Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أخطار "تيك توك" والتورط في أعمال خادشة للحياء تسيطر على دراما رمضان

أعمال تناولت هوس المشاهدات والكسب السريع والخروج من الفقر تروي قصصاً حقيقية لفتيات خلف جدران السجون

تحدث الناقد جمال عبدالقادر عن خطورة قضية فتيات "تيك توك" وسيطرتها على اهتمام المجتمع وبالتالي استحواذها على الاهتمام الدرامي هذا العام (مواقع التواصل)

ملخص

تستوحي الدراما المصرية من قصص حقيقية خطر "تيك توك" والتورط في أعمال منافية للأخلاق.

لم تركز دراما رمضان هذا العام بشكل كبير على قضايا المرأة المعتادة وتغيير قوانين الحضانة والوصاية والعنف الجسدي ضد السيدات، بقدر ما رُكز على قضايا أكثر سخونة.

جدران السجون

وخصت القضايا المعروضة درامياً فئة معينة من الفتيات مثلت خطراً كبيراً على الأجيال الجديدة، وهي قضية فتيات "تيك توك" و "يوتيوبر"، وتختص بفتيات تورطن في قضايا أدت بهن إلى ما وراء قضبان السجون وهن في بداية حياتهن. وتنحصر أعمار تلك الفتيات بين 16 و30 سنة، وجميعهن بحثن عن الثراء السريع بطرق مختلفة عبر الشبكة العنكبوتية، ليضربن عرض الحائط بطرق الصعود وبناء الذات المشروعة، ومثّلن خطراً كبيراً على المجتمع وتصورات الشباب والفتيات لهدمهن معايير منطقية وأخلاقية.


أعلى نسبة مشاهدة

وكان المسلسل الذي يحمل عنوان "أعلى نسبة مشاهدة" أكثر الأعمال التي تناولت رحلة صعود فتيات فقيرات نحو الثراء والشهرة عبر منصة "تيك توك"، وتبرز الأحداث شخصية "شيماء"، الفتاة التي تعاني الفقر الشديد وتنتمي لعائلة معدمة وتحاول التخلص من الفقر والوصول إلى مكانة مجتمعية ومادية عبر ذلك التطبيق، وعندما يبدأ حلمها بالتحقق تواجه مشكلات أكبر تودي بحياتها ومستقبلها وسمعتها هي وعائلتها.
ويعرض المسلسل محاولات عدة لتحقيق الشهرة من فتيات من طريق كسر القوالب المجتمعية المحترمة حتى يلتفت لهن ويحققن أعلى نسبة مشاهدة تجلب لهن كل شيء من دون تعب أو دراسة.

ويعكس المسلسل التردي الكبير في تفكير الفتيات وهربهن من الدراسة والاجتهاد، طالما هناك طرق أكثر سهولة لتحقيق الأحلام بلا تقديم محتوى أو إرهاق.
واستوحت المؤلفة ياسمين أحمد كامل المسلسل من قصص حقيقية لفتيات بدأن هذا الطريق وانتهى الأمر بهن خلف القضبان بتهم مختلفة، أهمها الإثارة والاتجار بالبشر وخرق قيم المجتمع.

هوس المراهقين

وقالت بطلة المسلسل سلمى أبو ضيف لـ "اندبندنت عربية"، إن "المسلسل يحمل قضية خطرة جداً، وهي كيف تحدث حال هوس للمراهقين والشباب بالكسب السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف يدفع الفقر الفتيات عديمات الخبرة وصغيرات السن إلى الدخول في استغلال كل مؤهلاتهن الجسدية والعائلية والشخصية لتحقيق أحلامهن من دون تعب أو مجهود".
وتابعت أبو ضيف أن "المسلسل يحمل قصصاً حقيقية عدة، ويشكل إنذاراً حقيقياً للأسرة المصرية لحماية أبنائها وبناتها من الوقوع في براثن شبكة عنكبوتية تدفع إلى التورط بأعمال مخالفة للمجتمع، وتدمر مستقبل شريحة كبيرة من الشباب في مستهل الحياة".
وأشارت سلمى إلى أنها تخوفت كثيراً من الشخصية لكنها تحمست للفكرة لما تحمله من رسالة مهمة جداً، وكان لا بد من أن تتعاطف مع الفتاة وظروفها لتبرز "كيفية وقوع الفتيات في تلك المشكلة التي تدمر مستقبلهن"، بحسب قولها.
وكشفت سلمى أن "هناك أكثر من نموذج في العمل استعرض دوافع الفتيات لسلك هذا الطريق، فمنهن من تندفع من طريق الصدفة وتكون نياتها بريئة، وهي الخروج من الفقر ومساعدة عائلتها في عبور خط الفقر، إضافة إلى رغبتها في الشعور بالثقة في النفس، وهناك شريحة أخرى تحمل نيات خبيثة وهي الكسب السريع مهما كلفهن الأمر من تضحيات أخلاقية ومجتمعية".


استحواذ درامي

وتحدث الناقد جمال عبدالقادر عن خطورة قضية فتيات "تيك توك" وسيطرتها على اهتمام المجتمع، وبالتالي استحواذها على الاهتمام الدرامي هذا العام من خلال عدد من المسلسلات وأبرزها "أعلى نسبة مشاهدة"، وقال إن "الدراما اهتمت بهذا التناول لأن الموضوع شديد الخطورة، ولا بد من أن تحدث الدراما من نفسها وتناقش بدورها أخطار المجتمع الحديثة، وأهم القضايا حالياً هوس الشباب والمراهقات بمواقع التواصل الاجتماعي، ومناقشة وصول عدد من الفتيات الفقيرات إلى قمة الثراء عبر هذه المنصات، لدرجة تفتت المعتقدات الصحيحة وتجعلهن مثلاً أعلى للمراهقين".
وتابع عبدالقادر، "كان على الدراما أن تتعرض للقضية من كل الزوايا حتى تتضح الأمور ويفهم الجميع، بخاصة الأُسر وأولياء الأمور، خطورة هذا المنحنى الذي يدمر معتقدات الشباب الصحيحة، ويمهد لهم طريقاً سهلاً وشائكاً ومزيفاً لتحقيق الذات والثراء في غمضة عين من طريق تحقيق مشاهدات تحقق دخلاً خرافياً، مما أدى إلى حال تنافسية بين قطاعات كبيرة من اللاهثين وراء الثراء السريع".
وتعرضت مسلسلات أخرى مثل "عتبات البهجة" لهذه القضية من طريق هوس شخصية أساس بالعمل في مواقع التواصل الاجتماعي وطرح الحياة الشخصية للجمهور من أجل جذب المشاهدات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


من الواقع

ولم يكن غريباً أن تهتم الدراما بهذا القدر في رمضان بتلك القضية، بخاصة أن الواقع مليء بحالات حقيقية لفتيات خلف قضبان سجن النساء بعد توجيه تهم عدة، مثل العري وممارسة أعمال منافية للآداب العامة.
ومن أبرز الفتيات اللواتي يقضين عقوبات بسبب احترافهن استخدام منصة "تيك توك"، حنين حسام، وهي فتاة في الـ 20 من عمرها تقريباً عوقبت بعد أن نشرت مقطع فيديو على تطبيق "تيك توك" تطالب فيه الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و19 سنة بإنشاء حسابات على المنصة نفسها، وناشدت الفتيات أن يفتحن الكاميرا للدردشة مع بعض المستخدمين بهدف الحصول على مبالغ مالية تتراوح ما بين 36 و3 آلاف دولار، وذلك بحسب حجم التفاعل مع فيديوهاتهن.
وبعد البلاغات التي قدمت ضدها قبض عليها وقدمت للمحاكمة التي عاقبتها بعامين حبساً وغرامة 300 ألف جنيه.
وتناولت صحف الحوادث قصة شهيرة لفتاة تدعى منة الله عماد ألقي القبض عليها بتهمة الإعلان عن نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم محتوى وفيديوهات خادشة للحياء، وذكرت الفتاة في التحقيقات أن شركات تسويق الملابس والأحذية هي السبب في انتشار موجة الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما مودة الأدهم (22 سنة) والتي عرفت إعلامياً بـ "فتاة ’تيك توك‘"، فعوقبت لنشرها فيديوهات تظهر فيها بملابس جريئة على التطبيق، ولقيت الأدهم عقوبات وصلت إلى السجن عامين مع غرامة مالية كبيرة بعد أن ألقت قوات الأمن القبض عليها ووجهت إليها تهمة التعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وخلال التحقيقات اعترفت الفتاة بتصوير نفسها عارية من أجل جمع الأموال.
واحتلت فتاة من محافظة كفر الشيخ تدعى منار سامي أحاديث المجتمع بعدما حاولت جذب مشاهدي "تيك توك" و"إنستغرام" بتقديم فيديوهات الرقص والعري، وقُبض عليها بتهمة التحريض على الفسق وصناعة فيديوهات خادشة للحياء تتضمن مواد إباحية بهدف ممارسة الدعارة.
كما ألقت قوات الأمن القبض كذلك أخيراً على فتاة تدعى منة عبدالرازق بسبب نشرها مقطع فيديو أثار جدلاً كبيراً، إذ اتهمت شاباً باغتصابها وتصويرها هو وأصدقاؤه عارية وفي أوضاع مخلة رغماً عنها، وانتشر الفيديو وقبض عليها لتواجه حالياً تهم نشر الفسق والفجور وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن الفتيات اللواتي أثرن الرأي العام بسبب استخدام "تيك توك" فتاة تدعى هدير الهادي، ألقت قوات الأمن القبض عليها ووجهت إليها النيابة تهمة صناعة فيديوهات مخلة على "تيك توك"، تحرض على الفسق والفجور وممارسة أعمال منافية للآداب العامة وتسيء لقيم الأسرة المصرية والأعراف والقوانين.
ولم يتوقف استغلال "تيك توك" على فتيات قاصرات وأدى الأمر إلى سجنهن، بل شمل الأمر نماذج أخرى مثل سيدة تدعى شريفة وشهرتها "شيري هانم"، إذ
ألقت قوات الأمن القبض عليها وعلى ابنتها نورا هشام وشهرتها "زمردة" على خلفية اتهامهما بخدش الحياء العام وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، من خلال نشرهما دعوة تتضمن إغراء بالدعارة وممارسة الدعارة وتسهيلها.


عقوبات قانونية

وحدد القانون الجنائي المصري عقوبات لمن يستخدم بشكل خاطئ مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أوضحت المادة (178) من قانون العقوبات أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على عامين وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه، كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعي إذا كانت خادشة للحياء.

وتنص المادة (25) من قانون الإنترنت بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل على ستة أشهر وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني".

كما أن المادة (26) تنص على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز خمسة أعوام، وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز 300 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات