Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء يصدرن الريبة للكويتيين عبر مسلسل رمضاني

حلقات "زوجة واحدة لا تكفي" تثير الجدل وسط اتهامات بانتهاك التقاليد المجتمعية وعرض مشاهد لا تتوافق مع طبيعة الأسر والعائلات المحافظة

أعرب بعض المتابعين عن قلقهم من أن يؤثر المسلسل سلباً في المجتمع (مواقع التواصل)

ملخص

يصور المسلسل حياة عائلة رشيد التي تدير مدرسة مختلطة في الكويت لتنكشف أسرار مظلمة تحيط بكل شخصية، منها زواج رشيد بثلاث معلمات في الخفاء ومدرس يستغل وضعه ليضع كاميرا في غرفة ملابس الطالبات بهدف ابتزازهن وعلاقة حب بين ابنته مع حارس المبنى تنتهي بزواج سري بينهما

يشهد العالم العربي تنافساً كبيراً في عرض المسلسلات التلفزيونية في شهر رمضان المبارك والساحة الخليجية لا تختلف عن غيرها، إذ أثارت بعض المسلسلات في الكويت جدلاً حاداً ونقاشاً مستفيضاً في المجتمع الكويتي، وترتكز هذه الجدلية على توازن بين الرغبة في تقديم مسلسلات مبتكرة ومثيرة والحفاظ على الموروث الثقافي والقيم الاجتماعية التقليدية.

ويرى قطاع من المتابعين والمشاهدين أن بعض المسلسلات الحديثة لا تلتزم القيم الاجتماعية المحافظة، وتتجاوز حدود الحشمة والأخلاق، مما يثير قلقاً حقيقياً في بعض الأوساط.

ومن المسلسلات المثيرة للجدل يأتي "زوجة واحدة لا تكفي" للكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة كواحد من الأعمال التي أشعلت الجدل في المجتمع الخليجي المحافظ في أولى حلقاته في شهر رمضان من هذا العام، وانقسمت الأوساط إلى مؤيد ومعارض، وتباينت آراء الجمهور والنقاد حول المحتوى والرسالة التي يحملها المسلسل، مما أدى إلى تفاعل كثر على منصات التواصل الاجتماعي.

وأشاد البعض من الجمهور والنقاد بجرأة المسلسل في تناول قضايا اجتماعية حساسة وتحديات الحياة الزوجية، ورأوا أنه يسلط الضوء على قضايا حقيقية تمر بها بعض النساء مع تطور المجتمع، مع الإعجاب التام بأداء الممثلين وجودة الإنتاج في إيصال الرسالة.

 

 

ومن جهة أخرى عبر آخرون عن معارضتهم للمسلسل، إذ رأوا أنه يتجاوز الخطوط الحمراء في تصوير الحياة الزوجية، وينتهك القيم والتقاليد الاجتماعية، وأعربوا عن قلقهم من أن يؤثر المسلسل سلباً في المجتمع، وينشر أفكاراً غير متوافقة مع القيم الأخلاقية، وعلى رغم الجدل والانتقادات الواسعة التي تعرض لها، فإنه حقق نسبة مشاهدة عالية على شاشة قناة "أم بي سي" ومنصة "شاهد".

قصة أثارت الجدل

يصور المسلسل حياة عائلة "رشيد" وزوجته "هيلة" وثلاث من بناتهما في قالب درامي، إذ تعيش العائلة حياة مثالية في مجتمعهم، ويديرون مدرسة مختلطة في الكويت، لتنكشف أسرار مظلمة تحيط بكل شخصية، منها زواج "رشيد" بثلاث معلمات من مدرسته في الخفاء، وعن مدرس يستغل وضعه ليضع كاميرا في غرفة ملابس الطالبات بهدف ابتزازهن وانتهاك خصوصياتهن وعلاقة حب بين ابنة صاحبة المدرسة "هيلة" مع حارس المبنى تنتهي بزواج سري بينهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما يضفي جواً من التوتر والريبة حمل إحدى الطالبات من ابن زوجة أبيها، مما يضع مشرفة المدرسة "هيلة" في مواجهة صعوبات بإدارة المدرسة وعائلتها في آنٍ واحد، وهو من بطولة نخبة من النجوم الكويتيين والمصريين منهم هدى حسين وماجد المصري وأيتن عامر ونور الغندور ولولوة الملا وفاطمة الصفي.

قرار حاسم

وفي خطوة مؤكدة على دورها في حماية القيم والأخلاق العامة ومراقبة ومراجعة المحتوى الذي يتم عرضه للجمهور، أعلنت وزارة الإعلام الكويتية رسمياً اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لوقف عرض المسلسل المثير. وأكدت أهمية احترام القيم الأخلاقية والاعتبارات الاجتماعية في الأعمال الفنية.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أنه يجب توفير محتوى فني يتمتع بالجودة، ويحترم القوانين واللوائح المحددة لصناعة الترفيه، وعلى رغم عدم ذكر اسم المسلسل على نحو صريح في البيان، فإنه كان واضحاً أن "زوجة واحدة لا تكفي" كان المسلسل المشار إليه، والذي تلقى انتقادات واسعة من الجمهور والمجتمع المحافظ.

وتزايدت المطالبات لوقف عرض المسلسل، إذ عبر عديد من النشطاء بشكل صارم عن رغبتهم في إيقافه، مؤكدين على ضرورة تجنب المحتوى الذي يعتبر مثيراً للجدل، ويخالف القيم الأخلاقية التي يرتكز عليها المجتمع الخليجي.

وأعربت الناشطة الكويتية هيلاء عبر حسابها على منصة "إكس" عن رفضها المسلسل قائلة إنه "ليس كويتياً، ولا يمثل الأسر الكويتية، فالمسلسل تبنى الأفكار الهدامة والقيم المنحلة والخادشة للحياء". وتابعت مستاءة "هذا المسلسل سقطة كبيرة في حق الفنانة هدى حسين في مشوارها الفني".

ومن جهته يقول متخصص اللغة الإنجليزية الناشط الكويتي أحمد الرزني "المسلسل صور خارج الكويت، ويشارك فيه ممثلون غير كويتيين، إضافة إلى ذلك، يتم عرضه على قناة غير كويتية". وأضاف "هذا ما يزيد الدعوات إلى اتخاذ إجراءات جادة من وزارة الإعلام".

 

 

ويرى الرزني أن "المسلسل فاشل ومثير للجدل، حيث يصور حياة بنات وأولاد في مدرسة مختلطة، ويتضمن ممارسات تتعارض مع الآداب، مثل النكاح بين المحارم وحمل إحدى الشخصيات من أخيها، ويثير استغراب الجمهور أن يتم تقديم المسلسل على أنه مسلسل كويتي باللهجة الكويتية، في حين أن كل ما يتعلق به غير كويتي".

جدل متواصل

وتعد الكاتبة هبة حمادة من بين الكتاب الذين يثيرون الجدل على نحو متكرر من خلال أعمالها، إذ تتصدر مسلسلاتها العناوين الرئيسة في النقاشات والحوارات بين الجمهور، ومن بين أحدث أعمالها سابقا التي أثارت جدلاً واسعاً كان مسلسل "دفعة لندن" الذي عرض في رمضان الماضي.

وتسببت هبة في أزمة بين العراق والكويت، إذ اتهمت بالتشويه والإساءة إلى العراقيات، ولكنها نفت هذه الاتهامات بصورة قاطعة. وأكدت أن هدفها الأساس هو إثارة الوعي والحوار الاجتماعي، وليس الإساءة إلى أي جماعة أو بلد.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون