Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بغداد تتنفس قليلا والديوانية تثور وفضائيات الأحزاب تتجاهل الأحداث

ناشط يقول "كلما ازدادت قسوة رجال الأمن سنزداد عدداً وشراسة"

ينتظر العراقيون رفع حظر التجوال في الساعات القليلة المقبلة، بعدما تحررت بعض مناطق بغداد من الحظر جزئياً. وفتحت محطات تعبئة الوقود أبوابها قبل صلاة المغرب لتسمح للمواطنين بالحصول على قارورات الغاز للطبخ، والديزل لأصحاب المولدات ما يسمح باستمرار التيار الكهربائي الذي يعتمد بشكل أساسي عليها.

وجاء هذا الإجراء الحكومي إثر ارتفاع سعر قارورة الغاز الى 16 دولاراً بدلاً من ستة قبل حظر التجوال. كما ارتفع سعر البنزين الى ثلاثة أضعاف سعره في الأيام العادية في غضون يومين. فضلا عن توقف بعض المولدات الكبيرة عن العمل وانقطاع التيار الكهربائي لساعات عن مناطق عدة بعضها شهدت مظاهرات بأعداد صغيرة البارحة.

وبحسب قرار رئيس الوزراء العراقي فإن حضر التجوال سيرفع فجر اليوم السبت 5-10-2019 بعدما بدت ملامح تخفيف الإجراءات واضحة منذ مساء اليوم الجمعة.

فتح محطات الوقود

 وجاء الإيعاز الى نقاط التفتيش ومركبات الشرطة المنتشرة في عدد من الشوارع التي تعزل الأحياء السكنية بالسماح للمواطنين بالتزود بالوقود والغاز لتخفيف الأزمة والحؤول دون ارتفاع أسعاره بشكل أكبر مثلما حدث مع المواد الغذائية في اليومين الماضيين.

ورغم استمرار الحظر رسميا لكن المناطق التي لم تظهر فيها التظاهرات بدت أكثر تحرراً في حركتها من تلك التي تظاهر سكانها ضد الحكومة. وعلى سبيل المثال فإن مناطق حي العامل والجهاد وساحة عدن في جانب الكرخ شهدت اليوم حظراً تاماً، ولم تفتح فيها الأسواق ولزم السكان بيوتهم طوال اليوم، فيما يتحرك سكان حي الحسين وحي الأساتذة المجاورة للمناطق المذكورة بحرية أكبر في محيط حيّهم رغم قربهم من طريق المطار.

ويعوّل معظم الناس على لقاء مرتقب غداً بين أعضاء في مجلس النواب وممثلين عن المتظاهرين لإنهاء الأزمة، ولو جزئياً، ورفع حظر التجوال عن بغداد، لا سيما بعد المرونة التي أبدتها القوات الأمنية اليوم في بعض مناطق بغداد وسماحها للمواطنين بالتحرك سيراً على الأقدام.

الديوانية بعد صلاة الجمعة

وفيما تعيش معظم مدن الجنوب هدوءاً نسبياً منذ الصباح الباكر ثارت محافظة الديوانية اليوم بعد صلاة الجمعة مجدداً في مظاهرة كبيرة ارتفع عدد المشاركين فيها الى ضعف عدد متظاهري البارحة بسبب مشاركة أهالي الضحايا الذين قتلوا على يد القوات الأمنية في اليومين الماضيين في المظاهرات.

 وفيما أغلقت شرطة المحافظة جميع الشوارع المؤدية الى المبنى الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة ومجلس الديوانية هاجمت قوات التدخل السريع المعروفة باسم "سوات" المتظاهرين وأطلقت عليهم الرصاص الحي إذ سقط 30 جريحاً توفي اثنان منهم قبل صلاة العشاء، أحدهما طفل بعمر 13 سنة بحسب ما ذكرت مصادر في دائرة صحة الديوانية لـ"اندبندنت عربية" قبل قليل.

استنفار المدينة وسوء الأوضاع هناك نجم عنه تحركين الأول حكومي إذ وجه محافظ الديوانية زهير علي الشعلان قبل قليل المجالس المحلية في الديوانية بفتح أبوابها أمام المتظاهرين وسماع طلباتهم وإرسالها بشكل مباشر الى لجنة شؤون المواطنين في مكتبه الخاص. وتعهد في حديث شفوي أمام أعضاء المجالس بحل تلك المشكلات ورفع الطلبات التي لا يستطيع تنفيذها الى مكتب رئيس الوزراء العراقي بشكل مباشر.

أما التحرك الثاني فكان من جانب النقابات والمنظمات المحلية التي ناقشت مساء اليوم مقترحاً يقضي بتقديم طلب الى الحكومة المحلية لحماية المتظاهرين والتوقف عن استهداف المدنيين بالرصاص الحي ومنع اعتقال الشباب المتظاهرين وإيداعهم في السجون.

أحد الناشطين في نقابة المعلمين قال "كلما زادت القوات الأمنية من قسوتها في التعامل مع المتظاهرين ازداد المتظاهرون شراسة وازداد عددهم إذ استخدم متظاهرو الديوانية اليوم، ومعظمهم شباب تحت سن العشرين، أحجار البناء (الطابوق) لضرب القوات الأمنية كما استخدموا مصابيح النفط بفتائل مشتعلة ورموها باتجاه القوات الأمنية".

وأضاف "معظم المتظاهرين كانوا يهتفون بالثأر للضحايا وهو تطور خطير لذا يتوجب أن تتدخل الحكومة المحلية لإنهاء الأزمة وحماية المتظاهرين".

متظاهرو الديوانية كانوا يتوقعون أن تتضمن خطبة ممثلي المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني اليوم شيئاً صريحاً حول "تحريم ومنع استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين" بحسب والد أحد الضحايا في المدينة لكن عدم اتخاذ موقف مساند للضحايا شجع أهالي الشباب الخمسة الذين سقطوا أمس في المدينة وأصدقاؤهم على المشاركة في التظاهرات وجمع أكبر عدد ممكن من الناس اليوم.

الاحزاب في واد آخر

وفيما انشغل الشارع العراقي اليوم بالحديث عن المظاهرات، انشغلت معظم الفضائيات التابعة للأحزاب السياسية بنقل وقائع التحضير للزيارة الأربعينية والخدمات التي تقدمها المواكب الحسينية للزوار ولم تنشر أية تفاصيل عن المظاهرات أو الحظر المفروض على المناطق السكنية، ونشر بعض المدونين تغريدات قصيرة على تويتر فيما غابت الفيديوهات والصور بشكل كامل عن الفيسبوك بسبب ضعف الإنترنت.

المزيد من العالم العربي