Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضعف مهارات التعلم لدى الأطفال قد يكلف الاقتصاد البريطاني مليار دولار

نحو 187 ألف طفل في سن الخمس في إنجلترا - قرابة 30 في المئة - هم متخلفون عن المستويات المتوقعة للقراءة

واجهت أسر كثيرة في بريطانيا مصاعب في الحصول على الدعم المناسب في الأعوام الأولى من تفشي وباء "كوفيد" ووقوع أزمة غلاء كلفة المعيشة (غيتي)

ملخص

تكشف أرقام السنة المالية 2022 - 2023 عن أن نحو 187 ألف طفل في سن الخامسة في إنجلترا - أي ما يمثل 30 في المئة - يتخلفون عن تلبية المعايير المتوقعة للقراءة، وذلك بزيادة عن نسبة 27 في المئة المسجلة في السنة 2018 - 2019.

نبه أحد مراكز الأبحاث في المملكة المتحدة إلى أن الضعف في مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الأطفال، يمكن أن يتسبب بعبء اقتصادي يكلف البلاد نحو 830 مليون جنيه استرليني (مليار و54 مليون دولار أميركي)، مع تسليط البيانات الضوء على فجوة آخذة في الاتساع بين أطفال المناطق المحرومة وأقرانهم في المناطق الأخرى.

وتكشف أرقام السنة المالية 2022 - 2023 عن أن نحو 187 ألف طفل في سن الخامسة في إنجلترا - أي ما يمثل 30 في المئة - يتخلفون عن تلبية المعايير المتوقعة للقراءة، وذلك بزيادة عن نسبة 27 في المئة المسجلة في السنة 2018 - 2019.

ولاحظ الخبراء أن أعداداً متزايدة من الأسر لم تكن قادرة على الحصول على الدعم الأساسي في الأعوام الأولى من تفشي جائحة كورونا، ووسط أزمة ارتفاع كلف المعيشة. واستناداً إلى "المؤسسة الوطنية لمحو الأمية" National Literacy Trust، أدت إجراءات الإغلاق خلال فترة الجائحة، إلى تفاقم الوضع نتيجة حرمان الأسر من الموارد التعليمية وسبل الرعاية الحيوية خلال المراحل الرئيسة من نمو أطفالها.

يضاف إلى ذلك، أن نحو 125 ألف طفل في سن الخامسة - يشكلون نحو 20 في المئة ضمن فئتهم العمرية – هم متخلفون الآن في مهارات التواصل وإتقان اللغات، وذلك بارتفاع عن نسبة 18 في المئة المسجلة في السنة2018  - 2019.

ووفقاً للباحثين، فإن تداعيات الضعف في مهارات القراءة والكتابة ستشكل عبئاً اقتصادياً بقيمة 830 مليون جنيه استرليني على مدى عمر كل مجموعة من الأطفال في سن الخامسة، أي ما يعادل 7,800 جنيه استرليني (9,906 دولارات) لكل طفل.

وتشير أبحاث جمعية "برو بونو إيكونوميكس" Pro Bono Economics (التي تساعد المؤسسات الخيرية والاجتماعية من المملكة المتحدة في تحسين عملها) إلى انخفاض متوقع مقداره 5,300 جنيه استرليني (6,731 دولاراً) في العوائد المحتملة لكل طفل على مدى حياته، بسبب هذه المشكلة. وقدرت المؤسسة الخيرية أن كل طفل سيكون في حاجة إلى ما متوسطه 2,500 جنيه استرليني (3,175 دولاراً) كدعم إضافي من الحكومة.

وتبين أن التأثير الأكثر وضوحاً لهذه المشكلة يتركز في المناطق الأكثر حرماناً في البلاد، إذ فشل نحو 43 ألف طفل هم في سن الخامسة في تلبية معايير القراءة المناسبة.

وتكشف الأبحاث عن أن في مدن مثل بيرمنغهام وليفربول ومانشستر، سجل أكثر من ربع عدد الأطفال في سن الخامسة، مستويات متدنية لجهة الإلمام بالقراءة والكتابة.

وخلال عام 2022 - 2023، سجلت مناطق الشمال الغربي والشمال الشرقي لإنجلترا و"ويست ميدلاندز" ويوركشير وهامبر، أعلى معدلات في نسبة الأطفال الذين يعانون صعوبات في تلبية معايير القراءة والكتابة.

 

جوناثان دوغلاس الرئيس التنفيذي لـ"المؤسسة الوطنية لمحو الأمية"، دعا كلاً من الحكومة والشركات المحلية، إلى دعم حملة التوعية التي تهدف إلى مساعدة الأطفال المقيمين في المناطق الأكثر تضرراً من أزمة غلاء كلفة المعيشة.

وأضاف: "نحن ندرك أن الفقر يؤثر بشكل كبير في مهارات الطفل في التواصل المبكر واللغة والقدرة على القراءة والكتابة في مراحل نشأته، مع ما يترتب عن ذلك من آثار بعيدة المدى في تعلمه وثقته ورفاهيته وفرص نموه مدى الحياة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعرب مات ويتاكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "برو بونو إيكونوميكس" عن قلقه قائلاً: "إن العدد الكبير من الأطفال الصغار الذين هم في المرحلة التعليمية الأولى ما بعد الحضانة، يعانون عجزاً كبيراً في المهارات الأساسية للقراءة والتواصل، ويجب أن يكون ذلك مدعاة قلق في جميع المجالات".

ريتشيل هوبكروفت رئيسة شؤون الشركات لدى مؤسسة "كي بي أم جي يو كي"  KPMG UK (التي تقدم خدمات مهنية، بما فيها التدقيق والضرائب والاستشارات) - وهي المنظمة التي كلفت إجراء البحث - لفتت إلى أنه "في سن الخامسة، يعجز عدد كبير للغاية من الأطفال، بلا داع، عن تحقيق المستوى المتوقع، حتى قبل أن يحصلوا على فرصة مناسبة في الحياة".

وأوضحت أن "هذا البحث يشير إلى أن العواقب تمتد إلى ما هو أبعد من اقتصادنا، الأمر الذي يعوق الحصول على الفرص الوظيفية، ويحد من إمكانات الكسب المادي، ولا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات محرومة".

وفي تعليق على ما تقدم، قال متحدث باسم وزارة التعليم البريطانية: "إن خطتنا تحقق نتائج إيجابية، كما يتضح من تصنيف الأطفال في سن المرحلة الابتدائية في إنجلترا، على أنهم من بين أفضل القراء في العالم الغربي، بحيث حلوا في المرتبة الرابعة عالمياً وفق التقييم الدولي الأخير لـ"دراسة التقدم الدولي في مجال محو الأمية" Progress in International Reading Literacy Study (PIRLS). (وهي بحث دولي لمدى تحصيل القراءة لدى الأطفال الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 9 و10 أعوام). ومنذ إدخال "اختبار فحص الصوتيات" Phonics Screening Check (وهو اختبار غير رسمي يتعين على التلامذة في المرحلة الدراسية الابتدائية إجراؤه لتحديد قدرتهم على القراءة والكتابة) زادت نسبة الأطفال الذين يستوفون المعايير المتوقعة بمقدار الثلث، منذ عام 2012، لتصل إلى 80 في المئة على الصعيد الوطني.

وختم بالقول: "نحن لا نزال ملتزمين تقديم تعليم عالمي المستوى لكل طفل، وهو ما ينعكس على الأهمية الكبيرة لتحسن معايير التعليم في جميع أنحاء البلاد. وفي الوقت الراهن صنفت 89 في المئة من المدارس على أنها جيدة أو مميزة من جانب "مكتب المعايير في التعليم وخدمات المهارات والأطفال" (أوفستيد) Office for Standards in Education (Ofsted) (الذي يتولى الرقابة على المؤسسات التعليمية في إنجلترا)، وهي زيادة ملحوظة من 68 في المئة في عام 2010. كما أن الأداء الأكاديمي لتلامذتنا هو تنافسي ويعد من الأفضل على المستوى العالمي".

© The Independent

المزيد من تقارير