ملخص
لقد أظهر الناخبون في استطلاعات الرأي منذ أشهر رغبتهم في أن يمثلهم مرشح أصغر سناً، بالتالي فإن اختيار حاكم ديمقراطي شاب من ولاية رئيسة يمكن أن يمثل تهديداً للمرشح الجمهوري الذي سيبلغ 82 سنة في نهاية فترة ولاية ثانية محتملة
يؤثر انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) أيضاً في حملة خصمه الجمهوري دونالد ترمب، الذي يعتبره هدفه الديمقراطي المفضل.
لأشهر عدة ركز دونالد ترمب وحلفاؤه على المخاوف في شأن صحة الرئيس المنتهية ولايته البالغ 81 سنة، وشاركوا مقاطع فيديو لكل تلعثم وخطأ وتعثر في تصريحاته.
وقال المرشح الجمهوري على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" بعيد إعلان الانسحاب "جو بايدن لم يكن مؤهلاً لأن يكون مرشحاً للرئاسة وبالتأكيد ليس مناسباً للخدمة"، لكن على الجمهوري، الذي نجا من محاولة اغتيال، أن يقوم بتحول استراتيجي.
"نبأ سيئ لترمب"
يعتبر هنري أولسن من مركز "إثيكس أند بابلك بوليسي" المحافظ في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "هذا نبأ سيئ لترمب"، ويشير المحلل السياسي إلى أنه قبل إعلان انسحاب بايدن كان الأخير "يحظى بأدنى مستوى من الموافقة على الإطلاق تم تسجيله في استطلاعات الرأي لولاية أولى وسنه عائق لا يمكن تجاوزه"، ويضيف "من الأفضل لترمب أن يخوض الانتخابات ضده بدلاً من أي منافس محتمل آخر".
وإذا كانت حملة الجمهوريين قللت حتى الآن من فرص مثل هذا الانسحاب، فقد عمل مسؤولوها أخيراً خلف الكواليس على أفضل أساليب مهاجمة المرشح الديمقراطي البديل: نائبة الرئيس كامالا هاريس.
من المتوقع أن تدخل السيناتور السابقة عن ولاية كاليفورنيا البالغة 59 سنة، التي أصبحت أول امرأة وكذلك أول شخص أسود وآسيوي يتولى منصب نائب الرئيس، في منافسة مع شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح.
انتقد فريق حملة دونالد ترمب أمس الأحد هاريس، بعد أن دعمها بايدن للترشح عن الحزب الديمقراطي، قائلاً إنها ستكون "أسوأ" من الرئيس المنتهية ولايته.
وقالت الحملة في بيان "ستكون هاريس أسوأ بالنسبة إلى شعبنا من جو بايدن، لقد كانت هاريس عامل التمكين الرئيس لجو الفاسد طوال هذا الوقت، إنهما يملكان سجلات بعضهما بعضاً، ولا يوجد اختلاف بين الإثنين".
قرار وطني
أما نائبة الرئيس فأشادت بالقرار "الوطني" الذي اتخذه بايدن بعدم الترشح، وأضافت هاريس في بيان "يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به، سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي - وتوحيد أمتنا - لهزيمة دونالد ترمب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال دونالد ترمب أخيراً "سأترشح وأقوم بحملة، سواء كانت ضده أم ضد أي شخص آخر"، في إشارة إلى استطلاعات الرأي التي منحته أيضاً أفضيلة ضد عدد من الديمقراطيين الآخرين.
وقال جيسون ميلر، أحد أقرب مستشاري المرشح الجمهوري، خلال المؤتمر في ميلووكي، إن الحملة "لن تتغير بشكل جوهري"، وأضاف "سواء كان جو بايدن أم كامالا هاريس أم أي ديمقراطي يساري متطرف آخر، فإنهم جميعاً مسؤولون عن تدمير اقتصادنا وانهيار حدودنا".
لقد أظهر الناخبون في استطلاعات الرأي منذ أشهر رغبتهم في أن يمثلهم مرشح أصغر سناً، بالتالي فإن اختيار حاكم ديمقراطي شاب من ولاية رئيسة يمكن أن يمثل تهديداً للمرشح الجمهوري الذي سيبلغ 82 سنة في نهاية فترة ولاية ثانية محتملة.
ومن المحتمل أن يشكل ترشيح كامالا هاريس خطراً أيضاً لأنها قد تجتذب مزيداً من الناخبات اللاتي يصوتن تاريخياً أكثر من الرجال، ويشكلن نقطة ضعف للحزب الجمهوري.
ومن شأن ترشيحها أيضاً أن يمنح الديمقراطيين فرصة لإعادة تعريف هذه الحملة الرئاسية في مؤتمر الحزب في أغسطس (آب)، باعتبارها صراعاً بين ثقافتين متناقضتين.
في حال حصولها على بطاقة الترشح ستواجه المدعية العام السابقة أول رئيس يدان في محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وما زال ملاحقاً في قضايا أخرى، إضافة إلى ذلك جسدت كامالا هاريس الدفاع عن حق الإجهاض في إدارة بايدن، وهو موضوع مثير للجدل تضرر منه الحزب الجمهوري سابقاً في صناديق الاقتراع.
نتائج أفضل
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن كامالا هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد دونالد ترمب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما الانتخابات.
لكن نائبة الرئيس تشغل المنصب، مما يعني أن دونالد ترمب سيكون قادراً على مهاجمتها على سجل جو بايدن نفسه، وخصوصاً في ما يتعلق بمسألة الهجرة.
وطرحت أسماء عدد من النجوم الصاعدين في الحزب الديمقراطي كبدائل لهاريس، ومن بينهم حكام الولايات جوش شابيرو (بنسلفانيا) وغريتشين ويتمير (ميشيغان)، وغافين نيوسوم (كاليفورنيا).
الثابت أنه أياً يكن مرشح الحزب الديمقراطي، فإنه لن ينجو من هجمات الملياردير الشرسة.