Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيون يرون أن الحرب انطلقت قبل 10 سنوات

عندما احتج آلاف بساحة الاستقلال في شتاء 2013 بعد أن ألغى يانوكوفيتش اتفاقاً للتكامل الأوروبي من أجل تعزيز علاقاته مع الكرملين

أعلام تحمل رموزا وألوانا لأوكرانيا في ذكرى جنود الجيش الذين سقطوا في ساحة الاستقلال في كييف، 24 فبراير 2024 (أ ف ب)

يحتفظ أولكسندر بصور غير واضحة على هاتفه لأشهر سادت فيها الفوضى أوكرانيا قبل 10 أعوام، عندما كان لا يزال فناناً يؤمن بالقيم السلمية.

تظهر الصور "ميدان الاستقلال" في كييف محاطاً بإطارات مشتعلة ودخان أسود، بينما تدور مواجهات بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين المطالبين بتعميق التكامل مع أوروبا.

غيرت تلك المسيرات بلاده وحياته على حد سواء، فبعد عقد، يواجه الحرب الروسية في أوكرانيا التي تشهد النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

بالنسبة إلى كثر على خط الجبهة حالياً، على غرار المسعف في مواقع القتال البالغ 45 سنة، فإن المعركة من أجل بقاء أوكرانيا بدأت عام 2013 عندما تخلى رئيسها حينذاك فيكتور يانوكوفيتش عن اتفاقات مرتبطة بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى خروج احتجاجات.

وقال أولكسندر الذي انضم لاحقاً إلى الجيش "بدأ الأمر عندما ضربت شرطة مكافحة الشغب الطلبة، بدأ عندما لم يتم التوقيع على الاتفاق".

وأضاف وهو ينظر إلى السهول المؤدية إلى المواقع الروسية في شرق أوكرانيا وفي حوزته بندقية هجومية أن "هناك، تحت الرصاص، بدأ كل شيء".

 

 

وشارك آلاف الأوكرانيين في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي انطلقت شتاء عام 2013 بعدما ألغى يانوكوفيتش اتفاقاً للتكامل الأوروبي من أجل تعزيز علاقاته مع الكرملين.

أدت التحركات إلى إطاحته واستغل الانفصاليون الفوضى للسيطرة على بلدات في شرق البلاد الصناعي بمساعدة روسيا، كما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بينما بدا رد الفعل الغربي خافتاً.

وفي الذكرى الـ10 لقتل 100 من متظاهري ساحة ميدان الاستقلال هذا الشهر، ربط الرئيس فولوديمير زيلينسكي مباشرة بين الاحتجاجات والاجتياح الروسي.

وقال "10 أعوام مرت، وما زالت مساعي تدميرنا وتدمير استقلالنا متواصلة، استهدف الرصاص المئة العزل (حينها)، الآن باتت صواريخ ومسيّرات وجيوش" تضرب الأوكرانيين.

تغير كبير

تغيرت أمور كثيرة خلال تلك السنوات، فسجن القومي إيغور غيركين الذي حشد الانفصاليين الموالين للكرملين في شرق أوكرانيا في موسكو بسبب انتقاده الشديد لاستراتيجيات الحرب الروسية، وباتت أوكرانيا الآن على مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وتحول قتال عام 2014 الذي اعتبر في الماضي مجرد نزاع محلي إلى معركة بين "الخير والشر"، بحسب زيلينسكي، وأما بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنها حرب بين روسيا والغرب.

لكن بالنسبة إلى الجنود الأوكرانيين العاديين على الجبهة على مدى العقد الماضي والذين كان بعضهم أيضاً في ميدان الاستقلال، فإن الأهداف والأخطار العالية ما زالت كما هي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشير الضابط الرفيع في الجيش أوليغ لوكاشنكو (49 سنة) الذي يخدم منذ عقد إلى أن الفرق الرئيس الآن هو أن الحرب باتت تؤثر في مزيد من الأوكرانيين.

وقال "تحلق الصواريخ في كل مكان وفهم الجميع بأن هذه حرب وبأنها ستصل إلى الجميع وبأنك ما لم تدافع عن بلادك، فيمكن أن تصل (الحرب) إلى كل زاوية من أوكرانيا".

ووصف مسعف آخر في مواقع القتال هو أولكسندر (37 سنة) الذي يقاتل في شرق أوكرانيا منذ 10 أعوام اليوم الأول للاجتياح الروسي واسع النطاق في فبراير (شباط) 2022 بأنه كان "يوماً عادياً تقريباً"، مضيفاً أنه "لا يمكنني القول إن الحرب بدأت في 2022، أدفن أصدقائي منذ عام 2014".

وتملأ شرق أوكرانيا علامات تذكر بالقتال الذي اندلع غداة مسيرات ميدان الاستقلال التي أودت بحياة أصدقائه.

وعند المنعطفات وعلى التلال تحمل النصب المقامة من الحجر أسماء وأعمار ورتب الجنود الأوكرانيين الذين قتلوا بأيدي المتمردين والقوات الروسية عام 2014.

خسرت أوكرانيا قرابة 4400 جندي قبل الاجتياح الشامل في 2022 بمعارك أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص بالمجموع، بحسب الأمم المتحدة.

وشكل القتال ضغطاً هائلاً على المدنيين العالقين وسط إطلاق النار.

قلق وخوف

تعمل أولغا يوداكوفا، وهي معالجة نفسية تبلغ 61 سنة في كراماتوسك، إحدى البلدات التي سيطر عليها الانفصاليون لمدة وجيزة، مع الأطفال للتخفيف من حدة الضغط النفسي الناجم عن الحرب.

وروت كيف سيطر القلق على السكان مدة طويلة وكيف كان الأهالي يحاولون تهدئة الأطفال الخائفين من الانفجارات عبر القول لهم إن أصوات الانفجارات تأتي من مصانع قريبة للمعادن.

وقالت "للأسف، عانى الأطفال كثيراً. بعد عام 2014، كان الأمر ملحوظاً جداً. كان هناك عدد كبير من الأطفال الخائفين".

 

 

تحدث جميع الجنود الذين قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية عن أوكرانيا كبلد شهد تحولات وبات أكثر وحدة نتيجة عقد من الفوضى والنزاعات.

وتأمل بعضهم في التغيرات التي طرأت عليهم أيضاً وأعربوا عن شكوك حيال إمكان بقائهم أحياء ليشهدوا 10 أعوام أخرى.

كان المسعف في مواقع القتال أولكسندر البالغ 45 سنة في السابق يعمل في الرسم الزخرفي ويعارض العنف، إلا أن أحداث ميدان الاستقلال ومن ثم الحرب، غيرته.

ولدى سؤاله أين يتوقع بأن يكون بعد عقد، يرد قائلاً "لا أحد يعيش 20 عاماً في الحرب. هناك نوعان من المقاتلين، الشجعان وكبار السن".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات