Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا هو الثالوث النووي الروسي المرعب

زادت موسكو عدد الرؤوس الحربية المنشورة في أماكن ومحاجر سرية متفرقة إلى 1674 حتى يناير الماضي

قاذفة صواريخ باليستية عابرة للقارات روسية من طراز يارس (أ ف ب)

ملخص

تتفوق روسيا بشكل كبير على الولايات المتحدة في عدد الرؤوس الحربية المخزنة بـ2815 رأساً نووياً مخزناً في مقابل 1938 تملكها واشنطن.

مع اندلاع الأعمال العدائية واسعة النطاق في أوكرانيا برز موضوع الردع النووي إلى الواجهة بقوة، وعادت للأضواء احتمالات وصول الأمور إلى مواجهات نووية، فعند إعلانه بدء عملية عسكرية خاصة في الـ24 من فبراير (شباط) 2022، خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولئك "الذين قد يغريهم الخارج بالتدخل في الأحداث الجارية"، محذراً ممن يحاولون "خلق تهديدات لبلادنا فسيكون ردنا فورياً وسيقودهم إلى عواقب لم يواجهوها من قبل في تاريخهم".

وبعد ثلاثة أيام أصدر بوتين الأمر بنقل القوات النووية الإستراتيجية إلى نظام إنذار خاص، وبعد ستة أشهر أعلن سيد الكرملين تعبئة جزئية في البلاد شملت أكثر من 300 ألف شخص، وتحدث مباشرة عن الأسلحة النووية وأنه "يمكن للمواطنين الروس أن يكونوا متأكدين، إذ ستضمن سلامة أراضي وطننا واستقلالنا وحريتنا، وأؤكد ذلك مرة أخرى بكل الوسائل المتاحة لنا، وعلى أولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية أن يعلموا أن الرياح يمكن أن تتحرك في اتجاههم".

لا منتصر في الحروب النووية

وفي سياق هذه التصريحات النووية وخلال المؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في أغسطس (آب) 2022، قال بوتين إنه "لا يمكن أن يكون هناك منتصرون في حرب نووية ولا ينبغي إطلاق العنان لها أبداً".

وجرى تبني هذا المبدأ للمرة الأولى ضمن أجواء تراجع حدة الحرب الباردة من قبل زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والرئيس الأميركي رونالد ريغان، وحدث هذا عام 1985، لكن وبعد ثلاثة عقود جدد بوتين التأكيد على ذلك هو وجو بايدن عام 2021، وسط أجواء قاتمة في قمة عقدت بينهما في جنيف.

ثم في يناير (كانون الثاني) 2022 سارع أعضاء الدول الخمس النووية، بريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، إلى صياغة هذا الأمر مجدداً في رسالة موجهة إلى العالم.

أما الخارجية الروسية فأعلنت أن موسكو ملتزمة بهذا البيان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أي بعد مضي أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشددة على أن موسكو وفي حين أنها تنتهج سياسة ردع نووي فعال، "تسترشد بشكل صارم ومستمر بمبدأ عدم جواز نشوب حرب نووية، وأن العقيدة النووية الروسية دفاعية بحتة ولا تسمح بتفسير واسع النطاق لمضمونها، ولا لتأويل نصوصها والتمادي في خلق اجتهادات شخصية حولها".

التهديد النووي المبطن

وبقيت التلميحات إلى احتمال نشوب صراع نووي ضمن إطار التصريحات والردود المضادة عليها ومادة للمتخصصين والمحللين السياسيين والعسكريين، إلى أن أطل الرئيس الروسي يوم الـ13 من مارس 2024 ليطلق تصريحات تهديدية واضحة وصريحة، معلناً من خلالها أن الثالوث النووي الروسي بأفضل حالاته، وأن استخدام السلاح النووي ضد الغرب وارد نظرياً في حال كانت موسكو تواجه خطراً وجودياً.

وعلى رغم تكتم موسكو على عدد أو أماكن انتشار رؤوسها وأسلحتها وصواريخها النووية إلا أن آخر تقرير تحدث عن أرقام واضحة للترسانة الروسية.

وكان معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أكد مطلع العام الماضي أن روسيا عملت على زيادة أعداد الرؤوس الحربية النووية المنشورة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأفاد المعهد أن روسيا زادت عدد الرؤوس الحربية التي تنشرها في أماكن ومحاجر سرية متفرقة منذ عام 1588 إلى 1674 رأساً حربياً نووياً، وذلك حتى يناير 2023.

ويقصد بالصواريخ المنشورة أي تلك الموجودة في الخدمة القتالية الفعلية على منصاتها أو على متن الغواصات والطائرات أو في طور الاستعداد للإطلاق، وبحسب المعهد فإن روسيا تتفوق بشكل كبير على الولايات المتحدة في عدد الرؤوس الحربية المخزنة، إذ تملك موسكو 2815 رأساً نووياً مخزناً في مقابل 1938 تملكها واشنطن.

وإذا جُمع ما تملكه روسيا من رؤوس حربية نووية، سواء كانت منشورة أو مخزنة، فإن الرقم يصل إلى 4489 رأساً نووياً.

وبحسب المعهد السويدي فإن روسيا تملك تقريباً ما بين 45 و 50 في المئة من إجمال الرؤوس النووية في العالم.

ما هو الثالوث النووي الروسي؟

الثالوث النووي هو المكونات الثلاثة للقوات المسلحة الإستراتيجية المجهزة بالأسلحة النووية وهي:

1-  قاذفات أرضية متنقلة وثابتة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

2- الغواصات البحرية ذات الصواريخ الباليستية المجنحة والباليستية التي تطلق من الغواصات.

3- الصواريخ المحمولة جواً وعلى متن قاذفات القنابل الثقيلة ذات المدى البعيد التي يمكنها حمل قنابل نووية أو صواريخ كروز برأس حربي نووي.

ويشير مصطلح الثالوث النووي إلى الأسلحة والصواريخ والقاذفات والغواصات القادرة على إيصال الرؤوس النووية إلى أهدافها الإستراتيجية المفترضة والمحددة سلفاً، ويسمى "الثالوث" لأن أدوات حمل الرؤوس النووية تتألف من ثلاثة عناصر أساس برية وبحرية وجوية، وهناك ثلاثة أنواع ومكونات لها وهي "القاذفات الجوية الإستراتيجية البعيدة المدى، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنصوبة على اليابسة، والصواريخ الباليستية البحرية التي تطلق من الغواصات والسفن الحربية"، كما تمتلك روسيا أسلحة نووية متنوعة وتضع أربعة شروط لاستخدامها واردة في "أساس سياسة دولة الاتحاد الروسي في مجال الردع النووي".

أي ظرف يمكن روسيا من استخدام الأسلحة النووية؟

أما الشروط التي بموجبها تكون موسكو مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية فهو منصوص عليها في "سياسات الدولة للاتحاد الروسي في مجال الردع النووي" المعتمدة عام 2020، والتي تتضمن أربعة شروط يتيح كل واحد منها اللجوء لاستخدام السلاح النووي، ومنها "في حال تلقت روسيا معلومات استخباراتية موثوقة حول إطلاق صواريخ باليستية تهاجم أراضيها و/أو أراضي حلفائها"، و "استخدام العدو الأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا و/أو حلفائها"، و"إذا وجه الخصم ضربات ولو بأسلحة تقليدية ضد منشآت حكومية أو عسكرية روسية مهمة ويؤدي الإضرار بها إلى تعطيل رد فعل القوات النووية الروسية"، و"حال تعرضت روسيا إلى هجوم شامل بالأسلحة التقليدية يهدد وجود الدولة ويخرب مؤسساتها وآليات السيطرة والتحكم بإدارتها".

وتحدد الوثيقة أنه يمكن لرئيس روسيا الذي يتخذ قرار استخدام الأسلحة النووية، إذا لزم الأمر، إبلاغ سلطات البلدان الأخرى و/أو المنظمات الدولية بهذا الأمر، وفي عام 2023 قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه ليست هناك حاجة إلى تغيير العقيدة النووية من خلال خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية.

ومع ذلك قرر بوتين عام 2023 أن تنشر روسيا أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروس، ووفقاً للرئيس الروسي "نحن نتحدث عن النشر وليس النقل، تماماً كما تنشر الأسلحة النووية الأميركية في دول الـ ’ناتو‘".

وفي الوقت نفسه، ووفقاً لتقرير نشر في مايو (أيار) 2023 على صفحات نشرة علماء الذرة، فإنه "ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا تنوي نشر أسلحة نووية على الأراضي البيلاروسية أو ما إذا كانت تعمل على تطوير البنية التحتية هناك من أجل نشر مثل هذه الأسلحة في المستقبل"، لكن أؤكد في يوليو (تموز) 2023 وصول أسلحة نووية تكتيكية روسية إلى بيلاروس ونشرها هناك.

من جهته قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الثالوث النووي الروسي يحافظ على مستوى يضمن الردع النووي الإستراتيجي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأسلحة التقليدية التي يتسلح بها الجيش حديثة بنسبة تزيد على 90 في المئة.

 الغرب يراقب بقلق

وطوال الفترة التي استمر فيها الصراع واسع النطاق في أوكرانيا، يزعم الممثلون الرسميون لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة أنهم لا يرون أي تغييرات في نشر القوات النووية الروسية، وبالتالي فليست هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات انتقامية جوابية.

وفي يونيو (حزيران) 2023 قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشكل مباشر إن "واشنطن لن تجري تغييرات على تكوين قواتها النووية في ما يتعلق بنقل الأسلحة النووية الروسية إلى بيلاروس".

وتعمل روسيا على تحديث ثالوثها النووي منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وبحسب ما جاء في الخطاب الرئاسي لعام 2018 أمام الجمعية الفيدرالية، فإن هذا يرجع لانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية التي انتهت عام 2002، ووفقاً لبوتين فإن اتفاق الدفاع الصاروخي إلى جانب معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية (ستارت)، "خلقت جواً معيناً من الثقة وضمنت عدم استخدام أي من الطرفين للأسلحة النووية"، لأن نظام الدفاع الصاروخي المحدود يجعل الأطراف أكثر عرضة للضربات لبعضهما بعضاً.

واعترف أنه خلال الأعوام التي أعقبت انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية، "كنا نعمل بجد على المعدات والأسلحة المتقدمة"، وقال بوتين حينها "لقد سمح لنا ذلك باتخاذ خطوة سريعة وكبيرة في صنع أنواع جديدة من الأسلحة الإستراتيجية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الدول التي تمتلك ثالوثاً نووياً

واليوم هناك ثلاث دول فقط لديها جميع المكونات الثلاثة، وهي الصين وروسيا والولايات المتحدة، وتشير نشرة علماء الذرة في تقريرها عن موسكو الذي يستند إليه هذا النص، إلى أنه بسبب الافتقار إلى الشفافية فإن تحليل وتقييم التطورات الروسية "مصحوب بقدر كبير من عدم اليقين"، بخاصة في ما يتعلق بالأسلحة غير الإستراتيجية، ويعتمد العلماء في تحليلهم على صور الأقمار الاصطناعية وغيرها من المعلومات المنشورة في مصادر مفتوحة، والبيانات الرسمية والمنشورات الصناعية والمقابلات مع مسؤولي الحكومة الروسية في وسائل الإعلام الحكومية.

المكون البري للثالوث النووي الروسي

والمكون الأرضي أو البري هو العنصر الرئيس والأكثر تنوعاً وعدداً في الثالوث الروسي، ويخضع لسلطة قوات الصواريخ الإستراتيجية، وتشمل هذه القوات ثلاثة جيوش صاروخية مقرها في مدن فلاديمير وأومسك وأورينبورغ، وتوحد 12 فرقة صاروخية.

ومنذ عام 2010 يترأس قوات الصواريخ الإستراتيجية العقيد جنرال سيرغي كاراكاييف، وبعد توقيع موسكو وواشنطن على معاهدة التدابير الرامية إلى زيادة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها (ستارت) في أبريل (نيسان) 2010، بدأت روسيا، وفقاً لالتزاماتها الجديدة بخفض قوتها الصاروخية، في حين التزمت في الوقت نفسه تحديثها. وكما ذكر النرال كاراكاييف في ديسمبر (كانون الأول) 2022 خلال مقابلة مع كراسنايا زفيزدا، فإن حصة الأسلحة الحديثة في قوات الصواريخ الإستراتيجية تبلغ 85 في المئة.

وقوات الصواريخ الإستراتيجية مسلحة بأنظمة صواريخ ثابتة من محاجر وصوامع تحت الأرض، ومتحركة بصواريخ باليستية عابرة للقارات، وتضم الفئة الثابتة مجمعات صواريخ ثقيلة وخفيفة، ويشتمل نظام الصواريخ الثقيلة على نظام صواريخ "فويفودا آر 36 آم 2" الذي يسميه حلف الـ "ناتو" في تدويناته باسم "الشيطان أس أس-18" وهو في الخدمة والمناوبة القتالية منذ عام 1988.

ومجمع صواريخ "دنيبروبيتروفسك" الذي يطلق الصاروخ ذي المرحلتين ويعمل بالوقود السائل، فقد دخل الخدمة منذ عام 1980، ويمكن لهذا الصاروخ الباليستي العابر للقارات أن يحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية بقوة 500 إلى 800 كيلو/طن لكل منها، وعلى مسافة تصل إلى 11.5 ألف كيلومتر.

أما مر الخدمة لـ "فويفودا آر 36 آم 2" فهو 15 عاماً، وفي منتصف العقد الأول من القرن الـ21 نشأ السؤال حول زيادة مدة تشغيلها، وبعد المشاورات المناسبة مع مكتب "يوجنوي" الذي صممها وقعت موسكو وكييف اتفاقاً عام 2008 لزيادة عمر الخدمة، إذ زادت إلى 27 عاماً.

وبعد عام 2014 توقف التعاون مع المطورين الأوكرانيين وتولى مركز الصواريخ الحكومي الروسي "ماكيفا" صيانة هذا النوع من الصواريخ، وكان المركز نفسه يتولى تطوير صاروخ باليستي روسي جديد عابر للقارات، وأبلغ عن إنشاء المجمع للمرة الأولى بواسطة سيرغي كاراكاييف عام 2013، كما كشف بوتين عن هذا التطور في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية عام 2018، وهو نظام الصواريخ "سارمات آر أس-28" المعروف في تدوينات الـ "ناتو" باسم "آس آس-29" والذي يعمل بالوقود السائل الثقيل.

وبحسب بوتين فإن الصاروخ يزن أكثر من 200 طن ولديه مرحلة طيران نشطة قصيرة، مما يجعل من الصعب اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي".

ووفقاً لنشرة علماء الذرة فإنه يمكن لهذا الصاروخ أن يحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية تقدر قدرة كل واحد منها بنحو 500 كيلو طن، وبحسب الخصائص المنشورة عام 2019 يبلغ مدى صاروخ "سارمات" 18 ألف كيلومتر، ووزنه 208.1 طن، ووزن حمولته نحو 10 أطنان.

وفي أبريل عام 2022 أجري أول اختبار طيران للصاروخ، إذ أطلق "سارمات" من قاعدة بليسيتسك التجريبية في منطقة أرخانغيلسك، وكما أفادت وزارة الدفاع فإن "وحدات التدريب القتالية التي حملها الصاروخ وصلت إلى المنطقة المحددة في ميدان تدريب كورا وسط شبه جزيرة كامتشاتكا".

وقال رئيس "روسكوزموس" في ذلك الوقت، ديمتري روغوزين، إن "سارمات" كان جاهزاً تقريباً للإنتاج الضخم، وأعلن عن ثلاثة اختبارات أخرى قبل نهاية العام لكنها لم تتم.

وفي فبراير 2023 ذكرت شبكة "سي إن إن"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أن روسيا أجرت اختبار سارمات في الـ20 من فبراير في العام نفسه، والذي يبدو أنه فشل في الوقت الذي كان فيه الرئيس جو بايدن في أوكرانيا".

لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف وصف هذه المعلومات بأنها "تزوير خبيث ولا علاقة له بالواقع"، وقال "لا يمكنك الوثوق بكل ما يظهر في وسائل الإعلام، بخاصة إذا كان المصدر هو شبكة ’سي إن إن‘".

وفي الأول من سبتمبر (أيلول) 2023، أعلن الرئيس الحالي لوكالة "روسكوزموس" يوري بوريسوف إدخال صاروخ "سارمات" إلى الخدمة القتالية، وبعد شهر أعلن بوتين أن روسيا "انتهت فعلياً من العمل على هذا النظام الصاروخي ولم يتبق سوى الإجراءات الإدارية والبيروقراطية"، وأن "سارمات" سيكون في الخدمة القتالية خلال المستقبل القريب.

وتُدرج وزارة الدفاع الروسية مجمع صواريخ "توبول أم آر تي -2 بي أم 2" كفئة خفيفة من أنظمة الصواريخ الثابتة، ووفقاً لمعاهدة "ستارت" الجديدة يسمى هذا الصاروخ في تدوين الـ "ناتو" باسم "آس أس -27 مود1"، وطور أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من قبل "معهد موسكو للهندسة الحرارية".

أما النسخة الثابتة من صواريخ "توبول أم" فهي موجودة في الخدمة منذ عام 2000، إذ تطلق صاروخاً ثلاثي المراحل يعمل بالوقود الصلب من صومعة، ويبلغ أقصى مدى له 11500 كيلومتر، ويحمل رأساً حربياً واحداً بقدرة 800 كيلو طن، كما أن لديه أيضاً نسخة محمولة تطلق من نظام الصواريخ الأرضية المتنقلة، وهو مطابق في خصائصه لصاروخ الصومعة.

وتمتلك الترسانة الروسية أيضاً نظام الصواريخ "يارس-آر آس-24" وهو ووفقاً لمعاهدة ستارت الجديدة، يسمى في تدوين الـ "ناتو" باسم "آس أس مود-2" وهو نسخة معدلة من صاروخ "توبوب -أم" في كلا الإصدارين الثابت والمتحرك. ويعتبر هذا المجمع الأكثر انتشاراً في الترسانة الروسية، ووفقاً لنشرة علماء الذرة فإن روسيا تمتلك الآن 171 قاذفة متنقلة من طراز "يارس" و22 قاذفة ثابتة، ويطلق هذا المجمع صاروخاً ثلاثي المراحل يعمل بالوقود الصلب لمسافة تصل إلى 11 ألف كيلومتر، ويمكن لهذا الصاروخ أن يحمل ما يصل إلى أربعة رؤوس حربية بقوة نحو 100 كيلو طن لكل منها.

وبشكل منفصل، وكجزء من القوات الصاروخية، يوجد نظام الصواريخ "أفانغارد" ويعرف في تدوين الـ "ناتو" باسم "آس أس -19مود -4"، وهو يطلق صواريخه من الصوامع المصممة لصواريخ "فويفودا".

ووفقاً لمعاهدة "ستارت" الجديدة يسمى في تدوين الـ "ناتو" بـ  "آس آس-19 ستيليتو"، والفرق الأساس بين هذا المجمع هو أن الصاروخ يحمل وحدة جناح انزلاقي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتتراوح قوتها، بحسب مصادر مختلفة، من 800 إلى 2000 كيلو طن.

وأعلن بوتين عن نظام "أفانغارد" عام 2018 إلى جانب نظام" سارمات"، وهو نظام قال إنه اُختبر للمرة الأولى خلال تدريبات القوات النووية الإستراتيجية في عام 2004.

وأضاف، "يختلف هذا النظام عن أنواع المعدات القتالية الموجودة في قدرته على الطيران في طبقات كثيفة من الغلاف الجوي على نطاقات عابرة للقارات وبسرعات تفوق سرعة الصوت تتجاوز رقم ماخ بأكثر من 20 مرة".

وفي نهاية عام 2018 أعلنت وزارة الدفاع الانتهاء من برنامج اختبار الطيران التجريبي لصواريخ "أفانغارد"، وبعد ذلك بعام وُضع النظام الصاروخي في الخدمة القتالية.

وفي عام 2018 أعلن فلاديمير بوتين نوعاً جديد آخر من الأسلحة الإستراتيجية وهو صاروخ كروز غير محدود المدى، والذي أصبح يعرف في ما بعد باسم "بوريفيستنيك 9 أم 730"، ويسمى في تدوين الـ "ناتو" باسم "آس أس سي .أكس. 9 سكاي فال"، ولا يزال من غير المعروف نوع الأساس الذي سيكون عليه.

ويضم جسم هذا الجهاز محطة طاقة نووية صغيرة الحجم، والتي كما قال بوتين توفر لها مدى طيران "غير محدود تقريباً". وفي أكتوبر 2023 أعلن بوتين خلال اجتماع عام لنادي "فالداي" الدولي للمناقشة، عن أحدث اختبار ناجح لـ "بوريفيستنيك"، فيما ولم يذكر الكرملين تاريخه.

مما يتكون المكون البحري للثالوث النووي الروسي؟

تُحمل الأسلحة النووية من قبل القوات النووية الإستراتيجية البحرية التابعة للبحرية الروسية، ووفقاً لنشرة علماء الذرة عام 2023، فقد امتلك الأسطول الإستراتيجي الروسي 11 غواصة عاملة تعمل بالطاقة النووية، خمس منها تنتمي إلى المشروع "دولفين-667"، وستة للمشروع "بورا-955"، ثم طور كلا المشروعين من قبل مكتب روبين المركزي للتصميم الهندسي البحري.

وأطلقت الغواصة دولفين عام 1984، وفي وقت لاحق جرى إدخال الغواصات من هذا النوع إلى الخدمة تدريجاً حتى عام 1990، وعمر الخدمة المقدر هو 25 عاماً، لكن وكما ورد في عام 2012 في حوض بناء السفن الدفاعي فسيزاد عمر خدمة هذه الغواصات إلى 35 عاماً، أما الغواصات الأخرى من هذا النوع هي "كا 114-تولا" و"كا-18 كاريليا"، و"كا 407 نوفوموسكوفسك" و"كا 114 بريانسك" فهي قيد الإصلاح حالياً.

خصائص " دولفين- 667"

الطول: 167.4 متر

العرض: 11.7 متر

السرعة الكاملة على السطح: 14 عقدة (نحو 25.9 كيلومتر/ساعة).

السرعة الكاملة تحت الماء: 24 عقدة (نحو 44.4 كيلومتر/ساعة).

قدرتها في الملاحة الذاتية: من 80 إلى 90 يوماً.

الطاقم: ما بين 135و140 عسكري.

ويمكن لهذه الغواصة أن تحمل ما يصل إلى 16 صاروخاً باليستياً تطلق من غواصات طراز "صواريخ سينيفا" المطورة بواسطة مركز أبحاث الدولة الذي يسمى باسم "ماكيفا"، ويصل مداها إلى 11 ألف كيلومتر، ويمكن لكل منها أن يستوعب ويحمل ما يصل إلى أربعة رؤوس حربية بقدرة 100 كيلو/طن.

وبدأ تطوير غواصات من طراز "بوري" منتصف الثمانينيات، إذ أطلقت السفينة الرائدة "يوري دولغوروكي" عام 2008، بينما هناك غواصات أخرى من هذا النوع وهي "ألكسندر نيفسكي" و"فلاديمير مونوماخ"، وثلاث غواصات حديثة تحمل اسم "الأمير فلاديمير" و"الأمير أوليغ" و"الجنرال يسيمو سوفوروف".


خصائص "بورا- 955"

الطول: 170 متر

العرض: 13.5 متر

السرعة الكاملة على السطح: 15 عقدة (نحو 27.7 كيلومتر/ساعة)

السرعة الكاملة تحت الماء: 29 عقدة (نحو 53.7 كيلومتر/ساعة)

الملاحة الذاتية: 90 يوماً

الطاقم: 107 أشخاص.

وتحمل الغواصة "بورا" على متنها ما يصل إلى 16 صاروخاً تعمل بالوقود الصلب ثلاثي المراحل من طراز "بولافا" الذي بدأ تطويره عام 1998 في معهد موسكو للهندسة الحرارية، وأطلق الأول عام 2005، ويصل مدى الطيران إلى 9300 كيلومتر، ويمكنه حمل ما يصل إلى ستة رؤوس حربية تبلغ قوة كل منها نحو 100 كيلو طن.

وتواصل روسيا تطوير مركبة تحت الماء من دون قبطان مزودة بمحطة للطاقة النووية يمكنها حمل طوربيد برأس حربي نووي، كما أعلن بوتين عن ذلك عام 2018، قائلاً إن مثل هذا الجهاز سيكون قادراً على التحرك "على أعماق كبيرة جداً إلى نطاقات عابرة للقارات وبسرعات أعلى بأضعاف من سرعة الغواصات وأحدث الطوربيدات بجميع أنواعها".

وهو أسرع السفن السطحية وكان هذا المشروع يعرف سابقاً باسم "ستاتوس 6"، ثم سمي لاحقاً "بوسيدون"، ويسمى بحسب تدوين الـ "ناتو" بـ "كانيون".

وفي أبريل 2023 قالت وكالة "تاس" نقلاً عن مصدر عسكري إنه يجري التخطيط لتشكيل فرقة من الغواصات التي ستحمل طوربيدات "بوسيدون" فائقة السرعة كجزء من أسطول المحيط الهادئ بحلول نهاية عام 2024 وبداية 2025.

ومن بين الغواصات الحاملة الغواصة النووية "بيلغورود"، وهي حالياً في مرحلة التشغيل التجريبي في الأسطول الشمالي، والغواصة النووية "خاباروفسك"، وهي قيد الإنشاء، وقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن موسكو لن تخطر واشنطن في شأن اختبار بوسيدون، ووفقاً له فإن هذا النظام الجديد لا يندرج في إطار الاتفاقات القائمة وآليات التحقق.

مكونات الثالوث النووي الروسي الجوي

يعتمد المكون الجوي للثالوث النووي الروسي على القوات النووية الإستراتيجية للطيران، والتي تعد جزءاً من قوات الفضاء العسكرية، وهي واحدة من ثلاثة أنواع من القوات ظهرت عام 2015، وتجمع بين القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الموجودة سابقاً والقاذفات الإستراتيجية التي تحمل أسلحة نووية، وهي جزء من القيادة الجوية بعيدة المدى تضم أيضاً قاذفات بعيدة المدى وطائرات للتزود بالوقود وطائرات استطلاع.

وتطلق الطائرات نوعين من الأسلحة النووية، صواريخ "كروز" من الجو "كا أتش-55" و "كا أتش-102" والصاروخ الأول موجود في الخدمة منذ عام 1983 ويبلغ مداه 2500 كيلومتر، ويمكن للصاروخ أن يطير على ارتفاع منخفض ويغطي المسافة بسرعة 260 متراً/ثانية ملتفاً حول التضاريس، ويحوي رأساً حربياً بقدرة 200 كيلو/طن، ويتسم بالانحراف الدائري المحتمل والدقة التي تصل إلى 100 متر.

أما الصاروخ "كا أتش -102" فهو نسخة نووية من الصاروخ "كا أتش -101"، وهو مزود برأس حربي تقليدي شديد الانفجار، ومن غير المعروف على وجه اليقين متى بدأ تطويره، لكن المراجعة العسكرية تكشف عن أنه بدأ التطوير خلال النصف الأول من التسعينيات.

وخصائص الصاروخ غير معروفة أيضاً، لكن وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الروسية فيمكن أن تتراوح قوته النووية من 250 إلى 1000 كيلو/طن، أما بالنسبة إلى المدى فقد قال وزير الدفاع سيرغي شويغو عام 2016 إن صواريخ "X-101" يمكن أن تغطي مسافة تصل إلى 4500 كيلومتر، ووفقاً له فقد استخدمته روسيا للمرة الأولى في سوريا عام 2015.

وأطلقت الصواريخ الجوية من القاذفات الإستراتيجية التي تمتلك روسيا منها الآن نوعين من هذه الطائرات، حاملة الصواريخ الإستراتيجية "تو-95 أم آس" وحاملة الصواريخ الإستراتيجية القاذفة من طراز "تو-160".

وبحسب نشرة علماء الذرة عام 2023 فإن عددها الإجمالي يبلغ 68 آلة، وجميعها يمكن أن تحمل أسلحة نووية، على رغم أن المتخصصين يشيرون إلى أنه بسبب التحديث المستمر فمن المستحيل تحديد عدد الطائرات الموجودة في الخدمة بالضبط.

أما حاملة الصواريخ الإستراتيجية "تو -95 أم آس" والتي يطلق عليها في تدوين الـ "ناتو" اسم "الدب"، وهي نسخة معدلة من طائرة "تو-95" ذات الدفع التوربيني، والتي طورت في مكتب تصميم "توبوليف" ونفذت أول رحلة لها عام 1952، فقد دخلت الخدمة عام 1957 قبل أن تدخل مرحلة الإنتاج التسلسلي عام 1981.

ويمكن لهذه الطائرة أن تحمل من ستة إلى 16 صاروخاً من طراز "كا أتش-55" أو ما يصل إلى 14 صاروخاً من طراز "كا أتش-102"، وبحسب نشرة علماء الذرة فإن هناك 55 منها في الترسانة الروسية.

خصائص القاذفة

 الطول: 47.7 متر.

 الارتفاع: 13.3 متر.

 طول جناحيها: 50.05 متر.

 السرعة تصل إلى 830 كيلومتراً/ساعة.

 المسافة المقطوعة من دون التزود بالوقود بحسب الحمولة القتالية من 6500 إلى 10500 كيلومتر.

 أقصى ارتفاع تم الوصول إليه 12 ألف متر.

 الطاقم: سبعة أشخاص.

أما حاملة الصواريخ الإستراتيجية القاذفة "تو-160" وتسمى في تدوين الـ "ناتو" بـ "بلاك جاك" و "البجعة البيضاء"، فهي طائرة أسرع من الصوت طورها مكتب تصميم "توبوليف"، وهي مصممة لضرب أهداف في المناطق الجغرافية النائية وفي أعماق المناطق القارية ومسارح العمليات العسكرية.

وأجري أول اختبار لها عام 1981، وتعتبر هذه الطائرة أثقل طائرة عسكرية أسرع من الصوت في العالم، ويبلغ الحد الأقصى لوزنها عند الإقلاع 275 طناً، ومع نهاية الحرب الباردة توقف إنتاجها، ولكن في عام 2015 تقرر البدء في إنتاج نسخ معدلة من هذه الطائرة تحت اسم" تو-160أم" من طريق مصنع "كازان" للطيران، وهو جزء من شركة الطائرات المتحدة "روستيخ"، واكتملت أول رحلة تجريبية لها عام 2018، وفي صيف عام 2023 أعلنت شركة "روستيك" الحكومية أن اختبارات الدولة لهذه الطائرة بدأت.


خصائص القاذفة "توبوليف 160"

 الطول: 54 متر.

 الارتفاع: 13.5 متر.

 طول الجناحين: 55.7 متر.

 السرعة: 2000 كيلومتر/ساعة (1.6 ماخ).

 المسافة المقطوعة من دون التزود بالوقود 14 ألف كيلومتر بسرعة تفوق سرعة الصوت.

 أقصى ارتفاع وصلت إليه: 12 ألف متر.

 الطاقم: أربعة أشخاص.

ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تمتلكها روسيا؟

لا يوجد تعريف واضح للأسلحة النووية التكتيكية، لكن الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية ICAN)) توضح أن كل ما لم يضمن في فئة الأسلحة الإستراتيجية في التصنيف الوارد في وثائق الحد من الأسلحة الروسية الأميركية (معاهدات سالت-1) يعتبر تكتيكياً.

وجوهر هذه الأسلحة هو تحقيق أهداف تكتيكية محددة في ساحة المعركة وليس ضربة واسعة النطاق على أكبر المدن خلف خطوط العدو، أما الأسلحة غير الإستراتيجية فلا يزيد مداها عن 5500 كيلومتر وطاقتها التدميرية أقل أيضاً، ومع ذلك وفي ظل ظروف معينة يمكن أن تشارك في تحقيق الأهداف الإستراتيجية، كما يعتقد المتخصصون.

ووفقاً لنشرة علماء الذرة فإن روسيا تعمل أيضاً على تحديث أسلحتها غير الإستراتيجية قصيرة المدى وإدخال أنواع جديدة، ويقول المحللون إن هذه العملية ليست واضحة وشاملة كما هو الحال في حال الأسلحة الإستراتيجية، لكن هدفها الواضح هو استبدال الأسلحة السوفياتية بأسلحة جديدة أصغر حجماً.

وبحسب خبراء النشرة فإن روسيا تحتاج إلى أسلحة نووية تكتيكية من أجل تعويض تفوق الـ "ناتو" في فئة الأسلحة التقليدية، وبخاصة الدقيقة التوجيه منها، وكذلك تحقيق التكافؤ النووي مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مجتمعين، ويبلغ إجمال عدد الرؤوس النووية التكتيكية الروسية 1816 أو أقل، ومعظم الأنظمة غير الإستراتيجية ثنائية الغرض ولذا يمكن أن تكون مهماتها غير نووية.

ووفقاً لمتخصصي النشرة فإن البحرية الروسية تمتلك أكبر عدد من الأسلحة التكتيكية، أي نحو 835 رأساً حربياً أو أقل قليلاً، والاتجاه الرئيس للتحديث هو تجهيز الغواصات النووية متعددة الأغراض لمشروع "ياسين-885"، وفي تدوين الـ "ناتو" يسمى "سيفيرودفينسك"، بأسلحة نووية ونسخة معدلة من "885 ياسين أم" التي صممت أول غواصة من هذا النوع، "كا 560 سيفيرودفينسك" عام 1993 ودخلت الخدمة في عام 2015.

ووفقاً للمحللين فإنه يمكن لهذه الغواصة أن تحمل صواريخ كروز "كاليبر" بعيدة المدى تعمل بالطاقة النووية.

وإلى جانب "سيفيرودفينسك" تمتلك البحرية الروسية غواصتين نوويتين أخريين من نوع "كا-561 قازان" و"كا 573 نوفوسيبيرسك"، وفي نوفمبر 2023 نقلت الطائرة الغواصة "كا 571 كراسنوياًرسك" إلى البحرية، فيما لا تزال الغواصات الأخرى "أرخانجغيلسك" و"بيرم" و"أوليانوفسك" و"فورونيغ" و"فلاديفوستوك" في مراحل مختلفة من البناء.

وتأتي قوات الفضاء الروسية في المرتبة الثانية من حيث عدد الرؤوس الحربية النووية التكتيكية، فهي تضم وفقاً لحسابات النشرة 500 طائرة قيد الخدمة، وتشمل هذه القاذفات الصاروخية الأسرع من الصوت "تو-22أم3" وقاذفة الخطوط الأمامية من طراز "سو-24 أم" التي يسميها الـ "ناتو" بـ "فينسير دي"، والقاذفة المقاتلة الأسرع من الصوت "سو-34"، وهي في تدوين الـ "ناتو" "المدافع"، والمقاتلة متعددة الأدوار Su-57" سو-57" التي يسميها الـ "ناتو" بـ "فيلون"، وطائرة "ميغ -31 كا" وفي تدوين الـ "ناتو" تسمى "فوكس هاوند"، القادرة على حمل صواريخ "كينغال" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي جزء من الطيران بعيد المدى.

ويشمل الطيران التكتيكي أيضاً الطائرة الهجومية "سو-25"، وفي تدوين الـ "ناتو"  تسمى "فروغ فووت"، ونقلت روسيا بعض هذه الطائرات إلى بيلاروس.

وفي عام 2022 اقترحت أن تقوم مينسك بتحويلها في المصانع الروسية حتى تتمكن الطائرات الهجومية من حمل أسلحة نووية، وبدأت في تدريب الطيارين البيلاروسيين على تشغيل طائرات مجهزة بشكل مناسب.

أما بالنسبة إلى العنصر الأرضي فنحن نتحدث في المقام الأول عن أنظمة الدفاع الصاروخي، وبالتالي فإن نظام الدفاع الصاروخي "آمور-آي -135" المثبت حول موسكو مجهز بـ68 صاروخاً نووياً اعتراضياً من طراز "تي 6- 53"، وتشير المعلومات أيضاً إلى أن أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "آس-300 فافوريت" وسام "آس-400 تريومف" قد تكون أنظمة ذات استخدام مزدوج.

ويتضمن المكون الأرضي أيضاً نظام الصواريخ التشغيلية التكتيكية من طراز "إسكندر- أم 9" الذي بدأ تطوير سابقتها "إسكندر-9" في مكتب تصميم الهندسة الميكانيكية في كولومنا بعد أن وقعت موسكو وواشنطن على معاهدة القوات النووية متوسطة المدى عام 1987 لإنشاء مجمع لا يتجاوز مداه الحد الأدنى 500 كيلومتر.

وظهر "إسكندر-أم 9" في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ويمكن لهذا المجمع إطلاق كل من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تطلق بواسطة قاذفة ذاتية الدفع، فيما يصل الحد الأدنى للمدى إلى 50 كيلومتراً، والحد الأقصى هو 490 كيلومتراً.

وفي عام 2022 قال بوتين إن روسيا ستنقل صاروخ "إسكندر-إم" إلى بيلاروس، وفي أبريل 2023 أعلن شويغو أن المجمعات التي يمكنها "استخدام الصواريخ التقليدية والنووية" نقلت إلى مينسك.


كيف تلتزم روسيا والولايات المتحدة بمعاهدة "ستارت" الجديدة؟

وُقّع على معاهدة التدابير الرامية إلى زيادة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها (ستارت) عام 2010، وفي عام 2021 قامت موسكو وواشنطن بتمديدها خمسة أعوام أخرى على أن تنتهي مدتها عام 2026، إذ تحوي الوثيقة إمكان التمديد لخمسة أعوام فقط استنفدت بالفعل.

أما جوهر الاتفاق فهو أنه لا ينبغي لروسيا والولايات المتحدة أن يكون لديهما أكثر من 700 وحدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنتشرة، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، والقاذفات الثقيلة المنتشرة، و1550 رأساً حربياً على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنشورة، ورؤوساً حربية على الصواريخ الباليستية من الغواصات المنشورة، ورؤوساً حربية نووية ضد القاذفات الثقيلة المنتشرة، و800 وحدة لقاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنشورة وغير المنشورة، وقاذفات الصواريخ الباليستية من الغواصات المنشورة وغير المنشورة، والقاذفات الثقيلة المنشورة وغير المنشورة.

واعتباراً من الأول من سبتمبر 2022، وهذا هو أحدث تقرير عام حول هذا الموضوع، لم ينتهك أي من الطرفين الاتفاق.

وفي الصنف الأول كان لدى روسيا 540 وحدة والولايات المتحدة 659 وحدة، ومن الصنف الثاني كان لدى روسيا 1549 وحدة والولايات المتحدة 1420، أما الصنف الثالث فتحتفظ روسيا بـ759 وحدة والولايات المتحدة بـ 800.

وفي عام 2023 علقت روسيا والولايات المتحدة الاتفاق، ولم تعد موسكو وواشنطن تجريان عمليات تفتيش أو تتبادلان المعلومات، لكنهما وعدتا في الوقت نفسه بعدم انتهاك الاتفاق.

ولا توجد حالياً مفاوضات في شأن إبرام اتفاق جديد في شأن هذه المسألة، لأنه مع اندلاع الصراع الواسع النطاق في أوكرانيا فقد جمدت من قبل الولايات المتحدة، وفي عام 2023 دعت واشنطن موسكو للعودة إلى المشاورات وفصلها عن التوترات الجيوسياسية العامة، لكن موسكو رفضت قائلة إنه إلى أن تتخلى الولايات المتحدة عن مسارها "لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا"، فإن مثل هذه الاتصالات مستحيلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات