Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"صيدنايا" أكبر سجون سوريا يكشف عن أسراره المظلمة

حرائق وسرقات وفوضى والأمن يوجه بمنع إطلاق الرصاص وإنهاء المظاهر المسلحة في الشوارع وسحبها

ملخص

فرحة خروج المعتقلين بعد عقود طويلة من الظلم والقهر لا تخفي نفسها عن كل من شاهدهم وهم ينطلقون من أكثر السجون ظلماً وتعذيباً، ومع ذلك وفي ظل ما يوصف بالاندفاع والفوضى المفرطة خرج سجناء جنائيون عليهم أحكام في سجون ومعتقلات عدة.

"ضاعت الطاسة"، عبارة تصف مشهد اليوم الأول لإجلاء السجناء وإخلاء المعتقلات في سجون نظام الأسد، فعندما دقت "ساعة الحرية" في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري تحولت خيوط الشمس المتسللة بين القضبان الحديدية إلى نهار حقيقي تحت السماء العارية، ومع وصول الثوار إلى السجون خرج كل السجناء ومن بينهم السياسيون والجنائيون في مشهد لا ينسى.

فرحة خروج المعتقلين بعد عقود طويلة من الظلم والقهر لا تخفي نفسها عن كل من شاهدهم وهم ينطلقون من أكثر السجون ظلماً وتعذيباً، ومع ذلك وفي ظل ما يوصف بالاندفاع والفوضى المفرطة خرج سجناء جنائيون عليهم أحكام في سجون ومعتقلات عدة.

الخلاص من الطاغية

يصف الناشط الحقوقي أحمد قاسمو ما حدث بـ"النصر" و"يوم الحرية"، ليس للسجناء فحسب بل لكل السوريين بعد الخلاص من طاغية حكم بلاده بقوة النار والبارود وسلط الجلادين على كل من يخالفه الرأي.

وأضاف، "كم اشتاق أهل البلد للحرية، ولعل خروج معتقلي الرأي والسجناء المعارضين لحكم الطاغية كان المطلب والمسعى الذي تحقق في نهاية المطاف، لكن لا بد من الاعتراف بأن الفوضى في اليوم الأول تسببت وعن غير قصد بإخراج سجناء عليهم أحكام جنائية، وهي غلطة سببت كثيراً من الفوضى لاحقاً، إذ عانى الشارع الدمشقي من حرائق وسرقات وصلت لنهب البنك المركزي".

 

في المقابل أفاد مصدر من قيادات حفظ الأمن فضل عدم ذكر اسمه، بالتدخل السريع لضبط الفوضى الحاصلة، خصوصاً أن لديهم توجيهات بمنع إطلاق الرصاص وإنهاء المظاهر المسلحة في الشوارع وسحبها، بحسب قوله، مضيفاً "نحتاج بعض الوقت حتى نتمكن من إنهاء كل هذه المظاهر وإعادة الحياة إلى طبيعتها، كما نحتاج في المقابل إلى تعاون الأهالي معنا".

وشهدت المدينة الأحد الماضي اقتحام مبنى التلفزيون السوري وإذاعة البيان رقم واحد في خطوة كانت الأخيرة نحو إسقاط حكم الأسد بعد انطلاق عملية "درع العدوان" في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ سقطت بيد "هيئة تحرير الشام" مدن حلب وحماة وحمص وصولاً إلى بقية المدن الجنوبية وحتى دخول عاصمة البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف بيان صادر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن "صيدنايا" عن خلوه من المعتقلين في كافة أبنيته الأبيض والأحمر، ولا صحة لوجود معتقلين عالقين تحت الأرض، وناشدت الرابطة أهالي المعتقلين والمختفين قسراً عدم التوجه إلى السجن أو التجمع داخله أو خارجه، فهذا يصعب مهمة الفرق المدنية العاملة على كشف مصير جميع المفقودين بالسجن، كما حذرتهم من ألغام في محيط السجن.

خارج "المسلخ البشري"

يشير الناشط الحقوقي قاسمو إلى فوضى استغلها أصحاب النفوس الضعيفة والخارجين عن القانون، وباتت المنازل المهجورة والفارغة، والدخول إلى بعض المفارز والأجهزة الأمنية لتخرج منها الأسلحة الفردية من رشاشات وبنادق حربية.

مقابل ذلك ظهرت مبادرات أهلية في اليوم الثاني من انتصار الثورة هدفها جمع السلاح المنتشر بين السكان في أحياء عدة من مدينة دمشق، مع حديث عن ضرورة ضبط النفس وعدم إطلاق النار، وإبلاغ الأمن الخاص بـ"هيئة تحرير الشام" عن أي مخالفات أو أعمال شغب، وحماية الأحياء السكنية بصورة جيدة.

 

وفرضت إدارة العمليات العسكرية حظر تجوال يبدأ من الساعة الرابعة عصراً ويستمر حتى الساعة الخامسة فجراً بتوقيت دمشق، في وقت تضيق حال الفلتان الأمني مع التشديد والمراقبة أمام اللصوص والخارجين عن القانون سعياً لحماية الممتلكات العامة.

وقال أحد السوريين من سكان مدينة دمشق تعرض لمحاولة سرقة سيارته من قبل مجهولين يحملون أسلحة فردية، إنه رفض تسليمهم السيارة وقال إنه سيتصل بغرفة العمليات العسكرية التي أعلنت عنها الهيئة للاستعلام والتبليغ عن أي مخالفات، "وبعد ما هددتهم بالاتصال بالهيئة فروا على الفور، وهو دليل دامغ على أنهم ليسوا من الثوار".

في الأثناء تتواصل عمليات مكثفة عن معتقلين في زنزنات تحت الأرض في سجن "صيدنايا" أكبر السجون السورية، الذي أطلقت عليه منظمة العفو الدولية قبل أعوام وصف "المسلخ البشري".

المزيد من متابعات