطلع بهذا الدور، ونحن هنا لنقل الائتمان".

من جانبه خاطب روبن فينس، جميع المشاركين في الجلسة قائلاً "نحن جميعاً ندير منظمات كبيرة، وعندما نسعى إلى تحقيق هدف معين، نحاول ترتيب جميع العناصر المتاحة لنا لتحقيق هذا الهدف الأسمى، بالتالي، نحن نقود منظماتنا بطريقة نحاول من خلالها تنسيق جميع الأجزاء المختلفة لتحقيق هذا الهدف".

وتابع "أعتقد بأن هناك درساً هنا للقادة في مختلف الدول حول العالم عندما يفكرون في تحديد هدفهم الأسمى، فالمملكة المتحدة مثال جيد على ذلك، إذ أعلنت أن هدفها هو النمو".

الذكاء الاصطناعي والقطاع المصرفي

وعن مستقبل الذكاء الاصطناعي "AI" في القطاع المصرفي، قال روبن فينس "نحن متحمسون للغاية في شأن الذكاء الاصطناعي، ونعتقد بأنه سيؤثر بصورة جوهرية في العالم، ويمكن أن تختار تشبيهاً من الماضي، إذ يستخدم بعضهم اختراع الهاتف أو الإنترنت، لكنني أعود للكهرباء، وأعتقد بأنه أساس مثل الكهرباء من نواح عدة".

وفي مداخلة لمديرة الجلسة، قالت "يعتقد محللونا بأن عمليات تسريح الوظائف قد تصل إلى 200000 وظيفة في الأعوام الثلاثة المقبلة إلى الخمسة المقبلة"، مستدركة "لكنهم يعتقدون بأن مكاسب الإنتاجية قد تصل إلى خمسة في المئة، فكيف تفكرون في ذلك؟".

فأجاب فينس "نحن متحمسون للغاية في بنك ’بي آن واي‘ بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي، ونعتقد بأنه سيترك تأثيراً جوهرياً في العالم".

وعقبت إردوس على مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصناعة المصرفية، قائلة "إذا كنت فضولياً وتتحرك بسرعة، فستنجح في هذا المجال، وعندما تفكر في أننا ننفق 18 مليار دولار على التكنولوجيا كل عام، فإننا نستثمر ذلك عبر مختلف المجالات، فلدينا بالفعل نحو 200000 موظف مستخدمين نشطين للذكاء الاصطناعي يومياً داخل بنك ’جي بي مورغان‘".

وأضافت "ما لا أستطيع أن أظهره لكم، وفي الواقع لا أحتاج إلى أو أرغب في إظهاره، هو المدخرات التي تنشأ من خلال إزالة كل الأشياء التي تحدثنا عنها في النصف الأول من هذه الجلسة، أولاً، تقضي على الأعمال التي لا فائدة منها، ثم تبدأ بمساعدة العميل وتقديم مزيد من الرؤى له وحمايته بصورة أفضل، والتعرف إلى الأنماط التي لا تستطيع العين البشرية رؤيتها، وستكون قادراً على البقاء في مواجهة الأشرار ومساعدة جميع الرؤساء التنفيذيين الذين أراهم في هذا الجمهور في الفوز والتحرك بصورة أسرع".

وقال ونترز من "ستاندرد تشارترد بنك" إن "ظهور الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى جميع أدوات الأتمتة التي نطورها، سيتسببان في استبدال بعض الوظائف، ونحن ملتزمون تماماً إعادة تأهيل الأشخاص الذين يشغلون هذه الوظائف إلى أقصى حد يرغبون فيه في تعلم مهارات جديدة، ومعظمهم يرغب في ذلك".

وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي يعدّ ممكناً ضخماً لذلك التحسين المهاري، وسيتيح الذكاء المعزز، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، للأشخاص الذين لم يتمكنوا من اكتساب هذه المهارات بصورة رسمية، أن يتعلموها بسرعة، أو أن تكون تلك المهارات مكملة لقدراتهم الذاتية لتصبح لديهم القابلية للعمل في العالم الجديد".

اقرأ المزيد