Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق التأمين على المنازل الأميركية تنهار مع توقف الشركات عن العمل

الحرائق وتغير المناخ تسببا في انسحاب بعضها فيما لجأت أخرى إلى رفع الكلفة

خسائر الكوارث المناخية تجاوزت مليار دولار خلال العام الماضي في أميركا (أ ف ب)

ملخص

بعض الشركات ترفض تجديد البوليصة مع ارتفاع كبير في حدة الأخطار وزيادات تراوح ما بين 10 و12 في المئة خلال 2023 بكلفة التأمين على المنازل

تنهار سوق التأمين على المنازل في ولاية نيو أورليانز، مما يترك أمام ألفريدو هيريرا البالغ من العمر 35 سنة، ويعمل في مجال التمويل البنكي، خيارات قليلة للتغطية، فيما أقساط التأمين مرتفعة للغاية.

اشترى هيريرا منزله في حي وسط المدينة في نيو أورليانز في عام 2020 مقابل 270 ألف دولار، ويعيش هناك مع شريكه، وفي عام 2022، دفع 1600 دولار سنوياً للتأمين على المنزل، لكن في يوليو (تموز) الماضي، ألغت شركة التأمين الخاصة به التغطية، قائلة إنها ستغادر إلى لويزيانا.

قبل ذلك، لم يكن الحصول على تأمين أصحاب المنازل أو الاحتفاظ به يمثل مشكلة كبيرة، ولكن مع زيادة تغير المناخ من تواتر وشدة الأحوال الجوية المتطرفة، فإن شركات التأمين - بخاصة تلك الموجودة في المناطق الأكثر تأثراً بالفيضانات والحرائق - ترفع أقساطها، أو تنسحب تماماً، مما يؤثر في القدرة على تحمل الكلفة وتوافر التأمين على المنازل وضد الحريق.

بحث هيريرا عن خطة جديدة، لكنه وجد في نهاية المطاف حلاً مع شركة صغيرة في الولاية تفرض عليه مبلغ 4930 دولاراً سنوياً، أي بزيادة قدرها 208 في المئة عما دفعه في عام 2022، وفي تعليقه على ذلك، قال "إنه وضع صعب للغاية، ليس هناك منافسة في السوق... نحن ندفع ثمناً باهظاً".

لم يتخيل هيريرا أبداً أنه عندما اشترى منزله، ستكون خيارات التأمين الخاص محدودة إلى هذا الحد، وستكون شركة التأمين التي تمثل الملاذ الأخير باهظة الثمن للغاية.

زيادات كبيرة ومفاجئة بأقساط التأمين

قصة تأمين هيريرا شائعة في لويزيانا وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد المعرضة لخطر متزايد بسبب الطقس القاسي، إذ كان هناك 28 كارثة مناخية وطقسية بلغت خسائرها الإجمالية أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي في أميركا، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بالمقارنة، بين عامي 1980 و2023.

ووجد استطلاع أجرته جامعة ولاية لويزيانا العام الماضي أن 17 في المئة من أصحاب المنازل أبلغوا أن مقدم الخدمة الخاص بهم ألغى التعامل معهم، وأن 63 في المئة من حاملي وثائق التأمين قالوا إن كلفة التغطية التأمينية الخاصة بهم زادت على العام السابق.

وقال المتحدث باسم معهد معلومات التأمين، مارك فريدلاندر، إن هناك زيادة بنسبة 10 إلى 12 في المئة تقريباً في كلفة التأمين لأصحاب المنازل العام الماضي في الولايات المتحدة.

