Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يستطيع ساكا تحطيم الرقم القياسي الأغرب في الدوري الإنجليزي؟

قدم 7 تمريرات حاسمة في نفس عدد المباريات التي خاضها منذ بداية الدوري الإنجليزي الممتاز فهل يهدد السجل التاريخي لهنري وكيفين دي بروين بـ20 صناعة في موسم واحد؟

بوكايو ساكا لاعب المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ونادي أرسنال (أ ف ب)

ملخص

تألق ساكا في لفته الافتتاحية بالدوري الإنجليزي الممتاز ينذر بالخطر على الرقم التاريخي المسجل باسم تييري هنري وكيفين دي بروين

السباق نحو تحقيق أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز غريب وغير متوقع، وغالباً ما يتأثر بعوامل خارجة عن سيطرة المنافسين، وهو أيضاً رقم قياسي صمد لأكثر من 20 عاماً أو منذ نفذ تييري هنري تمريرته الحاسمة الـ20 في موسم (2002 - 2003)، ومنذ ذلك الحين لم يعادل رقم هنري سوى كيفين دي بروين على مدار 38 مباراة في موسم (2019 - 2020) لكن هذا الرقم تعرض للتهديد سنوياً تقريباً على مدار العقدين الماضيين.

هذا الموسم يبقى المتصدر المباشر، الذي انطلق بقوة منذ البداية هو بوكايو ساكا الذي نفذ سبع تمريرات حاسمة خلال أول سبع مباريات في بداية استثنائية، وهو على بعد تمريرتين حاسمتين من معادلة إجمالي حصيلته في الموسم الماضي، وقد عادل بالفعل إجمالي تمريراته الحاسمة في موسم (2021 - 2022) وهو الموسم الذي شارك فيه أساسياً في كل مباريات الموسم البالغ عددها 36 مباراة.

وتشير تمريرات ساكا الحاسمة في فوز أرسنال بنتيجة (3 - 1) على ساوثهامبتون إلى أن الجناح المهاجم يواصل إضافة أدوات جديدة إلى لعبته، وإضافة إلى أهدافه وتهديده المستمر تقريباً على الجهة اليمنى، فإن أسلوب تسديد ساكا للكرات الثابتة أصبح الآن من بين الأفضل في الدوري، وبينما فتح اللاعب البالغ من العمر 23 سنة جبهة مدمرة بعد دخوله إلى العمق الهجومي لفريقه أصبح هذا هو السلاح الذي استخدمه لتمرير الكرة إلى غابرييل مارتينيلي في العودة بالنتيجة ضد ساوثهامبتون.

وبصفته مهاجماً متكاملاً ومسدداً للكرات الثابتة لفريق ينافس على اللقب، ونادراً ما يفوت مباراة، قد يجد ساكا قريباً أن سجل التمريرات الحاسمة في الأفق، فقد قطع بالفعل ثلث الطريق نحو الرقم القياسي بعد أقل من ربع الطريق في ما يخص عدد المباريات مقارنة بإجمالي الموسم، وحتى لو تراجع مسار ساكا الحالي قليلاً، فإن طريقة افتتاحه الموسم مع أرسنال تشير إلى أنه قد يجعل من هذا الرقم تحدياً خاصاً.

لكن ساكا ليس أول لاعب ترتفع أرقامه في التمريرات الحاسمة بصورة كبيرة خلال أول شهرين من الموسم، بل في الواقع أصبح من الطبيعي أن يبدأ أحد أبرز مهاجمي الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم بحصيلة خصبة في ما يخص الجانب الإبداعي، إذ بدأ دي بروين في عام 2022 الموسم بتسع تمريرات حاسمة في تسع مباريات، ووصل محمد صلاح إلى تسع تمريرات حاسمة في 15 مباراة في عام 2021، وفي العام السابق كان هاري كين يمتلك 10 تمريرات حاسمة في 11 مباراة، وبالعودة إلى الوراء كان مسعود أوزيل يمتلك 15 تمريرة حاسمة في 17 مباراة في عام 2015، وسيسك فابريغاس 13 تمريرة حاسمة في 18 مباراة في عام 2014.

من بينهم جميعاً نجح بعض أفضل اللاعبين المبدعين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز في اجتياز النصف الأول من الموسم ودخلوا ديسمبر (كانون الأول) وهم يجمعون التمريرات الحاسمة بمعدل جعل سجل هنري يبدو محفوفاً بالأخطار، وفي بعض الأحيان بدا أن تمريرات هنري الـ20 كانت هدفاً يمكن تحقيقه لدرجة أنه كان معرضاً لخطر المحو تماماً بالطريقة نفسها التي حدث بها كسر إيرلينغ هالاند للسجل التهديفي في موسم واحد.

ولكن كما جال في خاطرك الآن فإن السباق نحو معادلة الرقم القياسي في التمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز غريب وعرضة للتغيير المتقلب، فإذا كانت منافسات أولئك الذين سجلوا أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز كل موسم مصفوفة على خط البداية كما حدث في نهائيات سباق 800 متر في الألعاب الأوليمبية فإن ما ستراه هو ضبابية من اللفات الأولى السريعة بصورة مذهلة تليها سلسلة من الانهيارات بعد صوت جرس منتصف الطريق، وفي كل عام تقريباً تكون وتيرة اللفة الأولى غير مستدامة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غالباً ما يكون لتحديات جدول كرة القدم المزدحم تأثيرها، إذ تتراكم المباريات ويسهم التعب أو الإصابات في فقدان التألق، وعلى سبيل المثال شهد دي بروين وصلاح بدايتهما السريعة ثم توقفا تماماً عن صناعة الأهداف في فترة منتصف الموسم قبل وبعد كأس العالم الذي جاء في منتصف الموسم وكأس الأمم الأفريقية في الموسم التالي، وفي بعض الحالات بذلت الفرق المنافسة جهوداً أكبر لإغلاق تهديدات معينة، مثل شراكة كين مع سون هيونغ مين، حين قدم الكوري سبع تمريرات حاسمة لقائد إنجلترا في أول ست مباريات من الموسم.

في أمثلة أخرى، قد تبدو الطفرات غير قابلة للتفسير، إذ سيظل موسم (2015 - 2016) في كرة القدم الإنجليزية إلى الأبد باعتباره العام الذي فاز فيه ليستر سيتي بالدوري، ولكن بالنسبة لمشجعي أرسنال، كان هذا هو الموسم الذي أهدر فيه فرصة ذهبية لاستعادة اللقب، وانعكس تراجعهم في النصف الثاني من الموسم على الركود الدرامي لأوزيل، إذ قدم تمريرتين حاسمتين فقط بين بداية يناير (كانون الثاني) ونهاية أبريل (نيسان) بعد تقديم 15 تمريرة حاسمة قبل بلوغ العام الجديد.

ومع ذلك استمر أوزيل إلى حد كبير في خلق الفرص بمعدل مماثل، ولم ينجح الألماني في الوصول إلى الرقم القياسي لعدد التمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك العام، لكنه لا يزال يحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من الفرص في موسم واحد، بواقع 146 فرصة، وربما كان الانخفاض الأكثر أهمية في ذلك العام من نصيب المهاجم أوليفييه جيرو، الذي لم يسجل أي هدف في 15 مباراة متتالية من يناير إلى مايو (أيار) في الدوري الإنجليزي الممتاز.

واذا كان هناك عنصر من العشوائية في اللعب، فإن مواسم حاملي الرقم القياسي للتمريرات الحاسمة يمكن أن تكون مفيدة، إذ أنهى دي بروين وهنري الموسم بـ20 تمريرة حاسمة وجوائز لاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين في عامي 2020 و2003 على الترتيب، أثناء اللعب مع الفريق الذي احتل المركز الثاني في الدوري، كما شهد كلاهما انفجارات ملحوظة نحو نهاية الموسم، وبالنسبة لدي بروين تعافت أرقامه من ركود الشتاء بعد تعليق الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب جائحة "كوفيد-19" وبمجرد عودة الدوري بعد شهرين ومع فوز ليفربول باللقب بالفعل، أنهى دي بروين العام بأربع تمريرات حاسمة في ست مباريات، ليعادل الرقم القياسي.

إن موسم هنري الذي قدم فيه 20 تمريرة حاسمة هو أكثر إثارة للإعجاب بمجرد أن تفكر في أن المهاجم الفرنسي سجل أيضاً 24 هدفاً، وكان يلعب في وقت لم يكن فيه عدد التمريرات الحاسمة مثيراً للإعجاب والهوس كما هي الحال الآن، وهو سحر أشعله انتشار لعبة "فانتازي" الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالنسبة لهنري كان الرضا التام عن مساعدة زميله في الفريق هو الدافع وراء تمريراته الحاسمة الثمانية خلال المباريات الأربع الأخيرة من الموسم، كما كان هنري في معركة مع رود فان نيستلروي لاعب مانشستر يونايتد على الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل المباراتين الأخيرتين، لكنه استمر في تقديم التمريرات لزملائه في الفريق عندما كان بإمكانه تسجيل الأهداف بنفسه.

وكما قال الفرنسي لاحقاً لصحيفة "غارديان"، "بالنسبة لي، فإن أجمل شيء هو تمرير الكرة عندما تكون في وضع يسمح لك بالتسجيل. أنت تعلم أنك جيد بما يكفي للتسجيل، لكنك تمرر الكرة، وتشارك". وربما مع استعداد ساكا لمواصلة لفته الافتتاحية في الدوري الإنجليزي الممتاز، هذه هي النصيحة الأكثر قيمة التي يجب اتباعها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة