Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نوروز" بعد النصر في إيران

الشعب الإيراني نزع الشرعية من المرشد علي خامنئي

انتخابات إيران شهدت انخفاض إقبال الناخبين إلى مستويات قياسية (أ ف ب)

ملخص

لم تشهد إيران خلال العقود الثلاثة الماضية أي انتخابات تحدث عنها النظام وحاشيته بهذا الحجم، وأكدوا ضرورة التصويت والمشاركة فيها

من الآن فصاعداً، إضافة إلى الاحتفال ببدء حكم رضا شاه ويوم تأميم النفط في إيران والمناسبات الأخرى مثل يوم المرأة ويوم الشجرة ويوم المحامين، نضيف مناسبة جديدة في التاريخ الإيراني، وهي يوم نزع الشرعية الكاملة من المرشد الإيراني علي خامنئي.

لقد وردت صور كثيرة من المراكز الانتخابية الفارغة من الناخبين في وطننا. أنا قد نشرت كثيراً منها وكتبت عديداً من المقالات، لكن هناك لقطتين خالدتين: الأولى أظهرت عدداً من أنصار ولاية الفقيه يلاحقون فأرة اختبأت تحت منبر في أحد المساجد التي حولوها إلى مركز للتصويت، وبدا المركز الانتخابي خالياً من الناخبين، واستمرت مطاردة أنصار ولاية الفقيه في ذلك المكان بحثاً عن الفأرة. أما اللقطة الثانية فقد أتت من مدينة جابهار، جنوب إيران، وقد أظهرت القائمين على الانتخابات يعيدون صناديق فارغة إلى مكانها.
 
لم نشهد أي انتخابات خلال العقود الثلاثة الماضية تحدث عنها ولي الفقيه وحاشيته بهذا الحجم، وأكدوا ضرورة التصويت. لقد لجأوا إلى الدين والمذهب من أجل إقناع الشعب بالمشاركة في الانتخابات. لقد قتل خامنئي خلال حركة "المرأة والحياة والحرية" أكثر من 500 شخص وأعدم عدداً من الشباب، وقد استهدف الأمن أعين الفتيات الجميلات وزج بالآلاف بالسجون، لقد تصور المرشد أنه انتصر، لكن المقاومة التي أبدتها النساء سببت له فشلاً ذريعاً. ولم يستطع هندسة الانتخابات الماضية، إذ قاطعها 90 في المئة من الناخبين، وسلبوا منه حلم التمهيد لخلافة ابنه مجتبى المؤمل بتولي العرش.

 

وقد بدأ الشعب الإيراني يسلب منصب القيادة من خامنئي في الانتخابات السابقة. شهدنا للمرة الأولى تتطابق مواقف المعارضة في الخارج والداخل في موضوع مقاطعة الانتخابات. لهذه الأحداث نتائج كبيرة، وقد أثبتت أن الشعب الإيراني سينتصر حتى قبل موت خامنئي. 

خلال ولاية محمد خاتمي تقرب المرشد الإيراني إلى رجال الأمن يوماً بعد يوم. لقد شكلوا فريقاً كاملاً منهم من تولى الشؤون التنفيذية والعمليات مثل رمضاني وإلياس محمودي وأحمد وحيد وبور فلاح وذو القدر، وشكلوا فريقاً إعلامياً ضم حسين شريعتمداري وحسين صفار هرندي ويوسف بور وحاج غفور وحاج عزت، وضموا إلى مجموعتهم رجال دين مجربين مثل علي فلاحيان وحسينيان وبور محمدي وكذلك أحمد وحيدي أول قائد لقوات قدس ووزير الداخلية الحالي. وقد انضم إليهم من تولى مهام التنظير منهم حسن عباسي وحسين الله كرم وإلياس نادران ومهدي شمران، كما شمل فريقهم دبلوماسيين سابقين مثل علي أكبر ولايتي ومحمد حسن أختري. أما أصغر حجازي كان العقل المدبر وهيمن على فكر وروح المرشد ويستمر حالياً بالمهام نفسها. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد تولى هؤلاء وعدد آخر من مركز البحوث الاستراتيجية التابع للحرس الثوري وكلية الإمام باقر ومنظمة استخبارات الحرس الثوري والأركان العامة للقوات المسلحة مهمة تحديد خليفة خامنئي قبل أن يقبض ملك الموت روحه. تماماً مثلما عمل رفسنجاني وخامنئي وري شهري بتقريبهم إلى أحمد الخميني من أجل حسم موضوع خلافة الخميني بعد وفاته، فتقربت هذه المجموعة إلى مجتبى خامنئي الذي يعتبر نفسه ولياً للعهد من أجل حسم موضوع الخلافة. كان ميثم خامنئي خيارهم الأول، لكنه بعد الاستمرار بالاستماع إلى النصائح من رضي شيرازي، سلك طريق الزهد والتركيز على دراسة العلوم الدينية، لكن بعد إجراء الانتخابات السابقة لم تعد هناك حظوظ لولي فقيه متغطرس وجبار وجريء مثل خامنئي ولا لنجله مجتبى خامنئي.

كم كان جميلاً لو وصلت إلينا أخبار تكشف عن حال قوات الحرس الثوري بعد الانتخابات. لا شك أنهم مرعوبون. في أي حركة هنالك ثلاثة أسباب تؤدي إلى النصر. الأولى أن ينقطع الشعب من التواصل مع النظام. هذه الظاهرة تجلت في الحركة الخضراء وبعدها في الحركة العظيمة في احتجاجات المرأة والحياة والحرية، واليوم في كلمة "لا" كبيرة رددها الشعب ضد أصل وفرع النظام. 

 

أما السبب الثاني هو وجود قائد تتفق عليه المعارضة في الداخل والخارج، والسبب الثالث هو التناقض بين مصالح النظام ومصالح القوى العالمية المؤثرة. أي عدم وجود أشخاص مثل جيمي كارتر وجيسكار وكالاهان وأشميت لكي يقرروا مصير بلادنا في "غوادلوب"، بل على عكس تلك الإجراءات ما نتوقعه في أقل تقدير هو الدعم المعنوي لحراك الشعب الإيراني فقط. 

الشعب الإيراني أعلن براءته من النظام أكثر من مرة. إنه يكره النظام ولا يرغب به. أما عدم دعم القوى الخارجية فهو أمر طبيعي. لقد أدت الحركة الاحتجاجية الأخيرة (المرأة والحياة والحرية) إلى أن ينحني العالم إجلالاً لشعبنا، وقد تعلن أميركا عدم شرعية النظام قريباً. أما موقف أوروبا وبلدان الشرق الأوسط فهو واضح في التعامل مع إيران. هل تتذكرون التظاهرات التي شارك فيها الملايين في برلين وتورنتو ولندن وواشنطن؟ كما شارك مئات الآلاف في لوس أنجليس، وقد حضرها الأمير رضا بهلوي، وقد هيمن الأمل والحماس على الجميع... الجميع كان حاضراً منهم شخصيات مؤثرة ورياضيون ونشطاء سياسيون واجتماعيون وثقافيون وصحافيون وشعراء. 

ويتكرر المشهد حالياً. هل تتكرر تلك الأيام، هل نستطيع توجيه الضربة النهائية؟

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من آراء