Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعدامات وتجويع... الحوثي يلتمس انتصارا بالانتقام من اليمنيين

قصف سفن غذاء في خليج عدن وأصدر أحكاماً بقتل 16 ناشطاً معتقلاً

يستهدف الحوثيون عمليات الشحن في المنطقة منذ نوفمبر الماضي في حملة يقولون إنها تأتي تضامناً مع غزة (أ ف ب)

ملخص

يتزامن تصعيد الجماعة التي تدعي مناصرة غزة، في وقت ترفض فتح الحصار الذي تفرضه على محافظة تعز.

في إجراء جديد يتعدى المزاعم السياسية التي يعتبرها مراقبون بروباغندا حوثية معتادة تهدف إلى التكسب الجماهيري من ورائها، قصفت الجماعة المدعومة من إيران بصاروخين باليستيين اليوم الأربعاء سفينة نقل محملة بالحبوب أثناء إبحارها من الأرجنتين إلى ميناء عدن جنوب اليمن.

ودانت الحكومة اليمنية العملية واعتبرتها "تصعيداً خطراً في مسار أعمال القرصنة البحرية والهجمات على السفن التجارية وناقلات النفط".

وفي ظل أزمة إنسانية واقتصادية مريعة قالت "الحكومة الشرعية" في بيان لها نشره وزير الإعلام معمر الإرياني، إن "هذا الهجوم يعد استهدافاً مباشراً للواردات من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المقدمة لليمن".

تفاقم الجوع

وعن هذه الانعكاسات لفت وزير الإعلام إلى أن السلوك الحوثي "انعكس على أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والوضع الاقتصادي، وفاقم الأزمة الإنسانية الأكبر عالمياً جراء ظروف الحرب والانقلاب التي سيدفع ثمنها المدنيون الأبرياء"، مشيراً إلى أن سفينة "سي تشامبيون" "كانت أثناء استهدافها في طريقها لإفراغ جزء من حمولتها البالغة نحو 9229 طناً من الذرة في ميناء عدن قبل أن تتجه إلى ميناء الحديدة غربا) لإفراغ الحمولة الباقية والبالغة 31 ألف طن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً للإرياني فهذه ليست المرة الأولى التي تبحر فيها السفينة للموانئ اليمنية، "إذ سبق وقامت بتسليم المساعدات الإنسانية إلى اليمن 11 مرة خلال الأعوام الخمسة الماضية".

وأضاف، "هذا الهجوم الإرهابي يأتي في ظل التداعيات المترتبة على الهجمات الحوثية المتواصلة على خطوط الملاحة الدولية منذ نوفمبر الماضي بمزاعم رفع الحصار عن غزة".

وطالب الإرياني "الشركاء الدوليين والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالعمل على الاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة الميليشيات الحوثية عبر الشروع الفوري في تصنيفها منظمة إرهابية".

كما طالب بـ "تجفيف منابع الحوثي المالية والسياسية والإعلامية، والتحرك في مسار مواز بتكريس الجهود لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية لاستعادة الدولة وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية".

وفي إطار عملياتهم في البحر الأحمر أعلن الحوثيون أمس الثلاثاء استهداف سفينتين أميركيتين في خليج عدن وهما "سي تشامبيون" و "نافيس فورتونا" بصواريخ بحرية مناسبة.

ويتزامن تصعيد الجماعة التي تدعي مناصرة الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت ترفض فتح الحصار الذي تفرضه على محافظة تعز التي تضم أكبر تجمع سكاني في البلاد ويقدر بنحو 6 ملايين نسمة، مع عملياتهم العسكرية في البحرين الأحمر والعربي، على رغم التحذيرات الدولية المتكررة من أخطار الهجمات ضد السفن التجارية والنفطية.

وقبل يومين قال الحوثيون إنهم استهدفوا سفينة شحن بريطانية في خليج عدن بصواريخ بحرية بعدما أفادت شركة "أمبري" للأمن البحري ليلاً عن تعرض سفينة مسجلة في بريطانيا إلى هجوم داخل المنطقة، كما قال الحوثيون إنهم أسقطوا طائرة أميركية من دون طيار في مدينة الحديدة غرب البلاد.

من الجوع للمقصلة

وفي البر يواجه اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين الموت بطرق شتى، فمن قاوم الجوع جراء رفض الجماعة صرف الرواتب سيواجه بأحكام الإعدام التي ازدادت وتيرتها بحق المخالفين لنهجها، فقد أصدرت سلطاتها القضائية حكماً بإعدام 16 شخصاً بينهم سبعة مختطفين وسجن ستة آخرين بتهمة "التخابر مع العدو"، وهي التهم الجاهزة التي توجهها الجماعة لكل معارضيها وخصومها السياسيين والمواطنين العاديين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقال المحامي عبد الباسط غازي إن محكمة حوثية أصدرت حكماً بإعدام وسجن 22 إصلاحياً، بينهم تسعة جرت محاكمتهم غيابياً في محافظة صعدة شمال البلاد.

وأوضح غازي في منشور له على منصة "فيسبوك" أنه وُكل من قبل المختطف إبراهيم العزيري الذي ينتمي لمحافظة صعدة بعد أن سلم نفسه طواعية بمجرد علمه بأنه مطلوب من قبل أمن صعدة، وأودع السجن ضمن 22 متهماً آخرين.

وأشار إلى أن المحكمة أصدرت حكماً بإعدام المتهمين الفارين وعددهم تسعة، إضافة إلى سبعة متهمين آخرين وحبس آخرين ما بين 10 و15 عاماً، ومن ضمنهم المختطف عبدالله العزيري، لافتاً إلى استئناف الحكم ومؤكداً أن القضية رهن المحاكمة أمام الشعبة الجزائية.

أحكام عبر الهاتف

وخلال إجراءاته بحق موكله أكد المحامي غازي أنه قدم إلى المحكمة الابتدائية "أدلة براءة موكله مما نسب إليه، وأنه لو كان مداناً لفر من صنعاء ولما ذهب إلى صعدة ليسلم نفسه، وحال تفريغ هاتفه لم يثبت عليه شيء، فكيف أصدرت المحكمة حكمها بحبسه 10 أعوام".

واعتبر أن الحكم جائر، متمنياً أن تقوم الشعبة الجزائية بإنصاف المتهمين وأن لا تقرأ مسودة الحكم من الهاتف كما كان في الحكم الابتدائي، في إشارة إلى تلقي العاملين في السلك القضائي توجيهاتهم من سلطة الأمر الواقع الحوثية.

وقبل أيام أحالت الميليشيات 11 شخصاً إلى النيابة العامة تمهيداً لإصدار أحكام ضدهم بتهمة ذبح شقيق زعيمها إبراهيم الحوثي الذي عثر عليه مقتولًا في إحدى الشقق السكنية في صنعاء.

فداحة الجور

وإزاء هذا الحال قالت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء إن الناشطة الحقوقية اليمنية فاطمة العرولي (43 سنة) المدافعة عن حقوق الإنسان تواجه "خطر الإعدام بعد أن دانتها المحكمة الجزائية المتخصصة الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء في اليمن بإعانة دولة عدوة".

وأشارت المنظمة عبر حسابها على منصة "إكس" إلى أن المحكمة الحوثية أصدرت حكم الإعدام بحقها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2023 عقب محاكمة فادحة الجور".

وسبق وأصدر الحوثيون أحكاماً بإعدام العشرات بتهمة ما تصفه الجماعة بـ "التعاون مع العدوان"، في إشارة إلى التعاون مع الحكومة الشرعية ودول التحالف الذي تقوده السعودية.

ووفق ناشطين حقوقيين فإن محاكمة العرولي من قبل الحوثيين جرت في ظل غياب المحامين ولم تمكن من توكيل محام، كما لم يسمح لها بمقابلة أسرتها منذ اختطافها قسراً.

والعرولي الرئيسة السابقة لمكتب اليمن في اتحاد قيادات المرأة العربية التابع لجامعة الدول العربية، وهي ناشطة في مجال تعزيز حقوق المرأة.

وكشف تقرير صادر عام 2022 عن المرصد الأورو- متوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف أن الحوثيين أعدموا 350 شخصاً منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014، وهو عدد يتجاوز العدد الصادر بعد هذا التاريخ.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات