Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير يكشف توسيع الصين ترسانتها النووية بصورة غير مسبوقة

صوامع بكين الجديدة قيد الإنشاء تشكل نحو ثلاثة أرباع حجم قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأميركية بأكملها

تشكل جهود التحديث علامة فارقة لكونها تمثل أكبر توسع للترسانة النووية الصينية على الإطلاق (أ ف ب)

ملخص

وصف التقرير الأميركي التوسع النووي الصيني بأنه من بين أكبر وأسرع حملات التحديث بين الدول التسع المسلحة نووياً

نشر اتحاد العلماء الأميركيين أخيراً تقريراً مطولاً كشف فيه عن توسيع الصين وتحديثها برنامجها النووي بصورة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية عبر تشييدها صوامع جديدة لصواريخها الباليستية العابرة للقارات DF-5 التي تعمل بالوقود السائل، وتطوير أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وأنظمة التوصيل الاستراتيجية المتقدمة، فضلاً عن إنتاج رؤوس حربية نووية لتحميلها في نهاية المطاف على هذه الأسلحة بمجرد نشرها.

التقرير المكون من 40 صفحة يتحدث أيضاً عن قيام الصين بإعادة تكليف قاذفاتها بمهمة نووية تشغيلية، وتطويرها صاروخاً باليستياً يطلق من الجو قد يحمل قدرة نووية، ليصف بعدها التوسع النووي الصيني بأنه من بين أكبر وأسرع حملات التحديث بين الدول التسع المسلحة نووياً.

وتشير تقديرات العلماء الأميركيين إلى أن الصين أنتجت مخزوناً يضم نحو 500 رأس حربي نووي يمكن إطلاقها بواسطة الصواريخ الباليستية الأرضية، والصواريخ الباليستية البحرية وقاذفات القنابل. وهذا ما يتطابق مع تقرير لوزارة الدفاع الأميركية عام 2023 خلص إلى أن المخزون النووي الصيني يشمل الآن أكثر من 500 رأس حربي، مع تقديرات بارتفاعه إلى نحو 1000 رأس حربي بحلول عام 2030، معظمها مجهزة بأنظمة قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة.

موقع "لوب نور"

يظهر تحليل صور الأقمار الاصطناعية، بحسب التقرير، أن الصين تعمل على توسيع موقع اختبار "لوب نور" النووي من خلال إنشاء ما يقارب 12 مبنى خرسانياً قرب مطار الموقع، إضافة إلى نفق جديد في منطقة الاختبار الشمالية، كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية ما يبدو أنها مناطق صرف جديدة ومنصات ومداخل مغطاة لمنشآت محتملة تحت الأرض، إلى جانب إنشاءات جديدة في مناطق الإدارة والدعم والتخزين الرئيسة.

 

 

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت علناً عن مخاوفها في شأن النشاط في موقع "لوب نور" للتجارب النووية، إذ قدر تقرير "الامتثال" الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لعام 2022، أن بعض تصرفات الصين في "لوب نور" يثير القلق في شأن التزامها معيار "العائد الصفري". ومع ذلك لم يتهم التقرير بكين صراحة بإجراء اختبارات نووية ولم يقدم أي دليل في هذا الشأن. وفي عام 2023 لم يقدم تقرير "الامتثال" أي تحديث في شأن نشاط الصين في "لوب نور"، مكتفياً بالقول إنها "ربما تستعد لتشغيل الموقع" من دون تقديم أي معلومات جديدة.

الصواريخ الباليستية العابرة للقارات

وعن قدرات الصين الصاروخية النووية يشير التقرير إلى أن "جيش التحرير الشعبي الصيني" يشغل حالياً ما يقارب 350 منصة إطلاق للصواريخ الأرضية التي يمكنها حمل رؤوس حربية نووية، يمكن لنصفها تقريباً الوصول إلى الولايات المتحدة. ومن أجل استيعاب القوة الصاروخية المتنامية، زاد العدد الإجمالي لألوية الصواريخ الصينية أيضاً، ليصبح عددها 45 لواءً مزوداً بقاذفات صواريخ باليستية أو صواريخ "كروز"، من بينها نحو 30 قاذفة صواريخ باليستية يتم تحديثها لإطلاق الصواريخ النووية.

التطور الأكثر أهمية في الترسانة النووية الصينية هو بناء نحو 320 صومعة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي تعمل بالوقود الصلب في حقول يومن وهامي ويولين غرب الصين، والعمل على تحديث وتوسيع عدد الصوامع الخاصة بالصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-5 الذي يعمل بالوقود السائل.

وتشكل جهود التحديث هذه علامة فارقة لكونها تمثل أكبر توسع للترسانة النووية الصينية على الإطلاق، ناهيك بأن الصوامع الصينية الجديدة قيد الإنشاء يتجاوز عددها صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تديرها روسيا، وتشكل نحو ثلاثة أرباع حجم قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأميركية بأكملها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذا تم ملء كل صومعة جديدة برأس حربي واحد عابر للقارات من طراز DF-31، فمن المحتمل أن يصل إجمالي عدد الرؤوس الحربية في قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الصينية إلى 648 رأساً نووياً خلال ثلاثينيات القرن الحالي، ومن المحتمل أن تحمل قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الصينية النشطة أكثر من 1200 رأس حربي بمجرد اكتمال حقول الصوامع الثلاثة.

وتتمثل المرحلة التالية من تحديث الصواريخ الباليستية بدمج الصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-41 الذي بدأ تطويره أواخر تسعينيات القرن الماضي، إلى جانب تطوير صاروخ جديد يعرف باسم DF-27 (CSS-X-24)، الذي يقال إن مداه يراوح بين 5 و8 آلاف كيلومتر.

أنظمة توصيل جديدة للأسلحة النووية

ويضيف التقرير أن الصين أجرت عام 2021 اختباراً لنظام جديد للقصف المداري الجزئي مزود بمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو حدث وصف بأنه إنجاز غير مسبوق لدولة مسلحة نووياً.

ووفقاً لتقارير وزارة الدفاع الأميركية اقترب النظام من ضرب هدفه بعد التحليق حول العالم، وأظهر أكبر مسافة طيران قاربت 40 ألف كيلومتر بزمن تحليق تجاوز الـ100 دقيقة، وهذا ما جعله النظام الأكثر تطوراً لتوصيل الأسلحة النووية في الترسانة الصينية. ومن شأن هذا النظام أن يشكل تحديات لتتبع الصواريخ وأنظمة الدفاع الصاروخي، إذ يمكنه نظرياً أن يدور حول الأرض ويطلق حمولته القابلة للمناورة بشكل غير متوقع.

الغواصات النووية

إلى ذلك، يقول التقرير إن الصين تمتلك حالياً ست غواصات صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية من الجيل الثاني من طرازي  JL-2 وJL-3 تتمركز في قاعدة يالونغ البحرية قرب لونجبوسان في جزيرة هاينان. ويعتبر مدى الغواصة JL-2 كافياً لاستهداف ألاسكا وغوام وهاواي وروسيا والهند من المياه القريبة من الصين. ومع المدى الأطول للغواصة JL-3 الذي يبلغ نحو 10 آلاف كيلومتر ستكون قادرة على استهداف الأجزاء الشمالية الغربية من الولايات المتحدة من المياه الصينية، لكنها لن تكون قادرة على استهداف واشنطن العاصمة من دون الإبحار عبر شمال شرق اليابان.

 

 

في حين تشير صور الأقمار الاصطناعية إلى أن العمل سيبدأ قريباً على النوع 096 في هولوداو، الذي من المتوقع أن يكون أكبر وأثقل بحيث تظهر الصور أقسام هيكل أوسع مما يدفع إلى الاستنتاج أن إنتاج غواصة بحجم أكبر قد بدأ بالفعل.

ومن أجل تطوير وضع الردع النووي البحري بصورة كاملة، من المفترض أن تعمل الصين على تحسين نظام القيادة والسيطرة الخاص بها لضمان التواصل الموثوق مع شبكات الغواصات عند الحاجة ومنع الطاقم من إطلاق أسلحة نووية من دون تصريح.

القاذفات الاستراتيجية

أما في ما يتعلق بالقاذفات النووية، فيلفت التقرير إلى أن القوات الجوية لـ"جيش التحرير الشعبي" أعيد تكليفها بمهمة نووية عام 2018 تتمحور حول القاذفة الصينية الحالية H-6 Badger، التي قد يكون لها نوعان مختلفان من القدرة النووية.

 

 

النسخة المطورة الأولى H-6K هي نسخة موسعة المدى من القاذفة الأصلية H-6 التي وصفتها وسائل الإعلام الصينية بأنها قاذفة نووية تقليدية مزدوجة. والنسخة الثانية H-6N تختلف عن قاذفة القنابل  H-6K من خلال دمجها مسبار التزود بالوقود أثناء الطيران، وبامتلاكها هيكلاً معدلاً يمكن أن يستوعب صاروخاً باليستياً يطلق من الجو قادراً على حمل رؤوس نووية.

ويرجح التقرير أن يكون اللواء 106 قد حصل على قدرة نووية تشغيلية في قاعدة "نيكسيانغ" الجوية في الجزء الجنوبي الغربي من مقاطعة هينان، إذ تم تعديل القاعدة على نطاق واسع من خلال إنشاء أنفاق كبيرة تصل إلى جبل قريب كبير بما يكفي لاستيعاب قاذفة القنابل H-6.

ومن أجل استبدال H-6 في نهاية المطاف، تعمل الصين على تطوير قاذفة شبحية ذات مدى أطول وقدرات محسنة. وتؤكد وزارة الدفاع الأميركية أن القاذفة الجديدة، المعروفة باسم H-20، ستتمتع بقدرات نووية وتقليدية بمدى يتجاوز 10 آلاف كيلومتر، وقد يتم الكشف عنها في وقت ما خلال العقد المقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير