فجّر المرشحان المستقلان المناهضان للنظام التونسي نبيل القروي المسجون وقيس سعيد مفاجأة انتخابية من العيار الثقيل، باعلانهما أنهما انتقلا الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية استناداً الى نتائج استطلاعين للرأي.
وقال مسؤول في حزب القروي "قلب تونس" إن "نبيل القروي في الدور الثاني".
وصرح قيس سعيّد بدوره أن "المرتبة الأولى التي نلتها تحملني مسؤولية كبيرة تجاه الشعب حتى نمرّ معاً من اليأس الى الأمل ومن الرجاء الى العمل".
إلا انه بين نسبة تجاوزت الـ 60 في المئة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية لعام 2014، إلى نسبة لم تتجاوز الـ 45،02 في المئة في الدور ذاته من الانتخابات الرئاسية الحالية وفق أرقام رسمية، يظهر واضحاً أن نسبة كبيرة من التونسيين قاطعت هذه الانتخابات وامتنعت عن التصويت، نسبة كبيرة من التونسيين قاطعت هذه الانتخابات وامتنعت عن التصويت. فعلى الرغم من أن عدد الناخبين ارتفع بأكثر من مليوني ناخب مسجلين، مقارنةً بانتخابات 2014، إلاّ أنّ نسبة المقاطعة اقتربت من الـ 60 في المئة، ما يؤشر إلى حالة من عدم رضا عام عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وبدا واضحاً منذ الصباح أن نسب الإقبال على مراكز الانتخاب قليلة، حيث تجمّع بضعة مواطنين منذ بدء العملية للمشاركة في التصويت على مَن سيختارونه ليكون الرئيس الثاني المنتخب ديمقراطياً في تاريخ تونس.
وعبّرت العتروس عن أملها في تغيّر المشهد قبل إقفال مكاتب الاقتراع "والاّ فإننا أمام تصويت ستكون نتائجه خطيرة على المشهد السياسي"، مرجّحة أن "يكون لتزامن العودة المدرسية مع موعد الانتخابات دوره في انشغال المواطنين، لكن المخاوف قائمة بعد نحو عقد على الثورة أن تونس لا تزال تجر تداعيات الحراك الشعبي والخيارات السياسية الفاشلة التي قادتها عقلية الغنيمة، التي دمرت الأحزاب الحداثية وفرّقتها وتحديداً نداء تونس الذي ولِد كبيراً، ثم سرعان ما تبخر وتحول إلى دكاكين حزبية". وأضافت "نحن إزاء مشهد ظاهر يتعلق بالاستعدادات اللوجستية التي نجحت فيها تونس بشهادة كل الهيئات والمنظمات، ولكن التحدي الأكبر خلف المشهد التنظيمي الذي يتابعه العالم، هو ما سيكون عليه المشهد في البلاد بعد غلق مكاتب الاقتراع".
وتساءلت الإعلامية التونسية حول "مَن سيكون في الدور الثاني من السباق الانتخابي وإلى أين يمكن أن تتجه تونس في السنوات الخمس المقبلة بعد رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي الذي يظل الحاضر الغائب في هذا السباق الانتخابي".
مقاطعة واسعة
كذلك رأت العتروس أن "أهم ما طبع اليوم الانتخابي هو عزوف الشباب عن المشاركة في الاقتراع… ما يمكن أن نفسره بفقدان الشباب ثقته في السياسة والحياة السياسية، إذ ملّ الوعود الواهية والخطابات الشعبية الفارغة وفضّل أن يكون خارج دوائر الصراعات السياسية والحزبية بين المرشحين". وأوضحت أن "الشباب فقد ثقته في سياسيين استغلوه لمصالحهم الانتخابية واستعملوه ليكون رافداً قوياً في الحملات الانتخابية وتخلّوا عنه بعد الاطمئنان على الكراسي، وكرروا الأمر ذاته في الإعداد للانتخابات التشريعية، حين ضمت القوائم الانتخابية نسبة مهمة من الشباب، ولكن في النهاية يكون الشيوخ والوجوه السياسية التقليدية في الطليعة، ما يحرم الشباب فرصة الحضور في المشهد السياسي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تأثير المقاطعة في حظوظ المرشحين