Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاصيل جديدة عن عملية "البيجر": التخطيط بدأ منذ 9 سنوات

بدا العرض الذي قدم لـ"حزب الله" مناسباً تماماً لحاجات عناصره من خلال أجهزة مصممة لتحمل ظروف ساحة المعركة وبتصميم مقاوم للماء وبطارية ضخمة يمكن أن تعمل لأشهر دون الحاجة إلى شحنها

أعضاء من حزب الله يحملون نعش أحد المقاتلين الذين قُتلوا في 17 سبتمبر في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ ب)

ملخص

أعجب قادة "حزب الله" بهذا الجهاز إلى الحد الذي جعلهم يشترون 5 آلاف جهاز منه وتوزيعه على المقاتلين من المستوى المتوسط بدءاً من فبراير الماضي.

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عما قالت إنه تفاصيل العملية السرية التي نفذها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، والتي استهدفت "حزب الله" من خلال تفخيخ أجهزة النداء (البيجر)، وأسفرت عن قتل وجرح 3000 عضو ومدني من "حزب الله" عند تفجيرها في الـ 17 من سبتمبر (أيلول) الماضي. الصحيفة ذكرت أن الرواية التي تقدمها، بما في ذلك عديد من التفاصيل الجديدة حول العملية، هي من مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين وعرب وأميركيين مطلعين على الأحداث، إضافة إلى مسؤولين لبنانيين وأشخاص مقربين من "حزب الله"، والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

بدايات العملية

"واشنطن بوست" قالت إن التخطيط للعملية بدأ منذ عام 2022، وسط فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وأضافت أن الموساد كان يعمل لسنوات لاختراق الحزب من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين البشريين، لكن الحذر الكبير الذي أظهره الحزب في شأن تعرضه للمراقبة والاختراق الإسرائيليين، حتى من الهواتف المحمولة العادية، ولد فكرة إنشاء نوع من الاتصالات الخبيثة (حصان طروادة).

الجزء الأول من الخطة، بحسب الصحيفة، كان من خلال إدخال الموساد لأجهزة اتصال لاسلكية مفخخة (ووكي توكي)، إلى لبنان منذ عام 2015. احتوت هذه الأجهزة على متفجرات مخفية ونظام إرسال يمنح إسرائيل إمكانية الوصول الكامل إلى اتصالات "حزب الله".

وعلى مدى تسع سنوات اكتفى الإسرائيليون بالتنصت على "حزب الله"، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى قنابل في أزمة مستقبلية، لكن بعد ذلك جاءت فرصة جديدة ومنتج جديد. أجهزة "بيجر" مزودة بمتفجرات قوية. وفي مفارقة لن تتضح إلا بعد أشهر عديدة، قالت "واشنطن بوسطت"، سينتهي الأمر بـ"حزب الله" إلى دفع أموال غير مباشرة للإسرائيليين مقابل قنابل من شأنها أن تقتل أو تصيب عديداً من عناصره.

الخدعة

لأن قادة "حزب الله" كانوا على دراية بالتخريب الإسرائيلي المحتمل، لم يكن من الممكن أن تأتي أجهزة الاتصال اللاسلكي بطبيعة الحال من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي حليف آخر لإسرائيل. الفرصة جاءت عندما عزم "حزب الله" على شراء كميات كبيرة من أجهزة "البيجر" التي تحمل علامة "أبولو" التايوانية، وهي علامة تجارية معروفة وخط إنتاج يتم توزيعه في جميع أنحاء العالم ولا توجد روابط واضحة مع المصالح الإسرائيلية.

 

الصحيفة الأميركية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، قالت إن الشركة التايوانية لم تكن على علم بالخطة. وفي أوائل عام 2023، جاء عرض المبيعات من مسؤول تسويق موثوق به من قبل "حزب الله" وله صلات بـ"أبولو". المسؤولة التسويقية، وهي امرأة رفض المسؤولون الإسرائيليون الكشف عن هويتها وجنسيتها، كانت مندوبة مبيعات سابقة في الشرق الأوسط للشركة التايوانية التي أسست شركتها الخاصة وحصلت على ترخيص لبيع أجهزة "البيجر" التي تحمل العلامة التجارية "أبولو".

مسؤولة التسويق نجحت حينها في إقناع مسؤولي "حزب الله" بشراء جهاز "البيجر" AR924، والتي قالت إن الجهاز التي تبيعه هو نسخة محسنة من النموذج الأصلي الذي تقدمه الشركة الأم لما يحتويه من بطارية أكبر يمكن أن تدوم لفترة أطول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"واشنطن بوست" قالت إن مسؤولة التسويق هذه لم تكن على علم بالعملية، أو أن أجهزة "البيجر" يتم تجميعها فعلياً في إسرائيل تحت إشراف الموساد. الصحيفة ذكرت أن بطارية الجهاز كانت تخفي كمية ضئيلة من المتفجرات القوية المخفية بعناية شديدة لدرجة أنه كان من غير الممكن تقريباً كشفها، حتى لو تم تفكيك الجهاز وبأن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن "حزب الله" فكك بعض أجهزة "البيجر"، وربما قام بفحصها بالأشعة السينية.

ضمان أكبر قدر من الأضرار

الصحيفة الأميركية ذكرت أنه ولضمان تحقيق أقصى قدر من الأذى عند تفجير أجهزة "البيجر"، تم تصميم إطلاق عملية التفجير من خلال تنبيه المستخدم بأن رسالة مشفرة قد وصلت إلى الجهاز. وحيث يتطلب فتح الرسائل من هذا النوع الضغط على زرين معاً، مما يعني أن المستخدم يحتاج إلى كلتا يديه. بالتالي عند التفجير ستتعرض أيدي المستخدمين للإصابة، مما يمنعهم من القتال لاحقاً.

المزيد من متابعات