يقول خبراء في المملكة المتحدة إنّ إقرار ضريبة بنسبة 20 في المئة على الوجبات الخفيفة من سكاكر وقوالب حلوى وبسكويت سيكون أكثر فاعليّة من الضريبة الحالية على المشروبات المحلاة.
كشفت دراسة نُشرت أخيراً في مجلة "بريتش ميديكال جورنال" الطبيّة البريطانيّة أنّ خفض استهلاك الوجبات الخفيفة العالية السكر قد يخفض معدل السمنة في المملكة المتحدة من حوالي 28 في المئة إلى 25 في المئة.
ربما يؤدي مثل ذلك الهبوط في استهلاك الوجبات الخفيفة "على مستوى السكان إلى تأثير كبير" في معدل السمنة في بريطانيا، وفقاً للدكتورة بولين شيلبيك من "كلية لندن للصحة والطب الاستوائيّ" والباحثة الرئيسة في التقرير.
جاء اقتراح فرض ضريبة الـ 20 في المئة على الوجبات الخفيفة بعد فرض ضريبة المشروبات الغازية التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) 2018، وأسفرت عن "موجة من إعادة تصنيع المشروبات وفق مواصفات جديدة" في قطاع صناعة المشروبات.
ولكن مع ذلك، يحصل البريطانيون على معظم استهلاكهم من السكر من السكاكر وقوالب الحلوى، وليس من المشروبات الغازيّة. لهذا السبب، يعتقد الباحثون أنّ ضريبة الوجبات الخفيفة "تستحق مزيداً من البحث والنظر كجزء من نهج متكامل يتوخى مواجهة السمنة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إضافة إلى ما تقدّم، ذكرت الدراسة أنّ "ثمة مبرراً قويّاً لاستخدام السياسة الماليّة في سبيل تحسين النمط الغذائيّ ومستوى الصحة وتحسين خيارات المستهلكين الشرائيّة، وتشجيع المصنّعين والمنتجين على إعادة تصنيع المنتجات وفق مواصفات مغايرة، أو تعزيز توافر الوجبات الصحيّة."
يُذكر أنّ التأثير الأكثر حدة لهذه الضريبة سيمس الأسر منخفضة الدخل في المملكة المتحدة حيث المستويات الأعلى للبدانة، غير أنّ الباحثين الذين أعدّوا الدراسة رأوا أنّ ذلك ربما يكون له ما يبرره، مثلاً "في حال قلّص خفض استهلاك الوجبات الخفيفة أوجه التفاوت في المجال الصحيّ، واستخدمت العائدات من أجل تعزيز المكاسب الصحيّة عبر دعم الحكومة للأطعمة الصحيّة" أو برامج التدخّل المجتمعي".
ولكن ربما يواجه الاقتراح المماطلة في البرلمان البريطاني. مثلاً، في يوليو (تموز) الماضي عارض بوريس جونسون رئيس الوزراء "ضرائب الخطايا" كما تُوصف التي وُضعت كي تمتدّ "ضريبة المشروبات المحلاة" لتشمل مخفوق الحليب أيضاً، والتي "تبدو لي شديدة القسوة على أولئك العاجزين عن تحمّلها،" كما قال.
في سياق متصل، تحدّثت سوزان جيب الباحثة المشاركة في الدراسة وأستاذة النظام الغذائي وصحة السكان في جامعة أكسفورد البريطانيّة والمستشارة الحكوميّة السابقة، فقالت إنّ القضية الأساسيّة أنّ على الناس ببساطة تناول كميات أقل من السكر.
وأضافت، "أدّت الجهود السابقة التي رمت إلى تشجيع الناس على تناول حصص غذائية أصغر إلى خفض حجم ألواح الشوكولاته الفردية، ولكنها في المقابل تزامنت مع نمو ما يُسمى "أكياس المشاركة" من دون دليل واحد على أيّ انخفاض جوهريّ في معدل الاستهلاك الكليّ للوجبات الخفيفة. لذا حان الوقت لاتباع نهج جديد."
© The Independent