Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سمح أسلوب أتالانتا بتألق أديمولا لوكمان أخيرا؟

وضعت ثلاثية نهائي الدوري الأوروبي ختماً لأفضل 15 هدفاً في مسيرته

أديمولا لوكمان مهاجم أتالانتا الإيطالي يحمل كأس الدوري الأوروبي لكرة القدم بعد تسجيل ثلاثية في باير ليفركوزن بالمباراة النهائية (أ ف ب)

ملخص

سجل لوكمان ثلاثية في شباك باير ليفركوزن ليقطع سلسلة تاريخية من اللاهزيمة ويهدي أتالانتا لقباً أوروبياً تاريخياً

قبل نهائي الدوري الأوروبي أمس الأربعاء في دبلن فعل جيان بييرو غاسبريني ما كان يفعله مع أديمولا لوكمان طوال الموسم، إذ كان يوضح لجناح أتالانتا المكان الذي يريده أن يهاجم منه بالضبط، وأين يمكن أن يؤذي الخصم.

شرع لوكمان في إلحاق الضرر بباير ليفركوزن أكثر مما فعل أي لاعب أمام أي منافس في أي نهائي أوروبي منذ عام 1975، إذ سجل النيجيري أول ثلاثية في مباراة نهائية منذ 49 عاماً، ولم يقتصر الأمر على عدد الأهداف فحسب بل على الجودة، فقد تصاعد تألقه في كل هدف بطريقة مختلفة، ليصل إلى ذروته مع ذلك الهدف الثالث الذي وضع الكرة فيه في الزاوية العليا لمرمى الفريق المنافس.

وبعد إنجاز بهذا الحجم كان لوكمان متواضعاً، وأشار إلى كيف قام غاسبريني بتبسيط طريقة لعبه، مما سمح للمهاجم بما وصفه قائلاً "تحويل أسلوبي إلى شكل مختلف"، وأعرب غاسبريني عن سعادته بالأداء الذي انعكس بشكل جيد على لوكمان، وكذلك على أتالانتا كناد.

وقال المدير الفني "لم يتخيل أحد أنه يستطيع تحقيق هذا القدر من التقدم، لم يكن غزير الإنتاج التهديفي في إنجلترا، لقد لعبت به في دور هجومي أكثر قليلاً، وقضى عاماً رائعاً هذا الموسم، لقد حقق الليلة شيئاً سيبقى في سجلات تاريخ كرة القدم".

بل أن الأمر أكثر من ذلك، إذ جاء تألق لوكمان الجميل بعد حال عدم اليقين في وقت سابق من حياته المهنية، مما أدى إلى إحباطه كلاعب واعد للغاية، كانت مسيرته لا ترقى إلى مستوى إمكاناته.

تتناقض قصص عدم الموثوقية وصعوبة العمل مع الروايات التي تتحدث عن إصراره على القيام بمعسكرات ما قبل الموسم في "كرويدون" مع لاعبين شباب آخرين من لندن، إذ استمتع الجناح المولود في واندسوورث بتعليمه في كرة القدم في تشارلتون أثليتيك قبل أن ينتقل بين إيفرتون ولايبزيغ، مع فترات إعارة غير ناجحة في كل من ليستر سيتي وفولهام، وكان لوكمان لاعباً يحتاج إلى التوجيه.

وهنا تكمن أهمية "الوضوح" و"الكثافة" التي يتمتع بها غاسبريني، كما قال اللاعب نفسه، إذ كان لوكمان عازماً على تغيير المسار، والبدء في مسار مختلف، وساعد التحول الدولي من إنجلترا إلى نيجيريا في جلب التركيز والشعور الأكبر بالمسؤولية، وهذا يعني أنه كان يعمل مع غاسبريني في الوقت المناسب تماماً وكان جاهزاً للانطلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعد أداء لوكمان بمثابة شهادة جودة فريق الكشافين والصفقات في أتالانتا الذي يوصف بأنه واسع الحيلة، وبينما جعل النيجيري نفسه في مركز الصدارة، كان ذلك جزئياً بسبب خسارة النادي لكل من راسموس هويلوند وجيريمي بوجا ولويس مورييل ودوفان زاباتا ومريح ديميرال في العام الماضي.

لقد كانوا أيضاً من دون مارتن دي رون في نهائي الدوري الأوروبي التي تحولت إلى أعظم ليلة في تاريخ أتالانتا، وما وصفه غاسبريني بالذروة، وكانت هذه مجرد مكافأة لما يعد أفضل نادي يديره الإيطالي منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

لقد ضمن غاسبريني أن يبني أتالانتا على سمعته في تطوير اللاعبين من خلال إضافة عين براين كلوف في ضم الصفقات الجديدة، وسعى إلى التأكد من أن الجميع هناك تجاوزوا الإنجاز بشكل كبير ليصبحوا أكثر بكثير من مجرد مجموع أجزائهم، وهي أشياء عتيقة وسط عصر حديث.

يجمع غاسبريني بين هذا النهج الرائع والمغامرة الحقيقية والاستعداد المبهج لتحمل الأخطار من خلال نظام الضغط بلاعب على لاعب "رجل لرجل". وتحدث تشابي ألونسو عن كيفية استعداد باير ليفركوزن للمباريات لكنهم لم يتمكنوا من مجاراة قوة أتالانتا.

وهناك حكاية أخلاقية وراء كل هذا، التي تناولها رجل نبيل مثل غاسبريني بطريقة متواضعة.

وقال غاسبريني "الفوز مع أتالانتا هو أحد القصص الخيالية في كرة القدم التي نادراً ما تحدث، إنه يعطي مجالاً للجدارة، فلا يزال هناك مجال للأفكار وليس من الضروري اللجوء إلى المال البارد والصعب".

حتى أن هناك إشارة إلى الأسابيع المؤلمة لعام 2020 عندما أصبحت بيرغامو واحدة من أولى الأماكن المتضررة من جائحة فيروس كورونا في أوروبا.

وأضاف "لن نكون قادرين على التخلص من كل هذا الألم، لكننا رسمنا ابتسامة على وجه شعب بيرجاماسكو".

ومن المؤكد أن هذا يمكن رؤيته في دبلن، إذ كانت هناك صورة للتواصل بين اللاعبين والنادي والمشجعين، وركض جميع الموظفين إلى لوكمان في اللحظة التي انتهت فيها المباراة، قبل أن يقضوا ما يقرب من ساعة أمام جماهيرهم الصاخبة التي سافرت معهم.

كانت هناك عناصر أخرى تفرح القلب في ما يتعلق بليلة جيدة لكرة القدم بشكل عام.

وبقي ليفركوزن، الذي حصل بالفعل على لقب ألماني تاريخي ولا يزال بإمكانه الفوز بالثنائية، في الملعب ليقيم ممر شرف لأتالانتا، ومن المثير للإعجاب أيضاً أن عدد من أنصارهم بقوا في الملعب للمشاهدة.

لقد كانت تلك الليلة التي ينبغي أن تكون عليها كرة القدم الأوروبية، إذ كان هناك لقب أوروبي كبير على المحك، بين فريقين رائعين لا تفوز أنديتهما بالضرورة بهذا القدر، مما يعني أن الجميع استمتعوا بهذه المناسبة، وكانت المناسبة بمنأى إلى حد كبير عن عدد من التعقيدات والمحاذير في اللعبة الحديثة، لقد كان الأمر صحياً جداً وبسيطاً جداً.

أوصل لوكمان كل هذا إلى ذروته، ليكمل رحلته الشخصية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة