ملخص
لخصت دراسة حديثة إلى أن الأرستقراطية البريطانية شهدت زيادة في الامتيازات التي تتمتع بها مقارنة ببقية سكان المملكة المتحدة
كشفت دراسة جديدة عن تنامي نفوذ الطبقة الارستقراطية في المجتمع البريطاني خلال الأعوام الـ150 الماضية.
وحلل الأكاديميون المدخلات في قاموس أكسفورد للسيرة الوطنية Oxford Dictionary of National Biography، وهو كتاب مرجعي يسجل لمحات عن أكثر من 60 ألف شخص أسهموا بشكل كبير في تشكيل الحياة البريطانية.
ووجدوا أن أفراد الطبقة الأرستقراطية الحاملين لألقاب وراثية تزيد احتمالية ذكرهم في القاموس حالياً بـ292 مرة مقارنة بالشخصيات غير الأرستقراطية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويمثل هذا ازدياداً ملحوظاً في نفوذ هذه الفئة بالمقارنة مع القرن الـ19، فحينها كانت احتمالية توثيق سيرهم أعلى بـ221 مرة من الشخص العادي.
وقام الدكتور ماثيو بوند والدكتور جوليان مورتون، من جامعة لندن ساوث بانك، بحساب عدد الأرستقراطيين الحاملين لألقاب وراثية الذين توفوا خلال الفترة 2008-2018، وجرت إضافتهم إلى قاموس أكسفورد تقديراً لإنجازاتهم.
ثم نظروا في عدد الأشخاص غير الأرستقراطيين الذين ماتوا خلال الوقت نفسه وجرى توثيقهم في الكتاب. وكرروا الدراسة على الفترة 1858-1867 لمقارنة نفوذ الأرستقراطيين بأفراد المجتمع الأوسع خلال القرن الـ19.
وركز الباحثون على وفيات الأفراد البالغين 35 سنة فأكثر، بغرض تجنب النتائج المضللة التي يمكن أن تنجم عن ارتفاع معدل وفيات الأطفال خلال القرن الـ19. كما استبعدوا الألقاب الشخصية (التي تمنح مدى الحياة) وأي أرستقراطي يعتبر الأول في نسبه.
وأكد الدكتور مورتن أن بحثه يتعارض مع الاعتقاد السائد "بين المؤرخين وعامة الناس بأن الأرستقراطيين البريطانيين هم طبقة آيلة للسقوط، إذ تقلصت ثروتهم ونفوذهم ومكانتهم بشكل كبير إلى حد أنهم باتوا مهمشين تماماً في الحياة البريطانية".
وأظهر بحث الدكتور مورتن أن "الأرستقراطية البريطانية شهدت زيادة في الامتيازات التي تتمتع بها مقارنة ببقية سكان المملكة المتحدة".
ومن بين الشخصيات التي جرت إضافتها أخيراً إلى "السير الوطنية" شخصية ليديا هايوارد، وهي كاتبة سيناريو بارزة في صناعة الأفلام البريطانية بين عامي 1920 و1942، وجورج كينغ، وهو بحار شارك في معركة الطرف الأغر.
ومن الأرستقراطيين الذين أضيفت سيرهم أيضاً السيدة إليزابيث كافنديش، وصيفة الأميرة مارغريت، والليدي سيلا داغديل، فنانة وخالة وزير الخارجية الحالي اللورد ديفيد كاميرون.
وأكد الباحثون أن "قاموس أكسفورد للسير الوطنية" يعد مؤشراً جيداً على نفوذ الأرستقراطيين، إذ تكتسب الشخصيات الأرستقراطية مكانتها فيه بناء على إنجازاتها الفعلية وليس بشكل تلقائي.
وصرح الدكتور مورتن خلال المؤتمر السنوي لرابطة علم الاجتماع البريطانية British Sociological Association "لا توجد محاولات حقيقية لقياس مكانة النخبة بمرور الزمن من المؤرخين، لذا يكتسب استخدام مصدر مثل قاموس أكسفورد للسير الوطنية قوة وأهمية خاصة، لا سيما وأن معايير التوثيق في هذا القاموس أعلى منها في دليل الشخصيات البارزة "Who's Who" (من هذه الشخصيات؟)، إذ يضاف الأرستقراطيون على سبيل المثال بشكل أوتوماتيكي".
ورجح الدكتور بوند أن تنامي نفوذ الطبقة الأرستقراطية يرجع إلى "قربها التاريخي من مراكز السلطة السياسية" أو "قيامها على الأرجح بتوظيف علاقات أفرادها بالشبكات الاجتماعية القديمة".
وأضاف: "ربما تراجع الأرستقراطيون الحاملون للألقاب الوراثية عن الصراع السافر مع قوى الديمقراطية بعد مطلع القرن الـ20، وركزوا بدلاً من ذلك على مصادر القوة الأقل وضوحاً، مثل الثروة والنفوذ".
© The Independent