وتتمثل الدوافع الرئيسة في الكلفة المرتفعة التي تواجهها شركات التأمين، بما في ذلك العواصف الشديدة، ارتفاع كلفة الاستبدال وإعادة التأمين، التي تمرر إلى المستهلكين، لذلك حتى لو كان صاحب المنزل لا يعيش في منطقة عالية الخطورة، فمن المرجح أن يدفع هذا المالك قسطاً أعلى لتغطية الأشخاص في الأماكن الأكثر خطورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في عام 2023 دفع نيل فرنانديز نحو 1700 دولار سنوياً لتغطية تأمين منزله في سانتا كلاريتا، بولاية كاليفورنيا، إذ يعيش مهندس البرمجيات البالغ من العمر 42 سنة مع زوجته وطفله، لكن خلال العام الماضي قال إن الشركة رفعت قسطه إلى 3200 دولار، وعندما سأل عن السبب أشارت إلى ارتفاع الكلفة وزيادة أخطار الحرائق في الولاية.

وقال فرنانديز إن أخطار الحريق حول منزله لم تتغير ويعيش على بعد ربع ميل من محطة الإطفاء، وبالفعل بدأ بالبحث عن وثائق تأمين أخرى، لكنه وجد خيارات محدودة، وبسبب شعوره بالإحباط بسبب قلة الخيارات تحول إلى التأمين على المنزل من فئة "إي إي إي" مقابل 2880 دولاراً سنوياً.

واضطر هو وعائلته إلى تغيير نمط حياتهم لتغطية هذه الزيادة، فصار يقود السيارة بصورة أقل لتوفير المال، ولم يعد يتناول الطعام بالخارج كثيراً، مضيفاً "باعتباري مالك منزل، أشعر بالقلق دائماً من أشياء مثل دفع الضرائب للمدارس الجيدة وصيانة المجتمع... الآن لا بد لي من القلق من التغطية التأمينية".

شركات التأمين تنسحب من السوق

في بعض الأماكن الأكثر عرضة لتغير المناخ توقفت شركات التأمين عن إصدار وثائق التأمين، ففي مايو (أيار) الماضي، أعلنت شركة "ستيت فارم"، وهي أكبر شركة تأمين على المنازل في كاليفورنيا، أنها ستتوقف موقتاً عن إصدار وثائق التأمين في تلك الولاية، مشيرة إلى أخطار حرائق الغابات، فيما اعتبرت شركة "فارمرز إنشيورانس" أن الاستمرار في تأمين المنازل في فلوريدا أمر محفوف بالأخطار للغاية وانسحبت من السوق هناك بالكامل.

وفي الـ20 من مارس (آذار) الماضي، قالت شركة "ستيت فارم"، إنها لن تجدد 72 ألف وثيقة تأمين على المنازل في الولاية، وهو ما يمثل ما يزيد قليلاً على اثنين في المئة من وثائق التأمين الخاصة بالشركة في الولاية، وذكرت أن "التضخم والتعرض للكوارث وكلفة إعادة التأمين من بين الأسباب".

يلجأ مزيد من الأميركيين إلى "شركة تأمين الملاذ الأخير" التي تدعمها الدولة، إذ يضطرون عادة إلى دفع مزيد من المال مقابل بوليصة أضيق.

وبدأت لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ الأميركي تحقيقاً حول ما إذا كانت شركة التأمين على المنازل والممتلكات المدعومة من الدولة في فلوريدا لديها أموال كافية في البنك لتحمل الكوارث المستقبلية.

لكن تغير المناخ ليس العامل الوحيد الذي يؤدي إلى ارتفاع الكلفة، إذ تشير شركات التأمين أيضاً إلى ارتفاع كلفة استبدال المساكن، مع ارتفاع التضخم في لوازم البناء والعمالة إلى عنان السماء. ويرى عاملون في الصناعة أن كلفة إعادة البناء والاستبدال ارتفعت بنسبة 55 في المئة بين عامي 2019 و2022، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين. وارتفعت معدلات إعادة التأمين بنسبة تراوح ما بين 30 و40 في المئة بعد سنوات من الخسائر في الصناعة، وفقاً لمحلل صناعة التأمين لدى "جي أم بي سيكيوريتز" ماثيو كارليتي.

اقرأ المزيد